في رحلتنا الماراثونية بصحة وفد جمعية الصحفيين الآسيويين، سيول – بوسان – سيول، كان لا بد لنا من محطة مع العلم والإيمان، وليس هناك من يمثلها في كوريا الجنوبية أكثر من العالم جيونج تشان را. بالنسبة لي، كان اللقاء استثنائيا، ولم لا وقد كنتُ أول من ينقل للعربية كتابًا عن الخلايا الجذعية، كان مؤلفه الدكتور را، قبل أربع سنوات.

وفي القاهرة، 18 يناير أقيم حفل نشر الطبعة الأولى من الترجمة العربية لكتاب الدكتور جيونج تشان را: عطايا الخلايا الجذعية: قصة العلم واليقين، بحضور المؤلف   مع سعادة السفير الكوري (آنذاك) يون يوتشول، ومترجم الكتاب أشرف أبو اليزيد رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، وزوجته المخرجة فاطمة الزهراء حسن، والرئيس المؤسس لجمعية الصحفيين الآسيويين لي سانج كي، ورئيس مجلس الإدارة الكوري السيد كيم، والناشر بتانة الثقافية للطباعة والنشر، والكاتب والإعلامي حسام السكري، الرئيس السابق لبي بي سي، والإعلامي التركي ألباجو سيانسي، والمترجمان رضوى خطاب ونوري، وأعلام الصحافة والثقافة والأدب في مصر، وكوريا وتركيا.

• 

• 

• 

• 

في البداية استضافنا العالم الكوري جيونج تشان را في مقهى يقع في الطابق الأول من المبنى العملاق الذي يقع فيه معمله الأشهر (بيوستار). دار الحديث عن ذلك الكتاب الأول، وعن السماح لبيوستار قانونيا بأداء عمليات الخلايا الجذعية على الأراضي الكورية مع مطلع العام القادم. كما تطرق الدكتور جيونج تشان را إلى إسهامات الخلايا الجذعية في مقاومة فيروس كورونا. لكن الأهم هو أنه أهدى الوفد – مع كاتالوج بيوستار – نسخة من كتابه الجديد: الخرَف: هناك أمل DEMENTIA: There Is Hope  وهو يمثل خطوة جديدة على طريق العلاج بالخلايا الجذعية لواحد من أهم وأخطر أمراض العصر: الخرف.

ففي كوريا الجنوبية وحدها –  كما يكتب جونجيون لي على الغلاف الأخير – “قُدّر عدد المرضى بالخرف نحو 840 ألف شخص عام 2020. لا يزال يوصف الخرف بأنه مرض لا شفاء له. وأنه فور الإصابة به سيعمد المريض وأسرته إلى تمضية الوقت في إهاب الاكتئاب، وكخبير في أبحاث الخلايا الجذعية للكبار، يقدم المؤلف وسائل لمنع الإصابة به، وعلاجه، بطريقة يستطيع فهمها أي شخص، ويمارسها. إنه – الكتاب – دليل مفيد تمامًا للعائلات التي يصاب بها فرد ما بالخرف، مما يجعله يبحث عن وسيلة ما يتعلم بسهولة مواجهتها، ولهؤلاء الذين لا يستطيعون ترك أحبائهم”.

• 

• 

• 

• 

• 

• 

• 

أما المؤلف فيستهل كلمته بالتذكير بمقولة “حتى الأشياء الصغيرة تمثل عونًا كبيرا”،لذا يقدم هذا الكتاب عن الخرف غازيا للمرض بصحبة من يشاركونه الهدف نفسه. وأنه يتخيل كيف سيهرع الناس إلى كوريا حينما يدركون أن مركز كوريا الجنوبية لعلاج الخرف بالخلايا الجذعية  لديهم برنامج فريد في هذا الشأن. وأنه سيظل يبحث معمقا وبصبر لكي يتخطى أي شخص عقبة هذا المرض، خاصة عائلة المريض الذين عليهم أن يتذكروا دومًا كلمة “الصبر”

الإعلامي الكوري المخضرم لي سانج كي أكد على ضرورة الاتجاه لدراسة الخلايا الجذعية، وقال إننا بحاجة لتطبيق هذه العلاجات بالخلايا الجذعية للأمراض المستعصية، والمفاجئة، والمؤلمة، من أجل حياة صحية لأحبائنا، وذوينا.

بعد تناول القهوة والشاي والمقرمشات، صعدنا بصحبة الدكتور جيونج تشان را ومساعديه لزيارة المعمل، والتعرف على أقسامه، وبنوك الخلايا الجذعية، ومؤشرات كثيرة تلخص مسيرة البحث والاكتشاف لعدة عقود. تبع ذلك دعوته لنا لتناول الغداء في واحد من أشهر المطاعم الكورية التي تشهد قاعاته حضور باحثي بيوستار وموظفيها، بالمثل.