الفرسان الثلاثة: رحلة برية من فرنسا إلى كوريا

09:11 صباحًا الخميس 24 مارس 2022
رضوة خطاب

رضوة خطاب

كاتبة من مصر، تجيد اللغتين الكورية والهندية، وتترجم عنهما

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في السفر سبع فوائد، واليوم سنكون مع ثلاثة فرسان من كوريا الجنوبية وفرنسا يعيشون حياة مستقرة في فرنسا ولكن  دق الحنين أبوابهم وكانوا مشتاقين للغاية لبلدهم الثاني كوريا ؛ لذلك قرر الأخوة الفرسان الثلاثة القيام برحلة غير اعتيادية ويمكننا القول بأنها رحلة جنونية بعض الشئ لأن طريق السفر من فرنسا إلي كوريا لم يكن بالطائرة؛ ولم يكن بالطبع بالسيرعلي الأقدام ؛ إنما كان عن طريق سيارة السفر الخاصة بهم، وقاموا بأعداد خطة محكمة لرحلة مليئة بالمغامرات الخفية وتركوا الوقت للطريق ليحدد مدة الرحلة ولذلك لا نريد تفويت تلك الفرصة وحصلنا علي لقاء مميز للغاية مع الثلاثة أخوة أو الفرسان الثلاثة  علي الطريق رغم انشغالهم وانتقالتهم الدائمة

تحدثنا مع فليب الشقيق الأصغر لفرسان الثلاثة … الذي يخبرنا “في رحلتنا، نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى التفرد الثقافي لكل شعب أو كل منطقة أو كل بلد ، في زمن العولمة وتجانس العديد من الثقافات، نحن حريصون على تجربة ما هو خاص ومحدد في كل مكان: اللغات أو اللهجات، وفنون الطهي، والأديان والعقائد الروحية، والتقاليد، والهندسة المعمارية … كل ما يبني الثقافات نكتشفها

بالطبع، كل رحلة مختلفة، وأحيانًا لا نتواصل مع الأشخاص بالعمق الذي نتمناه. لكن بشكل عام، يمكننا القول أن هذه الرحلة على نطاق إنساني  واسع وعلى مدى فترة طويلة بما يكفي للانغماس في الثقافة المحلية  بطريقة مثالية ذلك لكي نحصل على النضج لتنمو في المعرفة، إنسانيًا وفنيًا، ومشاركتها مع الأشخاص الذين نلتقي بهم .

صفحة الثلاثة فرسان : www.facebook.com/LesFreresPhilippe

يحكي فيليب على نشأته المبكرة في ضواحي الألزاس، في فرنسا، ويخبرنا أنه   بما أن والدته من كوريا، فهم لا ينسون أنهم من كوريا  رغم أنهم  أيضا فرنسيون.

تعيش جميع أفراد عائلة أمه في كوريا ولديه الكثير من  ذكريات الطفولة الجيدة معهم،  وهو يشعر دائما  هناك بأنه في وطنه. في نظره، كل من فرنسا وكوريا هما موطنهما.

يشارك رحلته مع الجميع، على إيقاع الشعوب والبلدان التي نلتقي بها ونكتشفها، وستكون كوريا هي الأساس دائما ،لذلك يرغب في مشاركة كوريا مع متابعيه، لأنها الدولة تحتل مكانة الشرف في سلسلة أفلامه الوثائقية الخاصة به وبأخواته .

إلى جانب ذلك، غالبًا ما يشارك المطبخ الكوري مع  ضيوفه وعائلاتهم. وبهذه الطريقة يمكننه من خلالها تذوق كوريا  ولكي يشاركوا معا ثقافة كوريا .

يخبرنا أنه يخطط لتصوير أنفسهم في كوريا في الحلقة الأخيرة من سلسلتهم الوثائقية عبر سفرهم. وبالطبع، سيبذل قصارى جهده لتجربة كل منطقة في شبه الجزيرة الكورية بالكامل، لنرى ما هو التفرد الثقافي لكل منهما.

ويضيف قائلا : أنه لا تزال كوريا تبدو جزءًا غير معروفا من تركيبة شخصياتهم الذاتية . عندما نفكر في كوريا، هناك مزيج من المشاعر، لأننا نرى كوريا من خلال العديد من الوجوه: وطن أحبائنا وأمنا، بلد في الشرق الأقصى نريد استكشافه، أرض أجدادنا، مكان حيث تتبلور ذكريات الطفولة الرائعة فيه .

ويضيف عندما كنا أطفالًا صغارً، لم يكن الفرنسيون يعرفون اللغة الكورية جيدًا. غالبًا ما يخلطون بين كوريا والصين، أو اليابان، المشهورة في الغرب آنذاك.

ربما كان الأمر مختلفًا بعض الشيء في المدن الكبرى مثل باريس أو مارسليا ، لكن منذ نشأنا في الريف الفرنسي، لم يعرف أحد تقريبًا في بلدتنا أي شيء عن كوريا، باستثنائنا.

وأضاف بأن كوريا أصبحت  أكثر شهرة في السنوات القليلة الماضية، من خلال الكي بوب والدراما الكورية وحتى الطعام الكوري أصبح يدخل فى كل بيت، الذي لم يكن متاحًا كثيرًا في فرنسا في ذلك الوقت. على سبيل المثال، كان من المستحيل تقريبًا العثور على نودلز البطاطا الحلوة عندما جاءت والدتنا إلى فرنسا قبل ٣٠   عامًا، في حين أن السوبر ماركت الصيني (الذي يحتكر سوق الطعام الآسيوي في فرنسا) يبيع الكثير من الطعام الكوري في الوقت الحاضر.

واليوم، من وجهة نظر فرنسا، يمكننا القول أن كوريا غالبًا ما أصبح لها وجود قوي في السوق الفرنسية، لهذا السبب كما فعلنا مع كل دولة عبرناها، نرغب في مشاركة صورة أصلية لكوريا وتكون أكثر شمولية ودفئًا.

ويخبرنا أنه يوجد أماكن تشبه كوريا صادفها أثناء رحلته نظرًا لأننا اختبرنا كوريا من منظور ريفي، فقد رأينا أحيانًا بعض أوجه التشابه بكوريا مع بعض الأماكن الريفية الجميلة جدًا: في تركيا أو اليونان على سبيل المثال في نقاط معينة. إلى جانب ذلك، غالبًا ما كنا نذهب إلى كوريا في أوقات الصيف عندما كنا صغار، وشهدنا هذه البلدان في الصيف أيضًا، لذلك قد يؤثر ذلك على انطباعنا. بالنسبة لليونان، هذا أيضًا لأن البلاد محاطة بالبحر والعديد من الجزر والجبال مثل كوريا، ولأننا التقينا بأشخاص كرماء ومضيافين جعلونا نشعر وكأننا في وطننا، كما كان الحال دائمًا في قرية عائلتنا.

وعن سفره عبر السيارة من فرنسا لكوريا قائل : بالتأكيد، قد يبدو الأمر مجنونًا للغاية لبعض الناس

لكننا فكرنا في البداية في الذهاب إلى هناك سيرًا على الأقدام، لذا، من الفكرة الأولى كانت أكثر جنونا، ولكن بالقيادة هذا يبدو الأمر أكثر منطقية. بالإضافة إلى ذلك، لا يتعلق الأمر فقط بالذهاب إلى كوريا، ولكن أيضًا للسفر معًا، لعيش تجربة، لعبور هذه المنطقة الوسيطة بين الغرب والشرق.

ومدة الرحلة بدأنها في بداية أبريل ٢٠٢١. يعتمد مسار رحلتنا على الحدود الدولية ونقوم بالمرور من خلال جوزات السفر لدينا، لذلك يصعب علينا تحديد موعد وصولنا إلى كوريا على وجه التحديد. بشكل عام، نتمنى الوصول إلى هناك في العام المقبل.

وأضاف عبر تجواله بين البلدن أنه تعلم الكثير من الأشياء خلال هذه الرحلة، فنيا وعمليا، وحتى ثقافيا. لقد اكتشفنا مدى أهمية تصور المناطق والبلدان وفقًا لتضاريسها، والتواصل معها وفهم جغرافيتها، التي يتألف منها تاريخها وسياساتها. قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن المعرفة، وتحديدًا معرفة التاريخ والجغرافيا، هي مفتاح واحد لفهم هذا العالم.

ويضف بأنه كان حلمهم أن يعيش الفرسان الثلاثة  مغامرة معًا، ونحن نعيشها، لذلك هم ممتنون لكل دقيقة فى تلك الرحلة، ويضيف قائلا: بأن أحلامهم القادمة هي أن نعيش تجربة أعمق في كوريا معًا، ثم يرغب  (دي جي يون) أخي باستثمار نفسه في مشروع اجتماعي، يحلم أخي الأخر (دي جي سونغ) بالحصول على حديقة كبيرة، مليئة بأشجار الفاكهة من جميع أنحاء العالم، ومواصلة السفر والاستكشاف العالم، ويريد (دي جي يون) أن يكبر في السينما، وبشكل أكثر تحديدًا يصنع أفلامًا عن الأساطير الكورية والتاريخ القديم ..

بالنسبة لكوريا، يمكننا القول أن الأفضل هو تجربتها “في الحياة الواقعية”، أو الذهاب إلى كوريا، أو حتى تطوير بعض العلاقات مع الأصدقاء الكوريين في الخارج “نحن نفتقد كوريا كثيرًا” وها نحن قادمون …

وأنهي الحديث قائلا : كان الغرض من هذه الرحلة هو النمو في مرحلة النضج، ومعرفة وتجربة العالم الوسيط الذي يفصل بين فرنسا وكوريا، والتعلم من اجتماعاتنا ومشاريع علم الأحياء الزراعية التي نزورها، والسماح لأنفسنا بالتوجيه الصحيح نحو تلك الحياة المليئة بالمفاجات .

كان لقاء فليب مميزا اليوم ونتمني وصوله هذا العام وهو باقي الفرسان على خير إلي كوريا ، بدأ فليب رسالته بكل حب لعالم ملئ باختلاف ولكن رغم كل المسافات قريب بلغة واحدة هي الإنسانية لتكن الرحلة ملهمة لكل إنسان…

دعم الثلاثة فرسان علي الموقع الفرنسي :

www.fr.tipeee.com/les-freres-philippe

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات