24 ديسمبر1871: العرض الأول لأوبرا عايدة على مسرح دار الأوبرا الخديوية

07:47 صباحًا الأحد 23 ديسمبر 2012
سماح أبو بكر عزت

سماح أبو بكر عزت

كاتبة بجريدة الوطن المصرية ومجلة العربى الصغير الكويتية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

اذا كانت القاهرة هى عاصمة مصر ، فدار الأوبرا هى عاصمة القاهرة ) 

النوتة الموسيقية بتوقيع المؤلف، وستار العرض الشفاف

تلك كانت كلمات الشاعر عبد الرحمن صدقى عن قلعة الفن الرفيع فى القاهرة ، دار الاوبرا الخديوية ، ذلك الصرح الضخم الزاخر بمختلف القاعات و المقاصير والطوابق الذى لم يضن الخديو اسماعيل عليها بكل ما يحيطها بالروعة ويضفى عليها جمال الفن وجلاله ، لتكون إحدى فقرات الإحتفاء بضيوف افتتاح قناة السويس ، أسند الخديو الإشراف على اعمال بناء الاوبرا الى المهندس الإيطالى ( بيترو افوسكانى ) الذى شيد قصر رأس التين لمحمد على باشا بالإسكندرية ، وكان احد مستشاريه المقربين كما كان صديقاً لمعظم حكام أوروبا وفنانى عصره ، و الذى اشرف على ديكورات العديد من القصور ، وشيدت دار الاوبرا الخديوية على طراز أوبرا ( لاسكالا) بميلانو ، وتكلفت نحو خمسة عشر مليونا من الفرنكات .

وفى أول نوفمبر 1869 م، افتتحت دار الأوبرا بأوبرا ( ريجولتو ) للموسيقار الإيطالى ( جوزيبى فيردى) و حضرها الخديو اسماعيل وضيوف حفل افتتاح قناة السويس ، الإمبراطورة أوجينى و نابليون الثالث ، وعاهل النمسا الإمبراطور فرانسوا جوزيف ، ولى عهد بروسيا ..

و كانت الدار تسع 850 مشاهداً ، و امتد موسم الإفتتاح إلى 14مارس 1870 م و شمل 70 حفلة ، وهو عدد من الحفلات لم يكن متاحاً فى موسم واحد و فى دار واحدة ، إلا للنادر من المسارح العالمية ، و ترددت بين جنباتها انغام خالدة لأشهر الاوبرات مثل ( تروفاتورى ) و (حلاق أشبيلبة) و ( فاوست) و (هيلين الجميلة ) ..

مع حلول شهر ديسمبر من عام 1871م ، اقتربت الليلة الكبرى فى حياة الأوبرا الخديوية ، كانت الدار فى طريقها للقاء الأول مع نقوش التاريخ ، مع ليلة العمر وكان الموسيقار الإيطالى (جوزيبى فيردى) فى طريقه الى ابداع جديد إنتقل بإنتاجه الى قمم الروائع الموسيقية حين إستلهم فى ابداعه فكراً جاءه من الشاطئ الآخر للبحر المتوسط حيث كان مهد أول حضارة ..

أشرقت شمس يوم الرابع والعشرين من شهر ديسمبر 1871م ، لتخرج اوبرا عايدة للنور وتعرض  على مسرح دار الأوبرا  الخديوية بحضور الخديو اسماعيل و كبار ضيوفه وكانت سعادة الخديو تفوق كل وصف بالنجاح المذهل الذى حققته اوبرا عايدة مما جعل (دارنيت ) أول مدير لدار الأوبرا يبرق عقب الفصل الثانى الى الموسيقار فيردى بالبرقية التالية ..

( المايسترو فيردى –

جنوة …

لقد لاقت أوبرا عايدة نجاحا يفوق الخيال و قوبلت الخاتمة الموسيقية الأولى و الثانية بحماس رائع) أما الخديو اسماعيل فقد بعث ببرقية الى فيردى كان نصها ..( إن بإختيارك أيها المايسترو العظيم أن تكون مبدعاً موسيقياً لأوبرا تدور وقائعها فى دولتى أكون قد حققت خطوة فنية ربما تصبح واحدة من أمجد الذكريات لعصرى )

و تحققت أمنية الخديو اسماعيل على يد عالم المصريات الفرنسى (اوجست مارييت ) الذى كتب نص اوبرا عايدة مستلهما احداثه من التاريخ المصرى القديم ، واكتملت اللوحة الفنية الرائعة بأنغام الموسيقار ( فيردى ) الذى وضع الحانها لتصدح نغماتها بين جنبات دار الأوبرا الخديوية فى مثل هذا اليوم منذ مائة وواحد و أربعين عام ، وسرعان ما فاقت شهرة اوبرا عايدة فى العالم اجمع لتعرض على اشهر مسارح الاوبرا فى العالم أجمع وما تزال انغامها الرائعة المفعمة بالحب و الشجن تسرى فى نفوس مشاهديها اينما عرضت مشاهدها و عزفت الحانها ..

One Response to 24 ديسمبر1871: العرض الأول لأوبرا عايدة على مسرح دار الأوبرا الخديوية

  1. website seo رد

    23 ديسمبر, 2012 at 9:43 ص

    Hi to all, it’s in fact a fastidious for me to go to see this web page, it contains important Information.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات