احتفاء بمختارات (كو أون) الشعرية في الصحافة الثقافية بالإمارات

10:16 صباحًا الخميس 20 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

نشرت صحيفة (الإتحاد) اليوم في ملحقها الثقافي مقالا للكاتب عبدالمجيد عبدالحميد عن المختارات الشعرية للشاعر الكوري الكبير (كو أون) التي ترجمها وقدم لها الشاعر أشرف أبو اليزيد.

 وفيما يلي نص مقال الكاتب:
ضمن تنويع الزاد الثقافي لكتاب مجلة “دبي الثقافية” بين المحلي والعربي القديم والحديث، وللوقوف على المشهد الشعري، فقد اختار وترجم أشرف أبو اليزيد ستين قصيدة من قصائد للشاعر الكوري” كُو أون”، وأودعها في العدد 67 لكتاب “دبي الثقافية”.

ذكر أبو اليزيد في مقدمة الكتاب نبذة عن سيرة الشاعر أون الذي قال عنه: “لا يُذكر الشعر الكوري المعاصر، إلاّ ويُذكر أميره “كُو أون”. وإذا زُرت كوريا الجنوبية مرّة أو مرّات، وعشت فيها أياماً أو سنوات، فصعدت جبالها الخضراء والثلجية، وشممت هواءها البارد المُحمل بعبير المنروج، وعطور الحدائق، وعبق الشاي، أو تنسمت نسيمها الدافىء الممزوج بروائح الفاكهة والبهارات والطعام، ودخلت معابدها فسكنت لحظة في رحاب بوذا، وتأملت لحظات طقوس الرهبان، وراقبت طيور الغابات، وأزهار البساتين، وتعرفت إلى الناس في الجنوب والشمال وإلى كائناتها الأخرى في البرّ والبحر والنهر والجُزر، تكون قد قرأت أشعار “كُو أون” لأنّ ذلك الشاعر حيٌّ في هذا كلّه”.

ثم عرّج المترجم لذكر جوانب من سيرة الشاعر الذي ولد العام 1933م في جونسان، بمقاطعة تشولا الشمالية لعائلة من الفلاحين، ونشر أولى قصائده عام 1958م، وبعدها بسنوات قليلة عاد إلى العالم مُجدداً، ليصدر أول كتبه عام 1960م، فيصبح صوت الصراع من اجل الحرية والديمقراطية في السبعينيات والثمانينيات، وهو صراع أوقعه في براثن السجن مراراً.

كما ذكر أبو اليزيد أن الشاعر “كُو أون” نشر أكثر من 150 كتاباً، بينها دواوين قصائده، ومقالات نقده، ورواياته، وسيرته الذاتية، وترجماته لأعلام الشعر الكوري، وكتبه للأطفال، وكثيراً ما ترى رسوماً أوليّة لها بجانب الأشعار. كما تُرجمت مؤخراً مختارات اعماله إلى 14 لغة.

وأشار “كُو أون” في مقدمته التي ترجمت في كتاب “دبي الثقافية” هذا في تمهيد لهذه المختارات الشعرية قوله: “في ليلة مُقمرة، كان العالم على اتساع مئات الأميال من حولنا يشكل بيتاً. في لية مُقمرة كتلك، قد تُنشدُ قصيدة، ثم تعزف على الناي، فيتوقف القمر في مداره السماويّ، ويسكن هنيهات مطولات ينصتُ إلى قصائد الأرض. أيكون ما حدث شأناً سماوياً؟ كيف يكون ذلك شأن السماء، والشمس والقمر، والنجوم وحسب؟ اعتادت القصائد أن تضفِّرَ العَوارض الخشبيّة في البيوت الكورية، وأن تردد أصداؤها بعيدة وعالية. في البدء كان الشِّعرُ في السماء، ثم هبط إلى الأرض. وكذلك الشاعر، الذي حطّ من، أو نُفِي عن السماء، ليلتقي مع قدرِه الأرضيّ”.

ابتدأ المترجم القصائد التي ترجمها للشاعر “كُو أون” بأول قصيدة له، وهي “أزهار اللحظة”، التي يقول فيها:

  • أمنية، أن اصبح ذئباً حين يكتمل القمر بدراً.
  • أمضيتُ اليوم بطوله اتحدتُ مرّاتٍ ومرّاتٍ عن الآخرين/ وكانت الأشجارُ ترقبني،/ وأنا أعودُ للبيت.
  • تعباً،/ كانت الأمُ تغطُّ في نومها،/ بينما يصغي طفلها وحيداً،/ إلى صوت قطار الليل.
  • ذات يوم ربيعي مُمطر،/ نظرت إلى الخارج مرّة، أو مرتين،/ أتساءل إن كان أحدٌ سوف يأتي.

وتحت عنوان “قصائد مُختارات” ترجم أبو اليزيد ستين قصيدة قصيرة، بدأها بقصيدة “طمي” جاء فيها:

هلت أكثر أيام الشتاء برودة،

وذهبت. لقد أقترب الربيع.

أما آخر آثار الصقيع

فتمددت بائسة في خنادقها.

ما قصيدة” بدون القاب” وهي القصيدة 43، فقال فيها الشاعر:

كان هناك معلم عُمره أكثر من ثمانين عاماً

خلال مسيرته التعليمية عَبَر الأنهار تسعة وأربعين عاماً

فوق أراضٍ مِن تُراب، بقدمين عاريتين.

يتحدذ لغواً

حيثما ذهب.

وحين اقتربت النهاية

دفع ببراءته لَغوَ الماضي.

أكانَ ذلك قبل ألفين وخمسمائة عام؟

وكان هناك رجل أصم لم يستطع سماع

آخر كلمات المعلم.

ناهيك عن أن درجة الحرارة كانت مائة وسبع درجات

وكان صقر جارح مُعلقاً في السماء

لا يتحرّك منذ أمدٍ طويل

جائعاً يتفرّسُ

في فريسته العجوز.

وجاءت قصيدة “بدر العام الجديد” ذي الرقم 54 ضمن القصائد المترجمة للشاعر أون، التي يقول فيها:

يوم شتائي قارس، إنّه أول بدر في العام الجديد،

يوم مُميز.

مشغولة ربّة البيت، منذ الصباح الباكر،

تعرف أنّ الشحاذين سيمرّون،

تضع إناء حبوب الأرز الخمس عطفاً منها

فوق البلاطة الحجرية خارج الدار

التي تقف بجوار البوابة الخشبية المُحاطة بالغصون،

بطبقٍ مُسطّح وحيد فيه فروع نبات الحَمل.

عمّا قريب، سيأتي شحّاذ عجوز يتجمّد من البرد،

هيأ نفسه ليدور داخل الجُرْنِ، لكنه في النهاية

يضع الأرز بجيبه ويمضي في طريقه.

ليتَ لنا ثلائمائة وستين يوماً في العام مثل هذا اليوم!

ستنتفخ حقيبته عمّا قريب،…

 

One Response to احتفاء بمختارات (كو أون) الشعرية في الصحافة الثقافية بالإمارات

  1. Fatimaalzahraa

    فاطمة الزهراء حسن رد

    20 ديسمبر, 2012 at 4:40 م

    ترجمة مميزة ومعبرة عن روح الشاعر العظيم كوأون والحقيقة أن هناك تقاربا كبيرا بين شعر أشرف أبو اليزيد وشعر كو أون …
    خطوة مهمة في تحقيق التقارب بين الثقافتين العربية والكورية …
    تمنياتي للشاعر الكبير أشرف أبو اليزيد بمزيد من الحضور والإبداع وبالحصول على جائزة نوبل في الآداب .

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات