المصعد (قصة قصيرة)

10:34 صباحًا الأحد 10 سبتمبر 2023
مدونات

مدونات

مساهمات وكتابات المدونين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قصة قصيرة بقلم فادية أحمد عبدالعزيز، اليمن

في أي مصعد يتم كتابة شخص بالدماء، يتحول إلى كائن غريب، لكن من الفاعل؟ لماذا؟ كيف؟ لا أحد يعلم،

في ليلة هادئة ذهب فتى إلى المبنى واستقل المصعد، ولكن الغريب وجد اسمه مكتوبا بجدار المصعد وبالدماء

ارتعب من ذلك وقام بمسحه، كلما مسح الدماء عادت من جديد وبعدها اختفت الدماء من يديه اثر مسحه له هلع وخرج من المصعد وذهب إلى بيته، اتصل بصديقه واخبره بما حدث له، لم يصدقه وقال له: انت جننت يستحيل ان يحدث ذلك، اصر على حقيقة كلامة وقال لصديقه: ان لم تصدق ذلك تعال إلي وسأريك

وافق صديقه على ذلك واتاه باليوم التالي، ذهبا إلى المصعد كانت المفاجأة انهم لم يريا شيء على المصعد.

 اصيب الفتى بالهلع والخوف واخد يصرخ ويقول: انه كان هنا ليلة امس كيف له ان يختفي

كان صديقه يقول: ان محاولتك لإخافتي فشلت ولكن لا تفعل ذلك مره اخرى

رد عليه: حقاً لا امزح رأيت اسمي مكتوبا بالدماء بأم عيني قاطعه فجأة قطرات شيء ما

فأردف صديقه بخوف:

ما هذا الشيء؟

الفتى: اين؟

عندما نظرا إلى الارض شاهدا قطرات الدماء

انحنى صديق الفتى إلى الارض ليتحسس بأصابعه الدماء ولكنها اختفت؟

جن جنونه، كيف ذلك؟

عندما نظرا إلى مصدر الدماء كان ذلك بسطح المصعد وكان مكتوب بالدماء عليه: اليوم الأول

ارتعبا وبجنون وسرعة بدآ بالضغط على أزرار المصعد وبقوة لكي يفتح لهم اتضح لهم ان المصعد توقف وتعطل وهم بداخله.

وصلت اشارة توقف المصعد إلى عمال المبنى وعندها اتوا وتداركوا وقاموا بفتح المصعد من الخارج، كانوا بداخله بقمة الخوف والرعب، والغريب ان قطرات الدماء التي على الارض اختفت، عندما خرجوا كانوا يريدون قول بما حدث ولكن ايقنا ان لا احد سوف يصدقهم لأن الدماء اختفت، ذهبا بعيدا عن المصعد بل خرجا من المبنى ايضاً

تحدث صديقه وهو خائف جداً: ان هذا جنون، ثم اردف قائلاً: تعال للمبيت عندي اليوم وغداً سنحاول معرفة ذلك، ثم ذهبا إلى بيت الصديق وغطّا بالنوم العميق

كان يهمس الفتى بنومه: لا لا لا تفعلوا ذلك ارجوكم

وبدأ يتعإلى ويرتفع صوته شيئاً فشيئاً وكان يتحرك كأن احداً يريد قتله فاستيقظ صديقه من اثر الصراخ وفزع من منظر الفتى وهو يصرخ ويستنجد قام بإيقاظه بسرعة، حينما استيقظ كان يتنفس بقوة كأنه عاد من الغرق

قال له صديقه: ما بك

وكان خائفا عليه حقاً وملامح خوفه اعتلت وجهه

فأردف الفتى ببكاء وخوف شديد: كانوا يريدون قتلي انهم حاولوا قتلي

رد صديقه: عن ماذا تتحدث ومن حاول قتلك؟ انها كوابيس فقط لا اكثر

كان الفتى يردد: انهم حاولوا قتلي يريدون قتلي انهم اشرار ماذا يريدون مني؟ ماذا فعلت لهم؟

كان حقاً بحالة من الجنون وكان صديقه يحاول تهدئته ولم ينفع ذلك فطرقه كف لكي يصحو من ذلك الجنون عندها هدأ الفتى

قال له صديقه: الآن تحدث معي وقل لي ماذا رأيت

قال الفتى بخوف: لقد رأيت مخلوقات غريبة… انها غريبة حقاً ليست من صنف البشر ولا الحيوانات ولا الفضائيين حتى، انهم شيئ لم اره قط في حياتي كانوا مخيفين حقاً يحاولوا اقتلاع وجهي ويفعلون اشياء غريبة ويتحدثون بطريقة غريبة ان هذه اول مره تأتيني كوابيس مثل تلك

قال صديقه: لا عليك انها كوابيس فحسب،

بعدها عادا إلى النوم

في الصباح الباكر استيقظا اثر اشعة الشمس الصادره من نافدة الغرفة تحدث صديق الفتى بنعاس: اوه صباح الخيرغيث

رد غيث: صباح النور

سأله صديقه: كيف اصبحت اليوم؟

رد غيث: اصبحت احسن من البارحة فحقاً خفت من ذلك الحلم الغريب

اردف صديقه: لاعليك، صحيح

غيث مارأيك ان نذهب لنفطر بأحد المقاهي القريبة

فأجابه غيث بقليلاً من الحماس: حسناً، سأذهب لتغيير ملابسي

رد عليه صديقه: حسناً

بعدها ذهبا إلى احد المولات في شوارع صنعاء ,افطرا في أحد مطاعم المول وعندما اكملا فطورهم ذهبا إلى محل الرياضة وقد اشتريا دنبلا للتريض وقررا أن يعودا إلى المنزل ولكن اضطرا ان يستقلا المصعد مجدداً

قال غيث: انا لن اصعد على هذا المصعد

فرد عليه صديقه هيثم: لا تخف إنَ ماحدث كان في مصعد عمارتك فقط لن يتكرر ذلك هنا

وبعد محاولات كثيره من هيثم اقتنع غيث بذلك وذهبا إلى المصعد ولكن ليتهم لم يصعدا، عندما صعدا كان كل شيء طبيعيا

وقال هيثم: ألم اقل لك انه لن يحدث شيئ

فرد غيث: كنت اظن انه سيحدث كقبل

هنا كانت المفاجأة وجدوا دماء وكان مكتوب بها اليوم التاني فجن جنون غيث وعندما توقف المصعد خرج يجري بخوف وهلع وبكاء، حاول هيثم تهدأته ولكن اغمى عليه فجأه وأخذه إلى المنزل بعد مدة افاق غيث وكان خائف جدا ويتصرف بتصرفات غريبة

قال هيثم بأستغراب: غيث مابك تفعل هاكذا انك غريب جداً اليوم

لم يكن يتكلم ولكن المخيف انهُ كان يهمس بكلمات غير مفهومة اعتقد هيثم انها لغة اخرى ولكن بالحقيقة ليست لغة اخرى إنما شيء لم يعرفه أحد، خاف هيثم من ذلك وذهب إلى غرفته، كيف لا يخاف وقد حدث معهم كل ذلك، بعدها نام وهو لا يعلم ما الذي سيحدث معه في الصباح

في مكان آخر كان غيث في حالة من الهلوسة ونام ايضاً ولكن ماذا حدث بعدها؟ سأقول لكم

في صباح ذلك اليوم صحا غيث من النوم وقد لاحظ شيئاً ما في جسده، رأى دماء تغطي يديه والارض وكان البيت مقلوب رأساً على عقب، ذهب يتتبع اثر الدماء بكل خوف ولكنها اوصلته إلى غرفة صديقه هيثم، امسك قبضة الباب بيديه المرتجفة، فتح الباب وليته لم يفتحه، رأى صديقه ملقى على الارض وجسده وارضية الغرفه كلها يغطيه الدماء ،خاف وفزع من المنظر الذي امامه واجتمعت الدموع بعينه كأنها نهر، ذهب يجري اليه وكان يصرخ ويقول: هيثم ارجوك لا تتركني ارجوك

وكان في حالة من الجنون حاول معرفة هل يوجد نبض في جسده لكنه قد فارق الحياة جلس بجانبه وهو يبكي بيأس، وأتته تخيلات غريبة وكان يرى بتلك التخيلات صديقه وهو يُخنق بكرافتة وأحداً ما يحاول قتله وهيثم كان يحاول جاهداً ان يفلت من ذلك الذي يخنقه وبدأ وجهه يزرق بسبب عدم وصول الاوكسجين اليه ومع ذلك كان يحاول النجاة ولكن القاتل اخد الدنبل الذي بجانبه وبدأ يضرب هيثم إلى ان مات ماجعل غيث يجن جنونه انه يرى كل ذلك ولا يستطيع رؤية القاتل، فقط كان يرى كيف كان يموت صديقه بعد ان ذهبت تلك المخيلات من رأسه لاحظ تلك الكرافتة بعنق هيثم، اتضح ان الكرافتة تلك نفسها التي أهدى له هيثم في العيد، بدأ يسترجع بذاكرته إلى الوراء ولكن الامر الصادم له ولنا جميعاً عندما تذكر انهُ هو من قتل صديقه، بدأ يصرخ ويتحدث مع نفسه: انا لم افعل هاكذا هم من جعلوني اقتلك هم الذين ظهرولي بالحلم وجعلوني اقتل صديقي،

بالحقيقة اراد ان يسلم نفسه للشرطه ولكن فجأة، سمع صوتا غريبا يقول له: لا تسلم نفسك والقه في اي مكان

فبدأ غيث بالصراخ والقول: لماذا جعلتني اقتل صديقي؟ لماذا فعلت ذلك؟

رجع ذلك الصوت وهو يقول: فقط افعل ما قلته لك

بالحقيقة غيث كان مدركا ان ذلك الصوت يتحدث من داخله وانهُ يتحدث بلغة ليست موجودة اساساً ولكن الغريب انهُ كان يفهمها وفي حلول المساء كان غيث ينظف مكان جريمته وجعل الغرفه كأن شيئاً لم يكن، بعدها في حلول الساعة الرابعة فجراً خرج من المنزل ومعه جثة صديقه هيثم وقد قام بوضعه بكيس كبير وبدأ يجره إلى داخل السيارة وبعد مرور ساعة ونصف خرج من السيارة وأخرج جثة هيثم وبدأ يحفر حفرة كبيرة ودفن صديقه بها احس حقاً انهُ دفن سعادته وليسَ فقط صديقه وكان يفعل كل ذلك غصب عنه وعندما اصبحت الساعة الثامنة صباحاً وصل إلى منزله وصعد مشياً، فتح الباب ودخل إلى الداخل واخرج جواز سفره وبعض المال الذي كان يخبئهُ ليفاجئ صديقه لكي يسافرا بعطلة الصيف سوياً ولكن ها هو الان يجمع اغراضه وسيذهب بدون صديقه

اتجه إلى منزل هيثم وهو في قلبه كل الندم والكره لذلك الشيء الذي جعله يقتل اعز اصدقائه، هو لم يكن صديقه فقط بل كان بمثابة اخيه او اكثر ولكن شاء القدر ان يموت بين يديه بل هو من قتله، يالسخرية الحياة، عندما وصل منزل هيثم اخد بعض الاشياء التي سيحتاج لها في سفره واخد تلك الكرافتة التي جمعت في قلبه فرحة لا تسع الدنيا وحزناً جعله يكره داته

يقول هو مع نفسه: لا اعلم هل يصلك كلامي وحزني ولكنني حقاً متأسف ونادم على ما حدث وصدقني انهُ لم يكن بيدي، خرج من المنزل والقى آخر نظرة عليه، لم يكن يعلم هل هيا نظرة حزن ام اشتياق ام ندم ولكن مايعلمه انه لن ينسى صديقه ابدا

وصل إلى المطار وتم اجراء كل شيء وها هو الان في الطائرة يربط حزام الامان وهو مستعد لبدأ حياة جديدة

اقلعت الطائرة واخد ينظر من النافدة إلى ارض بلاده، ينظر إلى البلاد التي قد حملت حزنه وفرحه، والتي تركت بعقله ذكريات سيئة وجميلة، البلاد التي احتوته في حزنه قبل فرحه، البلاد التي كان ناسها بمتابه اهل له عندما فقد كل اهله في حربه

اخد ينظر اليها بآخر نظره كأنه يودعها وبعد تأمله للمناظر من فوق السماء شعر بالنوم فعندها بدأ يحلم بأشياء غريبة تلك نفسها التي حلم بها ولكن المختلف انه لم يكن هناك أحد يريد اقتلاع وجهه بل كان ينظرون له بنظره مخيفه فبدأ يسير في المكان الذي لا يعلم اين هو وبعد سيره بذلك المكان المظلم بطريقة مخيفة وتفاجئ حقا من الذي يراه وكان لا يصدق ماتراه عيناه

نظر إلى المرآة وكانت الصدمة الحقيقية التي لم يستطع تقبلها ولكن قطعت عليه الحلم تلك المضيفة التي تحاول ايقاظه من النوم وكان بها نوع من الفزع منه

فقالت له: هل انت بخير؟

فرد عليها: نعم

كان مستغربا نوعاً ما من سؤالها، نظر حوله وكل الاعين موجهه اليه

فقال: ماذا يحدث هنا لماذا يحدقون بي؟

ردت عليه: كنت تصرخ وانت نائم لهذا افقتك، وايضاً ارجوا منك ان تربط حزام الأمان لاننا اقتربنا ان نصل مطار مصر

قال: حسنا

ربط حزام الأمان واصبح ينظر من النافدة إلى تلك البلاد التي سيعيش بها ولا يعلم ما تخبئ له

بعد مدة خرج من المطار واصبح ينظر إلى الناس الماره ويتأمل البيوت وكل شيء واصبح يمشي في شوارع القاهره التي احس انها بلاده التانية، استقل سيارة الاجرى واخبر السائق ان يقف امام اقرب فندق وبعد مرور ربع ساعة اوقفه امام مبنى متوسط الحجم، دخل الفندق وذهب عند الاستقبال واخبره انه يريد غرفة لمدة شهر، بعدها اتى احد العمال ووصف له اين غرفته وذهب

اضطر غيث ان يستقل المصعد بسبب ان لديه حقائب كثيرة لا يستطيع حملها في الدرج، وعندما صعد المصعد كانت المفاجأة، حدث ما لم يكن متوقع، لقد رأى نفس تلك الدماء التي في البارحه، ولكن لم يكن مكتوب بها اسمه مثل كل مره بل كان مكتوب بها: إلى اللقاء

فبدأ يصرخ ويصرخ وهو يسمع ضحكات بعقله انها ضحكات غريبة ومخيفه في نفس الوقت

بدأ القول وهو يصرخ: اتركوني وحدي ايها الاوغاد

انفتح المصعد وبدأ يجري بكل مكان وهو لا يعلم اين وجهته، كان الجميع خائفين منه، بدأ يرى كل شخص امامه كأنه تلك الكائنات الغريبة، اصبح يصرخ بأعلى صوته ويقول كلمات غير مفهومة، وبدأ جسده يتحول، اصبح جسده كبير بشكل مخيف واصبح لديه يد وآحده في ظهره وثلاث اعين وفم وليس لديه انف وارجله اصبحت اربعة وجلده اصبح خشن جداً

اصبح يصرخ بشكل مرعب، والناس يهربون،

كان يمسك اي احد ويأكل جسده ويبقي رأسه

بعدها هرب من المبنى واصبح يجري في الشوارع والناس خائفين منه، حاولوا الشرطة امساكه ولكن لم يفي ذلك

عمت الفوضى مدينة القاهرة والشوارع اصبحت دماء ورؤوسا مرمية بكل جانب

هرب ذلك الوحش إلى مكان بعيد ولم يستطع احد امساكه

مرت الاسابيع والاشهر والسنون على ماحدث،

جميع الناس يتذكرون ماحدث بذلك اليوم المشؤم،

كانوا يظنون انه مات ولكن لا احد يعلم مايخبئه لهم الزمن .

والآن اطلقوا العنان لمخيلتكم أن تفكر بما سوف يحدث بعد مرور تلك السنين وهل سوف يعود ذلك الكائن ام لا .

One Response to المصعد (قصة قصيرة)

  1. Zainab رد

    11 سبتمبر, 2023 at 1:13 ص

    قصة رائعة جدًا جدًا ، الكاتبة مُبدعة في خيالها وكتابتها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات