يا دين النبى ع الضحك!

11:43 صباحًا الإثنين 31 ديسمبر 2012
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يا دين النبى ع الضحك! لو لم يكن من مكاسب الثورة سوى الضحك الذى ضحكناه خلال العامين الماضيين، وفى 2012 تحديداً، لكفاها، نعم هو ضحك كالبكاء، ضحك يؤلمك فى نهايته، لكنه أحسن من مفيش.

نجم الضحك الأول وكوميديان الموسم وكل موسم بنجاح منقطع النظير، كان الفريق أحمد شفيق الذى أدرك أن (مفيش حاجة فى المتسابة)، فبحث عن (كراهة الأركان) فى (الطرف الصناعى) داخل (الدولاب)! إفيهات غير طبيعية لرجل أراد أن يحكم مصر فطار الحذاء (وعمل واو) كما الكرات اللولبية ليلف من فوق الجميع ويرتطم بشفيق، وربما يعمل «واوا» حين أراد أن يدلى بصوته فى انتخابات الرئاسة. نحن نرفض الاعتداء والبذاءة حتى لو كانت من نصيب خصومنا، لكننا فى داخلنا قلنا على من فعلها: «يا ابن اللعيبة»، داعين الله أن ينضم لمنتخب القوس والسهم.

كان من الممكن أن يواصل شفيق إبداعاته لولا ظهور مرسى خصماً قوياً فى الكوميديا، وهو الرجل الذى توجد لديه شهوة غريبة للخطابة، وعفوية أبناء الريف، ليوجه التحية للتوك توك فى أول خطاباته، ويفتح صدره «أهه.. أهه»، ليذكرك بماجد الكدوانى فى فيلم الفرح وهو يؤدى دور النوبتجى. ولم لا، ومؤتمرات تأييده حفلت بوافر من الكوميديا من (بوّاس الأيادى) صفوت حجازى، الذى قال إن الأمر لن يستغرق سوى أن يصرخ أحدهم: «وامرسااااه.. وامرسااااه» ليحل كل شىء فوراً؟ لكن الرئيس فعل كما فعل إسماعيل ياسين فى فيلم المليونير، وكلما قلنا «جزررر.. يا عم جزررررر» لم يظهر أحد.

مرسى تحدث عن (عنق الإزازة)، و(الحارة المزنوقة)، والناس اللى بره اللى بيكلموا الناس اللى جوه. لكن مرتضى منصور له نكهة خاصة حين هرب من قرار ضبطه وإحضاره و(استخبى)، ثم بعد أن نال براءته قال إنه كان موجوداً فى بيته، وإن الناس دخلوا عليه لكنهم لم يروه، وكأن الله أغشاهم فهم لا يبصرون. سنتجاوز عن أشخاص كوميديين بطبعهم مثل توفيق عكاشة وكلامه عن 13/13/2013، وعن شوبير وهو يصرخ فى هستيريا: «لييييه.. ليييييه»! لتضحك رغم البكاء المر آنذاك، لكننا لن نعبر شوبير دون أن نذكر طبق السلاطة الذى أعده على الهواء فى حلقة تاريخية، اختبر فيها كفاءته للقيام بأدوار أخرى إذا تم إلغاء الموسم الرياضى فى مصر، وها هى قناة فتافيت تناديه، كما لن ننسى بيض إبراهيم عيسى المسلوق الذى قدمه على الهواء مباشرة، مشيراً إلى الدستور الذى تم سلقه، وسنتجه فوراً لصديقنا الإخوانى المبرراتى لكل شىء، فلو قال المرشد يميناً برر، ولو قال يساراً برر، وهو ما ظهر جلياً يوم تغيير مليونيتهم من عابدين إلى ميدان نهضة مصر فى الجيزة، فقبلها كان من حقهم، وبعد التغيير صار حكمة من الجماعة، لكن ذلك لا يقارن بما فعلوه حين نزلوا لتأييد قرارات لا يعرفونها عند دار القضاء العالى، لنواصل الضحك أكثر مع (لولب) جمال صابر المتحدث الملاكى باسم أبوإسماعيل، فاللولب هو ما أكد جمال أنهم وجدوه فى خيام معتصمى الاتحادية، قبل أن يصحح له أحدهم ويوضح أنه كان (واقياً ذكرياً)، وبالطبع فاعتصام حازمون وبناؤهم للحمامات بالطوب الأحمر ودبحهم للمواشى وحفلات الباربكيو بما لا يخالف شرع الله، كل ذلك كان من أسباب البهجة، تماماً مثل بهجتنا عند استبعاد أبوإسماعيل من الانتخابات، وهو الذى لم يخرج الجرين كارد حتى يومنا هذا ليكذب الجميع، لكنه مقتنع هو ومن معه أنه على حق والباقون على باطل.

لن ننسى عصام العريان و«أين البرلمان؟»، ولا نبلة منصور العيسوى الذى قال إنه لا توجد قناصة، وإن الداخلية لم تضرب أحداً بالخرطوش، وإن من ماتوا ماتوا عن طريق (النبلة)!

نعم ضحكنا.. لكن كان الثمن غالياً.. جداً

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات