مازلت مع حضراتكم في قراءة لكتاب ( سر مصر .. قضية رد شرف ) للكاتب الصحفي محمد جاد هزاع لنتعرف معًا على ملامح هذا الكتاب المهم لكاتب  مازلت أراه الكاتب المنتمي لمشروعه الفكري الإنساني  كلياً لا جزئياً ، فهو لم ينفصل  عن ملامح مشروعه الإبداعي ربما هناك ” كتبه السابقة” عرض الفكرة وعزف على تنويعاتها وأشكالها ، ولكنه هنا في ” سر مصر” قدم النموذج في جرعة مكثفة ومركزة وكاشفة لما سبق.

فمن السمات الغالبة على كتاب ” سر مصر.. قضية رد شرف ” هى تلك الحوارات الكاشفة فى النصوص ، فهي كاشفة ومركزة وتستهدف إيصال الفكرة بسرعة وتكثيف ، وقد وجدت فيها أيضا نوعا من التمهيد والتخديم على السرد العام داخل الكتاب ، وربما هذه ميزة جديدة لم أجدها فيما سبق من نصوص الكتب السابقة او ربما يرجع ذلك لقدرتي على قراءة النصوص بسهولة أكبرنظراً لإلمامي الشخصي بالقضايا والأفكار العامة للكاتب  ، ومن هذه النصوص :

1. نص ” عودة زرقاء اليمامة ” ( ص 15)
2. نص “حكاية معراج توت ” ( ص 101)
3. نص  ” مع المقدس توت”( ص 112) ، حيث عدد صفات الإله الواحد الحق ، وذكر // آمون وحده هو الخالق، //لكل ما هو ثابت ،// ولكل ما هو متغير،// (ص117) ، ثم يدلل بحواس الإنسان المتعددة ومع ذلك هو واحد ، ويدلل بزرع الفلاح الذي يبذر قمحاً هنا وشعيرًا هناك ، وعظمة آمون تكمن في تجليه بكينونته على الخلق ، ليظل كل شيء تحت سيطرة آمون .
4. كما نجد في نص الشاعر باحيري رصد لمظاهر الأعياد ومواقيتها كما تقضي التقاليد المصرية القديمة ، (ص122)
5. ونجد في نص الشاعر ” بابيروس ” تعدد مظاهر قدرة الإله الحق في الخلق والظواهر الطبيعية ، والأفلاك في السماء ، وخلق المواقيت ” اليوم والشهر والسنة ” بسبب شروق الشمس وغروبها .
6. كما نجد نص ” أمينموب” صاحب التعاليم :// لاتزور كلام الوحي في الكتاب ، //لأن ذلك يشوه ما قدره الإله ، // ولا تزعم لنفسك قدرة الإله ، // كأنه ليس هناك من قضاء وقدر .
7. وتحت عنوان ” البحث في الأعماق “(  ص 131 ) يقدم الراوي العليم خلاصة الأراء حول كوفيد 19 فى رؤية راصدة لمجريات الحدث والهدف منه ،  جمعها في أربع محاور مفادها :
8. أن هذا الفيروس تم انتقائه من بين مليارات لفيروسات الطبيعية ، بواسطة مراكز علمية ما ، ومعامل بيولوجية معينة ، أو حتى تطويره ، لخدمة سلاح التسلح العسكري ، في الجانب البيولوجي منه ، بين القوى الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية ) ومنافستها على زعامة العالم ( جمهورية الصين الشعبية ) تحسباًلحرب عالمية ثالثة .
9. تم إطلاق الفيروس عمدا بمعرفة النخبة الحاكمة للعالم لتقليل عدد سكانه بالتخلص من كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة والمعاقين والعاطلين عن العمل والفقراء .
10. استغلال هذا الوباء في طرح لقاح أو مصل للعلاج أو الوقاية منه لتحقيق مكاسب مادية خيالية .
11. نشر وتفعيل تقنية الجيل الخامس أو ما يعرف ب 5g  من وسائل الاتصالات اللاسلكية ، تحت غطاء التطوير ، والهدف هو السيطرة على كل او معظم البشر ، من خلال استغلال هذه الترددات العالية في كهرومغناطيسية الجسم البشري ، والتأثير لى تصرفاتهم .
12. من الحوارت الكاشفة عن كم من الحقائق النص السردي المعنون ب ( هكسوس الامس واليوم ) ص 169 ، ففيه نجد رصد واف لانتشار أبناء سيدنا آدم في بقاع المعمورة ، وقد أختص بالشرح رحلة سيدنا إدريس وعرض أسمائه ( إدريس ، أخنوخ، هرمس ، توت ) مدللاً بأسماء مجموعة كبيرة من أهل التفسير في ( ص 174)
13. أما في نص ( التوراة وأشياء أخرى – ص 188) يكشف لنا توت المقدس عن حقيقة أخرى وهي أنه لم يوجود ما يعرف باللغة العبرية في عهد موسى ، إذ أنها نشات بعد ذلك بزمن ما ، ومن المحتمل أنها كتبت بالمدونتر ، نظراً لميلادته ونشأته ، وطلب سيدنا موسى اشراك أخيه معه لأسباب أربعة ( الفصاحة والاستعانة والوقاية والإشراك في الرسالة ) .
14. 10-   من النصوص المهمة ما ورد في باب التاريخ يعيد نفسه ( 234 ) حيث جاء على لسان توت المقدس ، ما خلاصته أن آمون يتجلى بقبس من نوره على القوى المدركة فينا ، فأمون الذي لا تدركه الأ بصار يدرك بالفكر ، وأن الكون كله قلب آمون الكبير ، وأرى في هذا النص المطول من ( ص 235- 239 ) توافق تام بين فكرة الكاتب نفسه في كتبه السابقة حول مفاهيم تجلي الحق على الخلق وعلى الكون حولنا ، ” فالكون بكامله تجلي من تجليات الحق على الخلق ” عبارة دائمة الحضور في إبداع هزاع التكاملي ، وتمثل منهاج حياة ، وعاكسة لقناعاته الفكرية والوجدانية ، وها هو نص توت المقدس يأتينا حاملاً نفس المعاني ، مما يؤكد امتداد الفكرة الروحية في بعض خلقة منذ عهد المصريين القدماء وحتى قيام الساعة لدى أبناء النور .وأنه لا يقدر عليها أحد من الشرق أو الغرب إلا إذا فرط أبنائها في أداء المهمة ، ولكن ظل السؤال بالنسبة لي .. كيف السر في زوايا الهرم الخمسة ؟!

1. 11-   ثم يطرح علينا نص آخر كاشف على لسان الشاعر إيبور في( ص 243- 251 ) وهو نص مطول يحمل عنوان تأمل ، يصف حال مصر وقت ضعفها وتكالب الخونة والاعداء عليها ، وكأنه يدعونا للتأمل في حال مصر في سنواتها الأخيرة وما ألم بها من ضعف ووهن وسوء حال .. مما جعلني أتسائل .. هل نص تأمل نص مترجم عن إيبور فعلاً كما هو الحال مع نصوص توت المقدس ، أم أنه حيلة الراوي العليم لبيان تشابه حال مصر وقت الأزمات وعصور الضعف التاريخي ؟!

 من النصوص الكاشفة عن كثير من مواقف البطولة نص ( آخر الأعدقاء ) ص 290، ففيه يظهر أسلوب الكاتب وطريقته في ايصال ما يريده من مضامين فكرية بطريقة الثنائيات الفارقة ، ومزج القديم بالحديث من قصص التاريخ الإسلامي ، وكأنه يقول من سياق نصه أنه ما أشبه الأمس باليوم ، ولكن العبرة لمن يعتبر ، كما يسجل من خلال هذا النص الدور الخطير الذي يلعبه قادة الرأى في الوقت الراهن ، والتأثيرالسلبي  لرؤى البعض منهم على العامة ، ويرى في ذلك أنهم يساعدون الهكسوس الجدد أو بالأحرى فهم مختلط عليهم الامر في فهم المشكلة ، كما يفرق في هذا النص بين ، حقيقة البطولة والبطولة الزائفة .

مثال:                    ————————————

/ قد كان الخوارج يعلنون : إن الحكم إلا لله ، وذلك حق الحق ،/

/ بينما يبطنون قتل علي، ومعاوية ، بدعوى حقن الدماء ، السائلة . /

                         ———————————–

مثال : / لن أقول : إنك ممن يساعدون الهكسوس الجدد/

/ ولكني سأقول : إنك من المخلوط عليهم في فهم المشكلة /

                      —————————————-

1.  في حوار الكاتب أو الراوي العليم ( ص 302) أجد فيه كثيرا من الكشف ، ربما هو سر كتاب سر مصر ، فهاهو الشيخ ” بقية الخير” أول أشياخه في الطريق ، يطل بروحه عليه ليكشف لنا جملة من أسرار سر مصر الذي لا يعرفون ، فكان الخبر الأول :
2. أنه مكلف ، ضمن آخرين ، بمهمة تخص نشر وتفعيل ( سر مصر الذي لا يعرفون ) .
3. وأن مصر مكلفة الآن بمهمة تخص الحفاظ على (الدين المنزل و الحضارة الإنسانية ) لتعيد للعالم الموتور رشده المفقود ، بعدما حشد أتباع الشيطان والدجال جيوشهما لفرض الدين النقيض والإنسانية الممسوخة على العالم ، حيث انتهت في تقديرهما فترة الدين المبدل  .
4. أبناء النور على خط الاستواء ، عند إحدى النقاط الفارقة .

إذن هذا حوار كاشف للغرض من الكتاب ، وسواء الكاتب معني ومكلف بالأمرعلى مستوى مستوى الحقيقة أو على مستوى الروح في وضع الحال ، فهو قد مهد للأمر من قبل على المستويين ،  فالمتابع لإبداع هزاع التكاملي يعلم أنه مهد لقارئه وشرح الكثير عن عالم الروح وعن علاقته بأشياخه ، وإيمانه الراسخ بحقيقة أن أشياخه وأمثالهم لهم دور في حراسة الاوطان ، وقد فرد لتلك الفكرة مساحات شاسعة في كتابه ” دولة الدراويش ” حراس الوطن والدين – الصادر في 2016م –  

وها هوفي كتاب ( سر مصر.. قضية رد شرف ) يسرد لنا قيمتها ومكانتها منذ فجر التاريخ وكأنه يمهد لمقولة شيخه الأول بقية الخير بأن كل منهما  ” الكاتب ومصر ”  عليه دور مكلف به ، فالأول مكلف بتفعيل كتاب سر مصر الذي لا يعلمون ، والثاني وهى مصر مكلفة الآن بالدفاع عن الدين المنزل ، وعن الحضارة الإنسانية .

 في نص توت ( ص 310) يكشف لنا أن سنة الابتلاء مقدرة على آدم وذريته ، وكذلك الجن ، وأنه لن يتبع الشيطان سواء من الجن أو الإنس ، إلا من كان على شاكلته باطنيا ، وإن كان ظاهرياً على غير ذلك ، والمستهدف من البلاء أى بلاء ، هو تمحيص الباطن ، حتى تكون لله الحجة البالغة على خلقة .

1. نجد في حواره مع شيخه المفضل حب الله في ( ص 385 ) مجموعة من الإرشادات التي يمليها شيخه عليه ، مثال :

– ضرورة التاكد من صحة رواية الحديث ، ثم الدراية أي الفهم ، ثم البحث عن السند الصحيح فإن ثبت انتقل إلي المتن .

– عدم القطع بشيء إلا إذا كان متن الحديث يقطع بذلك .

–  عدم تحديد مكان أو زمان للحدث إلا إذا كان النص نطق به .

– ضرورة أخذ الحذر فبعض الأحداث تتكرر في التاريخ ، كإعادة فتح البلدان .

– ضرورة دقة عند التعامل مع الأسماء والصفات ، فقد يكون الشخص واحداً وله اسماء وصفات متعددة ، وكذلك الاقوام .

– في النبواءات على وجه الخصوص ، يجب أن يكون الحذر اكبر ، فقد يعني الرسول واقعة بعينها ، ويفهم المرء الوضع بشكل مختلف ، وقد يؤدي ذلك لتكذيبه .

– محاولة رفع التعارض الذي يكون متوهماً بين بعض النصوص الصحيحة وبعض .

14- من الحوارات الكاشفة المفهمة أيضاً ما جاء في ( ص 423 ) عن قصة موسي والعبد الصالح ، وقد استخلص منها مجموعة من الدروس بلغت 12 درساً .

وللحديث بقية إن شاء الله .