ملحمة عن الأم في “أرجوك إعتنٍ بأمي” للروائية الكورية كيونغ سوك شين

02:10 صباحًا الثلاثاء 25 ديسمبر 2012
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الكاتبة "كيونغ سوك شين"

الكاتبة “كيونغ سوك شين”

كيف يمكن لرواية أن تكون بهذه الرقة .. كيف يمكن لشخصية أن تكون مؤثرة هكذا؟

كيف يمكنني أن أتعاطف .. لدرجة أنني بمجرد أن أنهيت الرواية

تسائلت “هل عادت الأم أم لم تعد؟” .. ربما هذا ليس مغزى القصة, ليس المهم هو عودة الأم لآولادها من هذه الرواية.

المغزى هو إحساس الفقد الذي شعر به كل فرد من العائلة.

رواية “أرجوك إعتنٍ بأمي” للكاتبة الكورية كيونغ سوك شين, تدور عن إمرأة تزوجت في مقتبل عمرها و هي في السابعة عشر خوفاً من بطش الجنود و أفنت حياتها لخدمة أولادها و زوجها وأقارب زوجها و أولاد أبنائها .. حتى الأطفال في دار للأيتام بجوارها. و لم يقدرها أحد من أفراد عائلتها إلا بعد رحيلها و إختفائها. شئ مؤلم جداً ..

و لكن طريقة فقدانها هي المؤلمة, فها هي ذي تختفي في مترو انفاق مدينة سيول و تبدأ تهيم على وجهها في المدينة, ليبحث عنها أولادها فلا يجدون من يدلهم سوى أن يخبرهم انه رأي إمرأة بعينين وديعتين ترتدي نفس الملابس التي أبلغوا عنها .. و لكن المختلف هو الحذاء البلاستيكي الأزرق.

تبدأ الرواية بتجمع الأهل في منزل أحد الأولاد و يفكرون كيف يجدون والدتهم بعد أسبوع من إختفائها في محطة مترو الأنفاق بسيول. و تبدأ بالأخت الصغرى “تشاي هيون” و هي تستعيد خط الذكريات،  فتكتشف كيف إختلفت عائلتهم و أصبح أفرادها يغضبون لأتفه الأسباب

تبدأ بذكريات الأبناء يدركون أشياء لم يلحظوها من قبل في امهم او تعاملات أمهم, لم يلحظوها حين كان يجب عليهم ذلك.

في الفصل الأول تتحدث الأخت الصغري تشاي هيون عن كيف إعتقدت أنها تعرف أمها و هي حتى لم تعرف أنها أصيبت بسكتة دماغية أو أن أمها لا تعرف القراءة أو الكتابة, و لكن تظل تلعن نفسها حتى النهاية لتفريطها في أمها.

الفصل التاني يدور مع الابن البكر “هايونغ تشول” و هو الولد المدلل لأمهم , و يتذكر كيف ان امنية من أمنيات الطفولة التي تمناها هي ان يصبح مدعيا عاما وأصبحت أمنية أمه كذلك دون أن يدري, و لم يدرك انه حين توقف عن إتباع هذا الحلم ظنت الأم أنها السبب و انها قصرت في حقه و حملت هذا الذنب طوال حياتها.

أما الفصل الثالث قيتناول قصة الأب الذي لطالما أهمل زوجته, و أكثر ما أثر في ليس بكائه على فقدانه لزوجته و ندمه على “مشيه السريع” و لا ندمه على هروبه المتكرر من البيت بصحبة نساء أخريات في أحيان كثيرة, بل كيف إلتقيا و كيف قرر أن يتزوجها بعد كرهه لهذا الزواج المدبر فقط لكي لا يراها تُخطف من قبل الجنود, بالنسبة لي كان هذا أكثر سرد رومانسي قرأته.

هي أحبته حباً كثيراً و هو أحبها و لكنه لاحظ ذلك متأخراً بعد ان فقدها, و تمنى لو يراها ليعوض عليها معاملته القاسية لها.

لاحظ حبه لها متأخراً .. بعد خمسين سنة من الزواج.

الفصل الأخير يعود إلى الابنة الصغرى (تشاي هيون) بعد مرور فترة 9 شهور على إختفاء الوالدة و بحثهم في أرجاء سيول عنها و عن أطراف الخيوط التي كانت تقودهم في كل مرة إلى لا شئ .. لمجرد ان هناك أشخاصا رأوا أمهم بحذاء بلاستيكي ازرق .. و تختفي الأم بعدها, و لا تظهر مجدداً تاركة كل هذه الذكريات المؤلمة.

و لكن تحقق الابنة تشاي هيون أمنية أمها و تحضر لها مسبحة من خشب الورد من أصغر بلد في العالم .. و ربما هذا هو المغزى.

فالأم إختفت و لكنها بقت في قلوب عائلتها .. يذكرونها و يدعون:

“أرجوك إعتنٍ بأمي”

One Response to ملحمة عن الأم في “أرجوك إعتنٍ بأمي” للروائية الكورية كيونغ سوك شين

  1. handheld magnifier رد

    26 ديسمبر, 2012 at 5:14 ص

    Holiday break, Cutting edge Year Day : Martin Luther emperor Day : Presidents Day : Memorial service Day : Diversity Day : Struggle Day: Columbus Day : Masters Day : Thanksgiving holiday Day : Easter Day : Federal candidates extra day off for Christmas

اترك رداً على handheld magnifier إلغاء الرد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات