لماذا تحتضن الحكومة المصرية لاجئين سوريين ولا تحتضن أهلها؟

12:52 مساءً الأربعاء 26 ديسمبر 2012
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لم أستطع أن أقاوم إحساسي بالضيق والحنق فور سماعي خبر إستقبال ميناء بورسعيد 570 أسرة سورية وصلوا إلى بورسعيد عبر الميناء على الخط التركي الجديد ميرسن – بورسعيد هاربين من نظام بشار الأسد , وكان في إستقبالهم اللواء أحمد نجيب شرف رئيس هيئة موانئ بورسعيد الذي قدم لهم كل التسهيلات التي تساعد على سرعة الإجراءات الجمركية , ليس هذا فحسب بل تمهيدا لتيسير مغادرتهم مدينة بورسعيد إلى محافظات مصرية أخرى كالقاهرة والإسكندرية وكفر الشيخ !!

ومن جانبه أكد أمين عام إئتلاف تجار بورسعيد أن الإئتلاف قد قام بتوفير سيارات للاجئين السوريين لتقلهم إلى المحافظات التي يرغبون في الإنتقال إليها تحت إشراف العميد محمد حنفي مدير إدارة مرور بورسعيد , كما قام الإئتلاف بعمايات إيواء للاجئين بعدد 83 وحدة سكنية بنظام القسط الشهري ل 1320 سوريا على أن يتولى الإئتلاف تسديد كافة متطلباتهم المعيشية بالإضافة إلى إلحاق أبنائهم بمراحل التعليم المختلفة بما في ذلك الجامعات والمعاهد التي حرصت بدورها على تذليل الصعوبات التي تحول دون إلحاقهم بكلياتها وصفوفها.

لا أريد أن أتطرق إلى تفاصيل أخرى تصيب المواطن المصري يقينا بالإكتئاب كتوفير صيدليات للعلاج المجاني والتي يوفرها طباء من حزبي النور والحرية والعدالة الدينيين , وتقديم نظام علاجي من خلال 22 طبيبا جاءوا متبرعين بالكشف الطبي والمتابعة العلاجية في كافة التخصصات ,لأن< ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع > في إشارة إلى ضرورة أن تحقق الحكومة المصرية لمواطنيها أولا وقبل أي معونات وتسهيلات العدالة الإجتماعية , لابد أن توفر لهم المسكن المناسب وتذلل لهم وقبل أي مواطن آخر, ومهما كانت الظروف التي يمر بها أهل سوريا أو أهل غزة لا يختلف الأمر كثيرا الأمر المحير فعلا هو التفاخر الحكومي بتذليل كافة الصعاب للمواطنين الهاربين من أراضيهم والعكس تماما في تعاملها مع المواطنين المصريين وهم أولى وأحق بهذا البذخ وهذا الإستعراض الذي يأتي في غير محله.

فالعيد القومي لمحافظة بورسعيد < الواقعة في شمال شرق مصر > كان الموعد الذي حدده المحافظ  ووزيري الإسكان والتنمية المحلية  بطرح نحو 15 ألف إستمارة للشباب وللأرامل والمطلقات  كمحاولة للمساهمة في حل أزمة الإسكان بالمدينة الباسلة ولكي تخفف عنهم المحافظة عذابات الإسكان بنظام الإيجار الجديد  ممادفع بالمئات من المتضررين من الشباب والأسر المصرية للتظاهر وتوقيف حركة المعديات تماما بين بورسعيد وبورفؤاد وتجمعوا أمام قسم شرطة الميناء رافضين نزول المواطنين منها, مما أدى إلى تدخل أصحاب اللنشات لنقل الأهالي وسط إنفلات أمني شديد  ولم لا فالإنتظار أثبت عبثيته وكل وعود المحافظة بحل مشاكل الإسكان لم يتحقق منها شيئا ولابديل .

ولا يمكننا أن ننسى مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها حوالي 74 مواطنا مصريا معظمهم من الشباب دون سن العشرين في أحداث مباراة النادي الأهلي والنادي المصري شهر فبراير /شباط  2012 الماضي , لم تعتبرهم الدولة شهداء , ولم تحقق في مقتلهم , ولم تعاقب المسئولين عنها , بل وأثبتت التحقيقات أن هذا العدد من الشهداء سقط بسبب التدافع , ولم تصرف التعويضات لذويهم , بل ولم توفر حتى نفقات العلاج للمصابين !!!!

نحن هنا نتحدث عن محافظة بعينها ولايسعنا المجال للحديث عن مدن مصر ومحافظاتها وما تنوء به الدولة من مشاكل أقل وصف لها أنها قنابل موقوتة فأطفال الشوارع دون سن 18 عامابلا مأوى والذين يصل تعدادهم إلى  نحو 3 مليون طفل تقريبا وهم في تزايد مستمر , لماذا لاتهتم الحكومة المصرية بمصيرهم ؟؟ بتسكينهم ؟ بتعليمهم ؟ بالبحث عن وظائف مناسبة لهم  ؟؟ لماذا لا تنظر بعين الرحمة لسكان المقابر في بلادنا ؟ لماذا لا توفر المستشفيات التي تليق بالبشر للمرضى من المصريين في شتى انحاء الجمهورية ؟ لماذا لا تقدم الدعم للفقراء لتلقي العلاج بأسعار في حدود إمكانات المواطن البسيط ؟ أين سكان العشوائيات من جدول أعمال الحكومة ؟؟؟؟ اسئلة لا إجابات لها !! ولكن قد يفوق الأمر إحتمالنا عندما نجد أننا لا نعامل كمواطنين في بلادنا وأن اللاجئين يستحوذون على حقوقنا في ظل حكومة تدعي أنها جكومة دينية تتخذ لحزبها إسما لا صلة له بفعلها وهو الحرية والعدالة !!!!

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات