رائدات فاعلات من تونس يخضن الانتخابات البرلمانية

09:30 صباحًا الجمعة 2 ديسمبر 2022
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

منذ قرون طوال عرفت المرأة التونسية بشخصيتها القوية المؤثرة في سير الحياة على كافة الصعد و ليس الحياة الإجتماعية فقط ..، و ربما يرجع إعتزاز المرأة التونسية بنفسها و قوة شخصيتها إلى عصور التأسيس الأولى في مختلف مراحل تطور الدولة .. فسوف تصادفك أسماء نسائية شهرية مثل ” عليسة ” أو ” أليسار ديدون ” مؤسسة قرطاج، أو ” الكاهنة ” البربرية التي قاتلت جيوش ” حسان بن النعمان ” على إعتبار أن قدومه غزوا لبلادها، مرورا ” بالجازية الهلالية “، وصولا إلى ” أروى القيروانية ” و هي ” أروى بنت منصور الحميري ” الذي قدم من اليمن ليستقر في القيروان .. و الذي لجأ اليه الخليفة العباسي ( فيما بعد ) ” أبي جعفر المنصور ” خلال فترة هروبه من الأمويين، و خلال نزول ” أبي جعفر المنصور ” ضيفا على ” منصور الحميري ” أعجب بإبنته ” أروى ” و تقدم لخطبتها فاشترطت ” أروى ” على ” أبي جعفر” عدم الزواج بغيرها ما دامت على قيد الحياة و أن تطلق نفسها في حالة الإخلال بتلك الشروط و شروط أخرى على عادة نساء القيروان في القرن الثاني الهجري – الثامن الميلادي، و كانت النساء آنذاك تشترط أيضا حسن المعاملة، و أن لا يمنعها من زيارة أهلها، و أن لا يغيب عنها لفترة طويلة إلا لأداء فريضة الحج ..، فإذا أخل بتلك الشروط بطل عقد الزواج و كان من حقها تطليق نفسها ..
و كان الصداق القيرواني موجودا لدى أهل القيروان قبل قصة ” أروى ” و ” أبي جعفر المنصور ” .. لكن قصته إرتبطت بهما نظرا لشهرة ” أبي جعفر ” المؤسس الحقيقي للدولة العباسية و كيف قبل هذا الرجل المهيب شروط ” أروى ” عليه و التي التزم الرجل بها حتى بعد توليه كرسي الخلافة في دولة بني العباس إلى حين وفاة ” أروى ” ..، و لأن العقد المشروط لا يخالف الشريعة وضعه علماء الزيتونة ضمن ( مجلة الأحوال الشخصية .. قانون الأحوال الشخصية ) عام 1956 .. التي تم إعدادها بأمر من ( باي تونس ) الذي كان وزيره الأول الزعيم التونسي ” الحبيب بورقيبة ” ..، و كانت مكسبا جديدا و هاما للمرأة التونسية في سعيها نحو التوازن المجتمعي و المساواة الذي سرعان ما أمتد إلى حقوقها السياسية ..



– و قد حققت المرأة التونسية العديد من المكاسب الإجتماعية و السياسية، و أصبحت فاعلة سياسيا خاصة في العقدين الأخيرين و من ثم كان لابد من تحرك واسع على مستوى المجتمع المدني من قبل الجمعيات النسوية الفاعلة لتكريس تلك المكاسب من خلال تأطير و تكوين النساء اللائي قررن الترشح في الانتخابات البرلمانية المقرر لها أن تجرى خلال الثلث الأخير من شهر ديسمبر الجاري ..
– و قد بادرت جمعية المرأة و الريادة التي تأسست عام 2011 .. بدعم عدد من السيدات المرشحات للإنتخابات التشريعية بواسطة برنامج بعنوان ( رائدات فاعلات ) لمدة ثلاثة أيام تضمن أربعة محاور في الأيام الثلاثة ..، في اليوم الأول : محور أول بعنوان ” تموقع النساء في الحياة السياسية و مهارات النوع الإجتماعي ” قدمته الخبيرة ” إنصاف فتح الله “، و المحور الثاني بعنوان ” القانون المنظم للحملة الإنتخابية 2022 : الآليات و الموانع ” قدمته الخبيرة ” خديجة عدنان ” ..، و في اليوم الثاني : محور ثالث بعنوان ” آليات و تقنيات التواصل مع وسائل الإعلام المكتوبة، و المسموعة و المرئية و شبكات التواصل الإجتماعي ” قدمه الخبيران ” وليد الحيوني ” و ” منير الشرفي “، و في اليوم الثالث : محور رابع بعنوان ” تقنيات الريادة النسائية و التموقع الفعال في الفضاء العام ” قدمتاه الخبيرتان ” نادية مطوي ” و ” فائزة فندري ” ..



– و في اليوم الثالث مع إختتام برنامج ( رائدات فاعلات ) الذي تبنته جمعية المرأة و الريادة .. بإشراف من رئيستها ” سناء غنيمة ” ..، بلورة إحدى المدربات السيدة ” إنصاف فتح الله ” معلومات هامة حول الواقع السياسي المعيش و ما دار في البرنامج التكويني .. حيث إستعرضت المحطات التي مرت بتونس منذ 2011 و نضالات الجمعيات و المجتمع المدني من أجل الحريات، و ضد القوى الرجعية من أجل حقوق النساء .. و مبدئي المساواة التامة و التناصف ..
كما تحدثت عن العنف المسلط على النساء تحت قبة البرلمان و الصمت على ذلك الأمر ..، بالإضافة لما وصفته بمحاولات تقزيم دور المرأة و خاصة في ممارسة السياسة ..
كما أكدت على أن هناك تراجع عن مبدأ التناصف بذرائع متعددة ..
و أضافت أن عدد السيدات المترشحات في الانتخاباتالتشريعية قد بلغ نحو 122 مترشحة .. دربت الجمعية بعضهن في برنامج ” رائدات فاعلات ” 



– خلال المؤتمر الصحفي في ختام البرنامج تحدثت أغلب السيدات اللائي شاركن في تدريب برنامج ” نساء فاعلات ” .. تحدثن عن تجاربهن و مدى إستفادتهن من هذا البرنامج، كما عرضن لبرامجهن الإنتخابية، كان في مقدمة هؤلاء السيدات .. المذيعة ” ماجدة الورغي ” المترشحة عن إحدى دوائر ولاية بنزرت ..، و التي أكدت أنها تضع في مقدمة أولوياتها مشاكل .. البطالة، و البيئة، و الهجرة غير النظامية، و الصحة و التعليم ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات