منذ قرون طوال عرفت المرأة التونسية بشخصيتها القوية المؤثرة في سير الحياة على كافة الصعد و ليس الحياة الإجتماعية فقط ..، و ربما يرجع إعتزاز المرأة التونسية بنفسها و قوة شخصيتها إلى عصور التأسيس الأولى في مختلف مراحل تطور الدولة .. فسوف تصادفك أسماء نسائية شهرية مثل ” عليسة ” أو ” أليسار ديدون ” مؤسسة قرطاج، أو ” الكاهنة ” البربرية التي قاتلت جيوش ” حسان بن النعمان ” على إعتبار أن قدومه غزوا لبلادها، مرورا ” بالجازية الهلالية “، وصولا إلى ” أروى القيروانية ” و هي ” أروى بنت منصور الحميري ” الذي قدم من اليمن ليستقر في القيروان .. و الذي لجأ اليه الخليفة العباسي ( فيما بعد ) ” أبي جعفر المنصور ” خلال فترة هروبه من الأمويين، و خلال نزول ” أبي جعفر المنصور ” ضيفا على ” منصور الحميري ” أعجب بإبنته ” أروى ” و تقدم لخطبتها فاشترطت ” أروى ” على ” أبي جعفر” عدم الزواج بغيرها ما دامت على قيد الحياة و أن تطلق نفسها في حالة الإخلال بتلك الشروط و شروط أخرى على عادة نساء القيروان في القرن الثاني الهجري – الثامن الميلادي، و كانت النساء آنذاك تشترط أيضا حسن المعاملة، و أن لا يمنعها من زيارة أهلها، و أن لا يغيب عنها لفترة طويلة إلا لأداء فريضة الحج ..، فإذا أخل بتلك الشروط بطل عقد الزواج و كان من حقها تطليق نفسها ..
و كان الصداق القيرواني موجودا لدى أهل القيروان قبل قصة ” أروى ” و ” أبي جعفر المنصور ” .. لكن قصته إرتبطت بهما نظرا لشهرة ” أبي جعفر ” المؤسس الحقيقي للدولة العباسية و كيف قبل هذا الرجل المهيب شروط ” أروى ” عليه و التي التزم الرجل بها حتى بعد توليه كرسي الخلافة في دولة بني العباس إلى حين وفاة ” أروى ” ..، و لأن العقد المشروط لا يخالف الشريعة وضعه علماء الزيتونة ضمن ( مجلة الأحوال الشخصية .. قانون الأحوال الشخصية ) عام 1956 .. التي تم إعدادها بأمر من ( باي تونس ) الذي كان وزيره الأول الزعيم التونسي ” الحبيب بورقيبة ” ..، و كانت مكسبا جديدا و هاما للمرأة التونسية في سعيها نحو التوازن المجتمعي و المساواة الذي سرعان ما أمتد إلى حقوقها السياسية ..
– و قد حققت المرأة التونسية العديد من المكاسب الإجتماعية و السياسية، و أصبحت فاعلة سياسيا خاصة في العقدين الأخيرين و من ثم كان لابد من تحرك واسع على مستوى المجتمع المدني من قبل الجمعيات النسوية الفاعلة لتكريس تلك المكاسب من خلال تأطير و تكوين النساء اللائي قررن الترشح في الانتخابات البرلمانية المقرر لها أن تجرى خلال الثلث الأخير من شهر ديسمبر الجاري ..
– و قد بادرت جمعية المرأة و الريادة التي تأسست عام 2011 .. بدعم عدد من السيدات المرشحات للإنتخابات التشريعية بواسطة برنامج بعنوان ( رائدات فاعلات ) لمدة ثلاثة أيام تضمن أربعة محاور في الأيام الثلاثة ..، في اليوم الأول : محور أول بعنوان ” تموقع النساء في الحياة السياسية و مهارات النوع الإجتماعي ” قدمته الخبيرة ” إنصاف فتح الله “، و المحور الثاني بعنوان ” القانون المنظم للحملة الإنتخابية 2022 : الآليات و الموانع ” قدمته الخبيرة ” خديجة عدنان ” ..، و في اليوم الثاني : محور ثالث بعنوان ” آليات و تقنيات التواصل مع وسائل الإعلام المكتوبة، و المسموعة و المرئية و شبكات التواصل الإجتماعي ” قدمه الخبيران ” وليد الحيوني ” و ” منير الشرفي “، و في اليوم الثالث : محور رابع بعنوان ” تقنيات الريادة النسائية و التموقع الفعال في الفضاء العام ” قدمتاه الخبيرتان ” نادية مطوي ” و ” فائزة فندري ” ..
– و في اليوم الثالث مع إختتام برنامج ( رائدات فاعلات ) الذي تبنته جمعية المرأة و الريادة .. بإشراف من رئيستها ” سناء غنيمة ” ..، بلورة إحدى المدربات السيدة ” إنصاف فتح الله ” معلومات هامة حول الواقع السياسي المعيش و ما دار في البرنامج التكويني .. حيث إستعرضت المحطات التي مرت بتونس منذ 2011 و نضالات الجمعيات و المجتمع المدني من أجل الحريات، و ضد القوى الرجعية من أجل حقوق النساء .. و مبدئي المساواة التامة و التناصف ..
كما تحدثت عن العنف المسلط على النساء تحت قبة البرلمان و الصمت على ذلك الأمر ..، بالإضافة لما وصفته بمحاولات تقزيم دور المرأة و خاصة في ممارسة السياسة ..
كما أكدت على أن هناك تراجع عن مبدأ التناصف بذرائع متعددة ..
و أضافت أن عدد السيدات المترشحات في الانتخاباتالتشريعية قد بلغ نحو 122 مترشحة .. دربت الجمعية بعضهن في برنامج ” رائدات فاعلات ”
– خلال المؤتمر الصحفي في ختام البرنامج تحدثت أغلب السيدات اللائي شاركن في تدريب برنامج ” نساء فاعلات ” .. تحدثن عن تجاربهن و مدى إستفادتهن من هذا البرنامج، كما عرضن لبرامجهن الإنتخابية، كان في مقدمة هؤلاء السيدات .. المذيعة ” ماجدة الورغي ” المترشحة عن إحدى دوائر ولاية بنزرت ..، و التي أكدت أنها تضع في مقدمة أولوياتها مشاكل .. البطالة، و البيئة، و الهجرة غير النظامية، و الصحة و التعليم ..
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.