فرناندو ريندون: نداء حركة الشعر العالمية لإنقاذ الأرض

وجه الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون منسق حركة الشعر العالمية دعوة إلى المؤتمر الأول للحركة والمقرر عقده صيف العام القادم.

في الدعوة التي جاءت بعنوان “الهجرة من الموت إلى الحياة” قال ريندون: “لم تكن المليون سنة الأخيرة من التطور وأكثر من 7000 سنة من الحضارة على الأرض كافية، لكي يفهم البشر الطبيعة المدمرة للذات التي تسببها الحرب والنهب، والعواقب المميتة للبؤس المادي والروحي. لقد عارض العديد من الحكام بناء الاتفاقيات الضرورية لجنسنا البشري، ولجميع أشكال الحياة، يمكننا أن ننجو من التهديد الذي يمثله ذلك الصدع المميت، فاحتمال انقراض كل أشكال الحياة لا يعرفه أحد.”

واستطرد الشاعر المعروف: “على الرغم من الجهود المبذولة في العديد من الأماكن، إلا أن التدهور المرئي للطبيعة يتقدم وتغزو الصحراء ببطء الأماكن المأهولة بالنباتات النضرة والمشرقة. فضلا عن تناقص عدد الأنواع الحيوانية واختفاء الكثير منها. كما أن تدهور حياة الإنسان واضح؛ إذ أن أرقام الفقر المدقع آخذة في الازدياد، وكذلك معدلات عدم كفاية التأمين الصحي والتعليم وخدمات الإسكان. ميزانيات الثقافة آخذة في الانخفاض في كثير من البلدان. لقد أصبح الوضع العالمي أكثر خطورة بسبب آثار الوباء الأخير، في عالم يسكنه بالفعل ثمانية مليارات نسمة. في مواجهة هذا التراكم من المشاكل، الذي نشأ عن الرأسمالية، لا يوجد حل في الأفق. لكن يجب أن نجرب كل شيء.”

ويطرح أحد مؤسسي حركة الشعر العالمية خطة بديلة لمقاومة ذلك الانهايار: “هذا هو الوقت الذي يتم فيه الاعتراف بتنوع الشعوب والأعراق والمعتقدات والأجناس، وعندما يصبح الاختلاف الشديد بين البشر أكثر وضوحًا، فمن الضروري للإنسانية أن تقول ما يكفي في سباقها المهووس نحو الموت. العالم يحتضر. تتفاعل الأرض مع الفوضى وتلقي بتحذير مستمر لهذا النوع الذي يواجه المرآة من نهايته. لا إله سينقذنا من أنفسنا. ولا يمكننا الاستمرار في حل الخلافات بتمزيق العدو.”

ما الحل؟ يجيب ريندون: “حان الوقت للعودة إلى زمن الوحدة في أوجه التشابه الجوهرية. يجب أن نعود إلى التفكير العميق والعمل بحثًا عن السلام والمصالحة، حتى يصبح بقاء الحياة ممكنًا على هذا الكوكب. ولهذا، سيكون من الضروري مناشدة المورد الأكثر نسيانًا: الشعر واللغة وعمل الحب المتجدد، وإعادة الحراك إليه، والعودة إلى الأرض الأصلية، والعودة إلى الجذور وبداية كل الكائنات الحية ونبذ الوهم الباطل بالإبادة.”

وأعلن فرناندو ريندون عن دعوة حركة الشعر العالمية – WPM – إلى عقد مؤتمرها الأول في ميديلين وكاراكاس في يوليو 2023. مناديا جميع شعراء العالم إلى تشكيل لجان للحركة في كل بلد، وفي كل مدينة، وفي كل بلدية، وفي كل قرية، والجمع بين الفنانين والمفكرين والمناهضين من أجل الدفاع عن الأرض والحياة، والمدافعين عن حقوق الإنسان، ودعاة السلام، من أجل الاتحاد والنضال معًا، بالحب والمسؤولية حتى استعادة الحياة، لاستدعاء طاقات الوجود لإحاطة واحتضان استعادة الروح البشرية، وعطشها للعيش؛ من أجل الوحدة في تضامن العدالة الاجتماعية التي تتحقق في توأمة الأمم والشعوب، من الرجال والنساء، وكلها مصنوعة من الاختلافات ولكن أيضًا من أوجه التشابه والهويات العميقة.

من المقرر أن تنظم حركة الشعر العالمية مؤتمرات تحضيرية في إفريقيا (خلال شهر يناير)، وفي آسيا (خلال شهر فبراير)، وفي أورويا (خلال شهر مارس)، وفي أمريكا اللاتينية (خلال شهر أبريل). ستُعقد هذه المؤتمرات بشكل افتراضي وسيتم تنظيمها من قبل اللجان التنسيقية في مختلف القارات.

واختتم الشاعر فرناندو ريندون دعوته قائلا: “إن وحدة شعراء وفناني العالم، والقوى التقدمية والإنسانية المناهضة للرأسمالية، والطاقات الهائلة للكوكب، والنضال المحب والمتحمس للشعوب، ستجعل من الممكن تحويل هذا التاريخ المعاكس، من العملية. من التفكك الذي نعيشه، نحو تغيير الحياة، تكوين وحدة أعلى للبشرية، للتراجع مرة أخرى عن الخطوات، من الموت، نحو الحياة المشرقة والمتحررة.”