مصممات ومصممون لمستقبل الكتب المصرية

11:09 صباحًا الأربعاء 11 أغسطس 2021
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كتبت الفنانة التشكيلية والأكاديمية د. سالي الزيني: “عامان من العمل والمتابعة في ظروف غير عادية من الحظر..  فخورة للغاية بطلابي، الذين أظهروا الكثير من المثابرة والرغبة في التعلم في أصعب الظروف وكل الشكر لفريق التدريس.”

الفنانة التشكيلية د. سالي الزيني

مع هذه الكلمات نشرت د. سالي مقتطفات من مشروعات التخرج لطلاب الفرقة النهائية بقسم الجرافيك شعبة الكتاب والرسوم (كتاب – دعاية) ، كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، دفعة ٢٠٢١.

سربت الفنانة كثيرا من روح البهجة إلى ريشة وعقل الجيل الجديد، لذلك رأينا ألوانا مشرقة، مثلما تعرفنا إلى مزيج في الأعمال الأكثر، حتى خارج هذه المقتطفات، والتي تشي بالكثير:

أول الأمور أن الجيل الجديد منه المهتم بالأدب السردي المعاصر، لذلك سنتعرف على تصميمات لأعمال أدبية لمؤلفين كبار مثل نجيب محفوظ ورضوى عاشور، من خلال إعادة تصميم لأغلفة كتب كثيرة.

وثانيها أن السيرة الشعبية وجدت لها مكانا ومكانة في هذه المجموعة، وهو ما نشكر عليه أساتذة هذا الجيل، فالسيرة هي خلاصة الروح الشعبية المصرية (أبو زيد الهلالي، علي الزيبق، الشاطر حسن).

وثالث الملاحظات هو ما يمكن أن نسميه روح الطفولة، سواء باختيار تصميم يستلهم دراما الأطفال وأفلامهم، أو يرتكز على رسوم المجلات المصورة. كما حضرت اختيارات من القصص العالمي.

على أن رابع الإشارات التي أحييها جدا هو مصرية الاختيارات التي ظهرت، ليس في الكتب والسير وحسب، وإنما في الأمثال الشعبية والأعمال الدعائية لبعض أحياء مصر، وإنشاء سلسلة بعنوان أنا مصرية، فضلا عن استلهام الأزياء الذي توزع على أعمال كثيرة وحضر فيه الجلباب الريفي، وهي قد تكون إنعكاسات لجذور المصممين أو لحضور هذه التصميمات في الدراما التلفزيونية.

وأخيرا كان للسينما حضورها المميز في التصميمات، قديمها وحديثها، بأفلام ونجوم تركت أثرا في وجدان الشعب المصري.

وإذ نتحدث عن أجيال لم تكمل عقدين من عمرها، المديد بإذن الله، نستطيع أن نطمئن إل مستقبل التصميم ونطمع أن نرى مؤسسات النشر تشجع هذه المواهب (ومعظمها من الجنس اللطيف) فربما تضيف إلى تصميم الكتاب المصري الجديد، خلال السنوات القادمة.

وقد أشرت ونشرت مسبقا إلى أن الكلمات المدونة، سواء كانت ديوانا شعريا، رواية، سيرة أو دراسة، تظل في إطار الأدب، لكنها إذا خرجت لجمهور القراء تتحول إلى منتج أدبي، أو سلعة ثقافية، ويعد غلاف ذلك الإنتاج الأدبي إشهارا إعلاميا عليه أن يجتذب جمهوره عبر الغلاف، أول ما يخاطب المتلقي، ولا يخرج التعبير الشعبي للمثل الدارج (الكتاب يبان من عنوانه) عن تلك الفكرة؛ اعتبار الغلاف يحمل رسالة المحتوى، وبوابة الدخول البصرية للمضمون.

إن تجربتي بتصميم الأغلفة مرت بدوريات مع وقبل تصميم أغلفة الكتب،ومع وجود 40 غلافا لكتبي في أكثر من لغة، نفذت أو صممت عددا منها، كنت أنحو للاختزال، وهو اختزال مواز للبساطة البليغة، لا التبسيط الفقير، لذلك سيعرف قراء روايتي (حديقة خلفية) أنها تستلهم الهند، وتتناول الحب، حين تتصدر الغلاف منمنمة من أجواء (كاما سوترا)، هنا تكفي صورة لتحكي كل شيء. وسيدرك قراء روايتي (31) أن الأرقام محورها، حين يعبرون الغلاف ذا الخلفية الرقمية، ليصادفوا شخصيات ليست لها أسماء، بل تحمل أرقاما عوضا عن الأسماء، أما موسوعة (طريق الحرير) فهي بخريطة تاريخية عمرها ألف عام على غلافها، تشير لمؤلفها الذي عاش عند بوابة هذا الطريق، هنا تكفي صورة لتحكي كل شيء.

إذا أوجزت أبرز مشكلات صناعة الغلاف في عالمنا فهي الجمع بين البهرجة اللونية، والثرثرة اللفظية، وكان دخول برامج التصميم الآلي كارثة فنية، إذ يظن مستخدموه خطأ أن اللهو بكل ما تتيحه من ألعاب مجانية يجعل الغلاف فنيا، فهناك عناوين مجسمة ثلاثية الأبعاد، كأنها لافتات محلات، وهناك أكثر من عائلة خطية، فهناك لكل وحدة كتابية خط مختلف، وكأن صانع الغلاف يعز عليه أن يترك بصمة واحدة، بل يجمع خليطا هجينا، لا تجد بين سطوره رابطا. وعدا عن (اقتباس) أغلفة وتقليد أخرى، فإن مدرسة التصميم لم تجد كثيرين يتجاوزون أسماء الأفذاذ من فناني صناعة الأغلفة مثل محيي الدين اللباد وحلمي التوني، لكن الأمل في الجيل الحالي الذي سعى لوضع بصمة خاصة به، مثل أغلفة أحمد اللباد و خالد الناصري (منشورات المتوسط)، وعبد الرحمن الصواف.

على فيسبوك وجهت إيمان أسامة إحدى مبدعات مشروعات التخرج كلمة شكر نشرت بها صور تخرج كلية الفنون الجميلة .. قسم الجرافيك –  شعبة رسوم متحركة وفنون الكتاب،  دفعة 2021  بإشراف الأكاديميين والأكاديميات :

ا.د. محمد حازم فتح الله

ا.د. محمد يحيى محمد عبده

ا.د. بدر الدين عوض بدر

ا.د. رانيه الحصري

ا.د. عمرو سامي

ا.د. عبد العزيز الجندي

ا.م.د. سالي الزيني

ا.م.د. منى الوراقي

د. حنان فؤاد

د. إيهاب كشكوشة

و الهيئة المعاونة…

أ. دعاء طارق

ا. بسمة شعبان

ا. نورهان أبو زيد

ا. سالي محمود

ا. ياسمين مروان

ا. نهى البلتاجي

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات