كارلوس فوينتس في (المرآة الدفينة) يكشف أسباب الثورات وأسرار ظهور الطغاة

01:39 مساءً الخميس 20 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كارلوس فوينتس

عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، صدرت النسخة العربية من  كتاب الروائي المكسيكي الشهير كارلوس فوينتس“المرآة الدفينة”، والذي قام بترجمته عن الإسبانية الدكتور علي المنوفي .

في كتاب يتكون من 18 فصلا  ويقع في 442 صفحة من القطع الكبير ،يحاول الكتاب أن يقرأ تاريخ الثورات في أمريكا اللاتينية، وفي نفس الإطار يستعرض الكتاب  جوانب مختلفة من العلاقة المركبة بين شاطئي الأطلسي، بين إسبانيا وتاريخها وعالمها في شاطئ، وأمريكا وثقافتها وعالمها في الشاطئ الآخر، وضمن ذلك كله ثقافات العرب واليهود والزنوج والسكان الأصليين للأمريكتين.
في مقدمة الكتاب  يقول فوينتس : “بعد خمسمائة عام على رحلة كولومبوس طلبوا منا أن نحتفل بالمئوية الخامسة لهذه الرحلة التي لا شك أنها كانت واحدة من الأحداث الكبرى في تاريخ البشرية، وكانت البشارة التي أعلنت مجيئ العصر الحديث والوحدة الجغرافية لكوكب الأرض. غير أن الكثير منا معشر المتحدثين بالأسبانية في الأمريكتين نتساءل: هل هناك بالفعل ما نحتفل به؟عندما نلقي نظرة على ما يحدث في الجمهوريات في أمريكا اللاتينية مع نهاية القرن العشرين، فإن هذا يدفعنا للإجابة بالنفي على السؤال المطروح؛ ففي كاراكاس ومدينة المكسيك وليما وريو دي جانيرو نجد أن المئوية الخامسة لاكتشاف أمريكا تأتي ونحن نعيش أزمة عميقة، هناك التضخم الاقتصادي والبطالة وعبء الديون الخارجية الذي يتجاوز الحد؛ والفقر والجهل اللذان يزدادان، وتهاوي القدرة الشرائية وتدني مستويات المعيشة. هناك شعور بالإحباط وضياع الأحلام والآمال التي تحطمت، وديموقراطيات هشة وتهديدات بانفجارات اجتماعية.
ومع هذا أعتقد أنه لدينا ما يمكن أن نحتفل به رغم مشاكلنا الاقتصادية والسياسية، فالأزمة الحالية التي تمر بها أمريكا اللاتينية قد أثبتت أن أنظمتنا الاقتصادية والسياسية هشّة؛ فقد سقط الكثير منها سقوطًا مدويًا، كما أن الأزمة أوضحت أيضًا عن شيء ظل ماثلاً، وهو شيء لم نكن واعين له بالكامل طوال العقود السابقة التي كانت تتسم بالازدهار الاقتصادي والفوران السياسي، وهو شيء ظل ماثلاً أمام أعيننا رغم كل الكوارث التي عانينا منها؛ إنه الموروث الثقافي، وهو الشيء الذي أبدعناه ونحن في غاية السعادة وفورة المشاعر الجياشة والتحدي؛ إنها الثقافة التي استطعنا إبداعها خلال القرون الخمسة السابقة بصفتنا أحفاد الهنود، والسود والأوروبيين.
يستطرد المؤلف في فصل بعنوان “زمن الطغاة”،أنه لا يمكن لأحد أن يتعلم العوم إلا إذا ألقي به في المياه،وما كان على أمريكا الأسبانية تعلمه هو أن واقعنا المجدد دائما هو المجتمع المدني و اننا بحاجة ماسة إلى طبقة متوسطة نشطة،ولكن لا يكون ذلك على حساب العقليات الإبداعية التي عليها المجتمعات الريفية،ومن هنا أخذت الدوائر الثقافية و الأحزاب السياسية في الإفصاح عن نفسها ؛لكن بين غيبة الملكية –اّنذاك-وضعف المجتمع المدني،وبين واجهة أمة القانون وحقيقة الأمة الفعلية كان هناك فراغ سوف يتم ملؤه بالشئ الذي كان يفزع منه الطاغية.
 بحسب المؤلف،فإن المرايا الدفينة ترمز الى الواقع والشمس والأرض والجهات الأربع والسطح وما تحت الأرض وكل الرجال والنساء الذين يعيشون على ظهرها، كانت تدفن المرايا في مخابئ في مختلف أنحاء الأمريكتين، لكنها الآن معلقة بأجساد أبسط المشاركين في الاحتفالات في جبال البيرو، أو في الكرنفالات الهندية في المكسيك، حيث يرقص الشعب وهو يضع الريش أو يعكس صورة العالم من خلال جزازات الزجاج في أغطية الرأس. المرآة إذن هي الأكثر تعبيرًا عن ذات أكثر جدارة، مقارنةً بالذهب الذي قدمه السكان الأصليون، في صورة مقايضة، للأوروبيين. ربما لم يكونوا على حق؟ أليست المرآة انعكاسًا للواقع مثلما هي مشروع للخيال؟”
المؤلف كارلوس فوينتس ماثياس  من مواليد 1928 ،من أشهر كتاب المكسيك،شارك في إعداد الكثير من السناريوهات لبعض الأفلام،ألف العديد من الأعمال الروائية والمقالات،من أهمها موت أرتيميو كروث،الأقليم الأكثر شفافية،أرضنا.
المترجم،الأستاذ الدكتورعلي إبراهيم منوفي،أستاذ بكلية اللغات و الترجمة بجامعة الأزهر،متخصص في الأدب الاسباني المعاصر،له العديد من الأبحاث المنشورة بالإسبانية و العربية في مجالات الشعر و السرد القصصي،قام بترجمة ما يقرب من أربعين عنوانًا عن الاسبانية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات