سأتحدث بصوت من الطمي جلبه حلم عتيق كاد النسيان أن يطويه.
لكن حديثي ليس لإنكار الجمع في عصور ما قبل التاريخ، عصور السعف السميكة، حين لم يكن هناك شيء يخصك أو يخصنا.
بفمي لن تصمت ذاكرة الأرض السوداء الخصبة. وسيستحضر الحجر دائمًا ذلك الكابوس البشري المؤلم ، والذي لم يكن قادرًا ليقضي على الاستحضار الجميل للأصل.
لكن لا تبالغ في إدراك كلماتي ، فهي ستضعك على حذر مما رأيته وعاشته بالفعل ، لأن الكلمات وحدها لا يمكن أن تغير رجلاً أو بلدًا يحكمه الخوف، ولا يغيره سوى الرجال.
كما يمكن للدول المروعة أن تغير نفسها.
من بين كل الكلمات التي نطقتُ بها خلال سنوات
كان هناك اللا يقين؛ ستكون هذه هي الأصوات الأخرى، وستظل الكلمات دائمًا صريحة وربما غير مفهومة، بل وقد لا تسمعها أيضًا ، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي نجري فيها حوارًا.
أقوال ضد هذا الهيكل من الرصاص بأنه في النهاية سيهزمه الحلم الذي يصعد بين الخناجر بشكل غير يعاند الاختزال.
عن هذا الحلم القديم وحلمنا سأكتب عن الحدود بين
المناطق المرئية وغير المرئية ، عن الهوامش والهاوية و الهذيان
من الواقع حيث نختفي غافلين قبل أن نموت. وعن العالم الذي ما زلنا نخشى أن نسكنه لأنه أخذ منا ، دون أن ندركه بعد ، في روعة بعده المذهل.
تشاركنا الأحجار والنباتات والأزهار ذواتها نفسها.
الحيوانات والأفراد والشعوب. تدور بالطاقة نفسها بيننا
وعبور الأرض.
لماذا تقوضت وحدة العالم وغمرت المعاناة كل شيء؟
الوطن هو الأرض التي طردنا منها بحجج حديدية ، تحت سماء من رصاص.

لقد أرهقتنا روح عصر الرصاص لقرون لا تُحصى ، بين الجدران الأربعة للمدن الأشباح ، التي حُصِرنا فيها من قبل جنود مجهولي الهوية ، تحت عاصفة من الغبار البدائي ، لنفصلهم نهائياً عن الأرض.

فرناندو ريندون (كولومبيا ، 1951) شاعر وكاتب ومحرر وصحافي. مؤسس ومدير مجلة الشعر Prometeo منذ عام 1982. مؤسس ومدير مهرجان ميديين الدولي للشعر والمنسق العام لحركة الشعر العالمية منذ عام 2011. يشارك في مهرجان ميديلين الدولي للشعر 33 والمؤتمر الأول لحركة الشعر العالمية (WPM).

Tweet