كيف تذوق المصريون الثقافة الكورية في يوم واحد؟

12:05 صباحًا السبت 29 ديسمبر 2012
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يوم الأربعاء 26 ديسمبر 2012, كان يوماً مميزاً لكل محبي الثقافي الكورية في مصر, فقد أقام المركز الثقافي الكوري برعاية السفارة الكورية يوم للثقافة الكورية في مكتبة مصر العامة بالدقي. و كان الإقبال شديدا على اليوم الثقافي, الذي تم تقسيمه إلى فقرتين, اولاهما فقرة الأطفال و تلتها أخرى للشباب والكبار.

معظم الحضور كانوا من الطلبة الدارسين للغة الكورية بالجامعة أو المترددين على السفارة الكورية بإستمرار, حيث تقام أنشطة المركز الثقافي, إلى حين افتتاح مركز مستقل في الشهر القادم (يناير 2013), حضر كذلك عدد من الصحفيين.

و بعد إنتهاء فقرة الأطفال التي دامت ساعتين و تم خلالها تعليم الأطفال مبادئ اللغة الكورية و كذلك تجربتهم للزي الكوري “الهانبوك”, كان ذلك موعد بقية أحداث اليوم الثقافي المميزة.

تقدم الحضور محاسن محمد عبد الوهاب المعيدة بقسم اللغة الكورية في كلية الألسن بجامعة عين شمس, و بارك جاي يانغ المستشار الثقافي و الإعلام لكوريا في مصر, كما أنه الرئيس المستقبلي للمركز الثقافي الكوري في مصر.

و كانت أولي فقرات اليوم هي التعريف بالمركز الثقافي الكوري في مصر و نشاطاته خلال العام الماضي؛ و هو العام الأول لبدء نشاطات المركز بالقاهرة. تضمنت النشاطات “حفل الأغاني الكورية” ونقاشات عن الدرامات و الثقافة الكورية بجانب العديد من الأنشطة التي تجمع بين الثقافتين الكورية و الشرقية المصرية.

و بدأت الأستاذة محاسن حديثها عن اللغة الكورية “الهانجول” المكونة من أربعين حرفا  ولكن الحروف المستخدمة هي 24 حرف فقط, تنقسم بين حروف ساكنة و متحركة. و تقول”في الماضي كان الكوريون يستخدمون الحروف الصينية و لكن أحد الحكام قرر أن تكون لكوريا لغتها الخاصة و منذ ذلك الحين نشأت اللغة الكورية الحديثة, المستخدمة حتى الآن”.

و توضح كيف ظهر اسم “كوريا”, على يد الرحالة العرب “فكوريا في الأصل اسمها “كوريو” و لكن الرحالة العرب بعد عودتهم إلى بلادهم كانوا يقولون كوريا بدل من كوريو, و هكذا إنتشر الاسم”.

و تحدثت كذلك عن التاريخ القديم لكوريا و كيف احتلتها اليابان ما يقرب من 30 سنة. و كذلك إنقسام الكوريتين الشمالية و الجنوبية نتيجة للحرب الأهلية التي نشبت بسبب صراع الفكرين الرأسمالي و الشيوعي في أعقاب الحرب الباردة بين روسيا و الولايات المتحدة. التي آلت في النهاية إلى إنقسام الكوريتين, لتصبح كوريا الجنوبية تابعة للنظام الرأسمالي و كوريا الشمالية تابعة للنظام الشيوعي.

أما المستشار جاي يانغ فتحدث عن التبادل بين كل من كوريا و مصر, و كان حديثه بالكامل باللغة العربية و بدأ حديثه عن التبادل التجاري و أشار إلى أن هناك العديد من الصادرات المصرية في كوريا كما أن هناك العديد من الشركات الكورية التي تُستهلك منتجاتها في مصر و لها فروع في مصر كذلك مثل (LG, Hyundai, Samsung) و غيرهم.

و تحدث عن الثقافة و الأفلام و الأدب و عن كيف تتقدم كوريا في هذا المجالات بالذات خطوة بخطوة. فهم الأن يدركون أن هناك فئة معينة تستمتع بالثقافة الكورية و هي فئة الشباب و هي هدفهم في الوقت الحالي. لذلك هناك العديد من القنوات التي تستهدف هذه الفئة مثل Korea TV و Arirang. أما في المستقبل عندما يستطيعون الوصول إلى الفئات الأكبر سناً, سيبدأون في التوسع في مجال الأدب بل و ربما يشاركون في معرض الكتاب كذلك.

و وضح بأن العقبة التي تقف في طريق مشاركتهم في حدث مثل معرض الكتاب الدولي بالقاهرة هي قلة الترجمات العربية للأعمال الكورية, و إن وجدت الترجمات الإنجليزية بوفرة أكثر. لذلك فهم يهدفون إلى دعم أعمال الترجمة التي ستساهم في دعم التبادل الثقافي بين مصر و كوريا.

صورة تذكارية مع المستشار الثقافي و الإعلامي بارك جاي يانغ

صورة تذكارية مع المستشار الثقافي و الإعلامي بارك جاي يانغ

و تحدث جاي يانغ عن إحدى الروايات الكورية التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية و هي “أرجوك إعتنٍ بأمي” لـ كيونغ سوك شين, و قال “نحن ننوي ان نحولها إلى مسرحية بمناسبة إفتتاح المركز اليقافي الكوري بمصر و لتكون بداية التبادل الثقافي الكوري المصري, فالقصة كورية و الممثلون سيكونون مصريين”.

و قد أشاد الدكتور جاي يانغ بريادة مصر العربية, ففي المطقة العربية و الشرق الأوسط, بالنسبة له مصر هي الأهم. و يقول “على سبيل المثال, في كوريا تدرس اللغة العربية في خمس جامعات, بينما في المنطقة العربية فاللغة الكورية تدرس في مصر فقط”.

و تلا حديثه فقرة الزي الكوري “الهانبوك” و قدمتها كيم ها يونغ وبدأت حديثها عن تاريخ الهانبوك الذي يعود إلى 3 قرون مضت و هم يعرفون شكلها القديم من الرسوم التي وجدوها. و شرحت كذلك الاختلافات بين الهانبوك للسيدات و للرجال.

و تقول “الكوريون كانوا شعبا متنقلا، يسافرون بكثرة، ولذلك كان يجب على الزي أن يكون مريحا لهم. و لكن بعد معاهدة الصلح تطور شكل الهانبوك ليكون على الشكل الذي نراه هذه الأيام” بالطبع الكوريون لا يرتدون الهانبوك الأن إلا في المناسبات الخاصة, و حتى أن كل مناسبة لها هانبوك خاص مثل أعياد الميلاد, الأفراح, الجنازات, إحتفال العام الجديد و غيرها. شرحت ها يونغ كذلك كيف ان كل تفصيلة صغيرة في الهانبوك كانت تحدد كل شئ في شخصية من يرتديه, فمن خلال الألوان و الشكل, يمكنك معرفة الحالة الاجتماعية و المادية و رتبته.

الفقرة التالية إستكمت بالحديث عن الرواية الكورية “أرجوك إعتن بأمي” و تحدث في هذه الفقرة محاسن و غادة ومصطفي, و جميعهم الفائزون بمسابقة أفضل تعليق على هذه الرواية. و قدم كل منهم نقده للرواية و وجهة نظره المختلفة, وقد أجمعوا جميعاً على التشابه الكبير بين هذه الرواية و الواقع المصري. فبجانب وجود روايات تتحدث عن الأم المصرية مثل هذه الرواية, التي بطلتها أم كورية. اجمعوا كذلك أن هذه الأم أم مصرية 100%, فهي تحمل كل المواصفات التي تحملها أي أم مصرية. و هذا يوضح مدى التشابه في العادات و التقاليد الشرقية بين مصر و كوريا, فالاختلاف ليس كما يتوقعه البعض.

تلى حديثهم فقرة الـKpop  و غنت فيها الطالبة سناء على الأغنية الكورية “By Myself” بينما غنت و رقصت الطالبة مريم سيد على أنغام أغنية “Be My Baby” للفريق الكوري الشهير “Wonder Girls” و نالتا الإعجاب على مهارتهما في الغناء باللغة الكورية.

و انتهت فقرات هذا اليوم بتقديم طريقة عمل أحد الأكلات الكورية الشهيرة و هي “Bulgogi” و هو طبق اللحم المشوي الشهير بكوريا, و قدمت الفقرة السيدة غادة و الخبيرة في عمل الأكلات الكورية. و بعد شرحها لطريقة عمل طبق الـBulgogi تذوقناه جميعاً بجانب أصناف مختلفة من المطبه الكوري مثل الـKimbap  و كعكة الأرز الشهيرة.

و بهذا إنتهى هذا اليوم و لكن مع بداية شهر يناير من العام الجديد 2013 من المتوقع أن تكون هناك أيام عديدة مثل هذه للتعرف على الثقافة الكورية عن كثب بعد إفتتاح المركز الكوري في العاصمة المصرية وبالتحديد في حي الدقي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات