الشاعر لامع الحر “أبعد من الريف”

11:09 صباحًا الأحد 19 سبتمبر 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في كتابه الأخير «أبعد من الريف» يقدّم الشاعر اللبناني لامع الحُرّ قراءة خاصة لكوكبة من الشعراء تحت عنوان «شعراء خالدون» اختارهم من الجيل الشعري الحالي او الأجيال السابقة التي انطلقت من الريف:

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

• من هم الشعراء الذين اخترتهم في كتابك، وهل من ابرزتهم هم الخالدون فقط؟

  • الشعراء الذين اخترتهم هم نخبة تمثّل الفئة الواسعة، وبالتأكيد لا تمثل هذه الاسماء وحدها الخلود الذي قصدته. اخترت نماذج وشعراء اثروا القصيدة العربية، وجعلوا اللغة اكثر حراكاً في المدى الممتد الى زمننا، والذين اخترتهم هم: الأخطل الصغير، الياس ابو شبكة، ايليا ابو ماضي، خليل مطران، رشيد سليم الخوري، رياض المعلوف، الشيخ عارف الحُرّ، منصور الرحباني، فؤاد الخشن، محمد نجيب فضل الله، صباح زوين، جوزف صايغ، حسين حيدر، طارق ناصر الدين، باسمة بطولي، شوقي ابي شقرا، وأنسي الحاج.

• كيف تصنّف هؤلاء الشعراء الذين قرأتهم على طريقتك؟

  • هؤلاء عمالقة اختيروا من شعراء الريف اللبناني فكانت محطات مع ابرز مواقفهم الحياتية والأدبية وأكثرها تأثيراً وانعطافاً، ومع لقطات رائعة من اعمالهم الشعرية التي اثرت المكتبة العربية بل العالمية. كل من اولئك الشعراء ترك بصمات واضحة في المسيرة الشعرية وتميز بلون شعري أخّاذ لا يشبه سواه ومدّ متذوقي الشعر وعشاقه بفيض من الابتكار والسحر والحليق. وما يميز اولئك الريفيين انهم لم يقفوا عند حدود الريف وموضوعاته الضيقة، بل تجاوزوه الى عوالم افسح وأرحب وأعمق فكرياً وجمالياً. هذا الكتاب كان بمثابة حرق للمراحل ويفضي مباشرة الى الشعر الخالص بكل جمالاته وهيمنته بلا مقدمات.

• كأنك تعتبر ان هؤلاء الشعراء اسسوا للحداثة الشعرية؟

  • حتماً هؤلاء مع سواهم من الشعراء الكبار اسسوا للحداثة، وأعطوا القصيدة خصوصية وقدرة تجاوزت الكثير من الاصول بما يساهم في بلورة الوعي الشعري ونشره على نطاق واسع.

• ألم تجد نفسك مقصراً امام من لم تذكرهم من الشعراء اصحاب الفاعل في القصيدة والحداثة؟

  • ليس سهلاً الاحاطة بكل العمالقة الذين اغنوا القصيدة اللبنانية والعربية، ولكن كان لزاماً عليّ ان اختار بعض الشعراء وليس الكل، وهذا ما جعلني اتوقف عند هؤلاء. وأعتقد جازماً ان هذه النخبة التي اخترتها كافية للدلالة على وقائع القصيدة في مراحل مهمة عبرت وما زالت مفاعيلها الشعرية ثاقبة وتؤسس للجديد والحداثة. ربما ألجأ الى اصدار جزء آخر من الكتاب يحتوي على نماذج اخرى من الشعراء الكبار، علّني أفي بغرض البحث المرتجى الذي يمكن ان ينشده كل مهتم.

• وماذا تخبرنا عن قصيدتك انت، ماذا تكتب اليوم وغداً؟

  • القصيدة في حياتي لا تنتهي، انها سياق مستمر لا يتوقف الا بتوقف الروح والقلب. ما زلت اكتب حياتي وأيامي ووطني وألمي. والقصيدة خير معبر عن هذا الشعور الذي يتملكني ويحولني دائماً صوب الرؤية وبهجة الحياة.

• الى اين وصلت بقصيدة الوطن التي باشرتها قبل اعوام غير قليلة؟

  • قصيدة الوطن مستمرة ولا يمكن ان تتوقف حتى لو توقف الوطن، اي ان القصيدة بالنسبة الي هي وطني ولغتي التي اقرّ وأعترف عبرها بالزمن والانسان والحياة.

حين كتبت عن الوطن كنت اكتب عن ناسي وفرحي وعذابي وعاطفتي، وما زلت اسير على النهج الذي اخترته لنفسي، وما زالت روحي تعانق النار الخالدة التي تبثها لوعة الحياة والانسان.

قصيدتي هي وطني الذي اعيش فيه واذا تغرّبت فإنني اتغرّب الى وطني، الى حيث تتحرك روحي وأعني القصيدة. ما دامت القصيدة في مُقلتيّ فإنني اعيش مطمئنا وأشعر بأن وطني لا يفارقني.

• وقصيدة الحب التي كتبتها اما زالت على وهجها؟

  • وهل تخفّ اشعة الشمس؟ الحب الذي كتبته هو الشمس التي تحرقنا ونزداد تعلقاً بها. ان قصيدة الحب التي دخلتُ احتمالاتها الصعبة ما زالت تراودني وتشدّني الى اللحظة الأجمل. فكلما هممت بالكتابة عن الحب، اشعر بأنني على مفترق جميل، حيث كل عاطفة صادقة تنتظرني. قصيدة الحب كتبتها وكتبتني، وسأظل اكتبها حتى تنزل الغيوم الى الارض وتطلب ما يشحنها بالماء العذب والعذوبة التي تحتاج اليها الأرض نفسها.

• ما زالت القصيدة تخفف من لوعة الحزن عندك؟

  • القصيدة هي حتماً بلسم الشاعر. منها ينطلق ويطير ويحلق. وأمام كل صعاب يواجهها يشعر بضرورة القصيدة، فيلجأ اليها وفي يده كل الامل والبهجة. هكذا، دائماً تبقى القصيدة العنوان الذي يمكن عبره الإحاطة بتفاصيل الحياة اكثر. القصيدة بالتأكيد تعالج مفهوم الانسان للحياة، فكيف اذا كان الحزن جزءا من هذا المفهوم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات