الصين واليابان والكوريتان: لقاء المستحيل

11:10 صباحًا الأحد 23 ديسمبر 2012
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يمكن لأي دارس لتاريخ الشرق الأقصى أن يدرك صعوبة نمو بذور الثقة في تربة تلك البلدان الآسيوية الأربعة؛ الصين، واليابان، والكوريتين الشمالية والجنوبية. والأمر صحيح سواء كان في عقل المواطنين البسطاء وهو أكثر حرجا في عقلية الساسة، حيث كانت الحروب وضحاياها عناصر مشتركة بين هذه البلدان وشعوبها.

هذا الشتاء، وعلى غرار ما كان لدينا في الشرق الأوسط من تغييرات جذرية في زوايا المشهد السياسي، خلال العامين السابقين، سميناها بالربيع العربي، تحدث تحولات سلمية، يمكن أن نسميها بالشتاء الآسيوي.

فقد انتخبت السيدة بارك تشون هي، كأول سيدة ترأس جمهورية كوريا؛ وقد جاءت للحكم بطريقة ديمقراطية رغم أنها ابنة ديكتاتور سابق، وقبلها بأيام انتخب رئيس وزراء اليابان شيزو آبي عن الحزب الديمقراطي الليبرالي، والشهر الماضي، جاء رئيس مجلس الدولة الصيني الجديد شي جين بينغ إلى السلطة، بل ويمكننا القول أن كيم جونغ أون ابن النظام الكوري الشمالي ـ رغم توليه السلطة منذ عام ـ أنه ولد ثانية الأسبوع الماضي حين أشرف بنفسه، على عملية إطلاق صاروخ فضائي، لا تزال أخباره تهز العالم.

أتذكر قصة خيالية من (التبت) عن قط شاخ، ولم يعد قادرا على صيد الفئران، فجمعها واعتذر لها، قال إنه اعتزل صيدها ويتجه للاعتكاف، وأن كل ما على الفئران أن تقدم له التحية امتنانا مرتين يوميا. صدقت الفئران، وحين كان يصل الفأر الأخير في طابور التحية كان القط يلتهمه!

الزعماء الأربعة يفكرون في ما حدث للفئران في حكاية (التبت) الخرافية، وكل منهم يريد أن يتصرف مثل القط. وأقول إن عليهم إدراك أن الفئران تتضخم، وهي فئران تمثل مشكلات الاقتصاد والمناخ والطاقة والسكان، فما هو الحل؟ لقد دعا ناشر (آسيا إن) لي سانج كي، قادة جمهورية كوريا والصين واليابان وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، لعقد اجتماع قمة خلال عام 2013 في المنطقة المنزوعة السلاح ، التي تمثل آخر نقطة تمثل تقسيم وطن واحد (بين الكوريتين)، وهو اجتماع يمكن أن أسميه اللمسة السحرية اللازمة الدالة على تفوق منطقة الشرق الأقصى، لإطلاق حقبة القرن الآسيوي. وعلى هؤلاء أن يتحدوا لمجابهة ما يدور في الحدائق الخلفية من قوى أخرى مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

لقد شاهد العالم كله إطلاق الصاروخ الذي يجسد قدرات كوريا الشمالية، وعرفت الدنيا باسمي الفائزين بجائزتي نوبل في الآداب والطب من الصين واليابان، وتعرف إلى نجمين جديدين في عالم الترفيه والتكنولوجيا، ممثلين في المغني الكوري (ساي)، والعملاق الصناعي (سامسونج)، ويأمل العالم أن تحيي هذه الدول طريق حرير جديد يجلب الازدهار للبشرية كلها، وخاصة الدول العربية.0

أعود بكم إلى نهاية الحكاية الخرافية، فقد كانت كارثية بالنسبة للقط، بعد أن اكتشف أصدقاء الفئران المختفية خطته، واتحدت الفئران جميعا للتخلص منه!

لا يجب أن نفكر في القيام بدور القط لتجنب مصير الفئران، علينا التفكير في المستقبل، مستقبل أوطاننا، ومستقبل الأجيال القادمة. لن يدوم الجليد للأبد، ببعض الحرارة سيتحول الثلج إلى ماء، يفيض نهرًا، يربط بين تلك الدول الأربعة، من أجل شعوبها، والإنسانية جمعاء.

لقراءة النص بالإنجليزية والكورية:

Four Asian nations in power transition asked to have summit meeting at DMZ

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات