أطفال سوريا اللاجئون في لبنان: سيأتي العيد حين نعود إلى منزلنا

04:23 مساءً الإثنين 24 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
يلجأ الأطفال مع عائلاتهم للجوء إلى الجيران، هذه عائلة تتجه إلى تركيا (محمد حسين / AP)

يلجأ الأطفال مع عائلاتهم للجوء إلى الجيران، هذه عائلة تتجه إلى تركيا (محمد حسين / AP)

البقاع، شرق لبنان J(شينخوا) مثلما هو الحال مع جميع الأطفال الصغار، فان عبودي القاسمي (10 سنوات) من مدينة ادلب السورية، النازح إلى لبنان، يحدوه الشوق للعودة إلى منزل العائلة وإلى الالعاب فيه والدراجة ولاصدقائه في المدرسة، بعد ان خلفهم وراءه في سوريا.

ويقول القاسمي مع حلول عيدي الميلاد ورأس السنة إن العيد هو في عودتنا إلى بلدنا ومنزلنا وليس من عيد في هذه الغربة القاسية التي نعيشها.

ويضيف الطفل الذي يعمل في ورشة بناء برفقة والده نجتهد في تأمين المأكل لعائلتنا التي تضم 9 أشخاص.

ويؤكد القاسمي “العيد لن يمر علينا هذه السنة، الجو كما نسمع في سوريا كله قتل ونهب وتدمير، وتفكيرنا دائما يتجه إلى انتهاء الحرب في بلدنا”.

بدوره، يعتبر الطفل عبد العزيز العزي (9 سنوات) من باب عمرو، أنه من العيب ان نتكلم عن فترة اعياد وبلدنا يحترق كل لحظة.

ويقول إن العيد يعني الفرح والمحبة والسلام وكل هذا مفقود في سوريا، كما ليس لدينا قرش واحد لنصرفه في شراء لعبة لشقيقي الذي لم يتم السنتين من عمره.

ويضيف العزي ليس من عيد للنازحين ويوم العيد بالنسبة لنا وقف اطلاق النار في بلدنا ليقف حمام الدم والقصف الذي دمر منزلنا ومنازل اقاربنا.

من جهته، يقول الطفل عليان الصبيحة (11 سنة) في قريتي الصغيرة قرب مدينة حلب، كنا ورفاقي في المدرسة في مثل هذه الأيام نجمع المال لاحياء حفلة لمناسبة عيد رأس السنة.

ويضيف “كنا نغني ونرقص ونفرح ونأكل ما لذ وطاب، وكانت ايامنا حلوة سعيدة” ويشرح “أما اليوم فقد انقلبت حياتنا بسبب الحرب التي قضت على الأخضر واليابس”.

ويتمنى الصبيحة بمناسبة العيد وقف الحرب وانقاذ البلد، مؤكدا “تعلمت في مدرستي أن ما من شيء يعادل حب الوطن وعيدنا هو بعودتنا إلى أرضنا”.

أما الطفل علي العزيز (9 سنوات) فيبدو سعيدا بالرشاش اللعبة الذي تسلمه هدية من إحدى الجمعيات الاسلامية المانحة في مدرسة بلدة الهبارية التي تستوعب العشرات من الطلاب السوريين.

ويقول العزيز إنها “هدية قيمة بالعيد لكن كنا نأمل ان تكون الهدية سترة شتوية لاتقاء برد الشتاء بدل ان تكون بندقية”.

وتطلب الطفلة فريدة العلي من بابا عمرو بمناسبة العيد العودة إلى سوريا، وتقول ” الفرح بعيد المنال بالعيد وعيدنا هنا كله برد وجوع وفقر وعوز”.

وتضيف العلي “العيد أمان وبهجة ومحبة وبحبوحة وهدايا وطعام لذيذ، وكل هذا مفقود، وعيد الأعياد لنا سيكون عندما تتمكن الدول من وقف الحرب في سوريا”.

أما الطفل رابح عدوي (7 سنوات) الذي عاش يوم أمس فرحة العيد حيث “وزع علينا بابا نويل هدايا العيد في المدرسة حيث اتعلم”.

ويقول عدوي “إنها مناسبة جميلة جعلتنا نتذكر فيها حلو العيد وفرحه، لكن ما نفع الهدايا والعيد ونحن لسنا في بيتنا”، مؤكدا “ليس لنا من مطلب في هذا العيد سوى وقف الحرب والعودة إلى بيتي”.

كذلك يأمل الطفل النازح من ريف دمشق سليم القصيب (9 سنوات) الذي التقته وكالة أنباء ((شينخوا))، بينما كان يحاول جمع بعض الحطب للتدفئة بتوقف الحرب في بلاده بمناسبة عيد رأس السنة “لنعود إلى منازلنا ولو تحولت إلى دمار”.

ويقول القصيب “البرد قارس ونحن بحاجة إلى الحطب لاتقاء البرد كما اننا بحاجة لكل شيء فالمساعدات تصلنا بالقطارة وليست لدينا ملابس كافية”.

ويقارب عدد النازحين السوريين إلى لبنان أكثر من 164 ألفا بحسب تقرير لمفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين صدر أمس (الأحد) تبلغ نسبة الأطفال والأولاد بينهم بحسب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي نحو 60 في المئة.

وذكر التقرير أن فرق العمل التابعة للمفوضية تقوم بتسجيل نحو 1500 لاجئ يوميا وان العدد الإجمالي للنازحين السوريين المسجلين في الشمال هو 62797 شخصا، فيما يبلغ عدد النازحين المسجلين في البقاع بشرق لبنان 48118 شخصا بالإضافة إلى 1145 نازحا مسجلين في بيروت وجنوب لبنان.

ويواجه هؤلاء الأطفال والأولاد وبينهم 32 ألفا مسجلون في المدارس الرسمية اللبنانية ظروفا معيشية واقتصادية وتربوية صعبة بسبب النزوح وفق تقرير للمفوضية يشير إلى ارتفاع معدل التسرب المدرسي بين الأطفال السوريين جراء المشاكل التي يواجهونها مع المناهج الدراسية اللبنانية التي تدرس (على خلاف المنهج السوري) اللغة الإنجليزية أو الفرنسية كلغة أساسية إلى جانب اللغة العربية.

وتتفاقم مع حلول الشتاء الذي جلب معه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة معاناة النازحين وأطفالهم الذين يعيشون ظروفا قاسية ومزرية وبائسة تضاف إلى آلام الحرمان والفراق والصدمات بالرغم من بعض الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والمنظمات الإنسانية.

ويأمل أهالي الأطفال النازحون بدورهم أن “تحمل الأعياد القادمة بشرى انتهاء القتال الدائر في بلدنا لنعود ونقطن فوق الركام المنتشر في كل مكان”.

ويقول طلال النازح السوري من مدينة دير الزور الذي التقيناه دامع العينين عند مدخل أحد مستشفيات البقاع “طفلي البالغ 5 سنوات اصيب بفيروس الكريب ونقلناه عبر الصليب الأحمر اللبناني إلى المستشفى الذي لم يستقبله الا بعد تدخلات من احد فعاليات المنطقة “.

بدورها، تشكو النازحة من حلب جميلة الجاسم “الأعياد تداهمنا ولا نملك شيئا سوى الدعاء إلى الله لوقف الحرب في سوريا لتكون الأعياد الحد الفاصل بين الحرب والسلم”.

وكان لبنان قد طلب مطلع الشهر الجاري مساعدة المجتمع الدولي والدول المانحة لتمويل خطة أعدتها الحكومة لتلبية احتياجات النازحين السوريين الى لبنان في العام 2013 وتبلغ تكلفتها نحو 363 مليون دولار

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات