المرأة الشَّركسية

08:37 صباحًا الجمعة 29 سبتمبر 2023
د. إيمان بقاعي

د. إيمان بقاعي

روائية وكاتبة وأكاديمية، لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

المرأة الشَّركسية | بقلم: د. إيمان بقاعي | 29\9\2023

تحظى المرأة الشّركسية بالاحترام دائمًا منذ القدم وحتى اليوم:

– إذا صادف مرور فارس مهما علت درجته وكبر مقامه في الطّريق ورأى سيدة سائرة، فعليه أن يترجل ويسير بجانبها ماشيًا حتى تأذن له في استنائف الرّكوب. أمّا إن وقعت هذه المصادفة بظاهر قرية ما، فيتعين على الفارس أن يرافق السّيدة حتى يوصلها في أمان إلى الخارج.

– مكان السّيدة في المجالس يقدم دائمًا على الرّجال، فلا يجلس الرّجل إلا إذا استأذن وأذنت له بذلك السّيدة أو الآنسة.

– مكان الأوانس في الرّقص يكون دائمًا في الجهة اليمنى مِن الرّجل المراقص لها.

– جرت العادة أن يلاطف الرّجل النّساء في كلامه ويحترمهن في حركاته ويظهر لهن منتهى الأدب[1].

– لا يصح أبدًا ارتكاب جريمة في حضرة آنسة أو سيدة.

– لو التجأ قاتل أو فارُّ إلى سيدة، فهو آمن ما دام تحت سقف بيتها[2].

– احترامًا للمرأة، يكون لأقرباء الأم مكانة مميزة، وكل الذّكور الّذين ينحدرون مِن الخال يكونون أخوالًا. وعبارة “أمي” هي المستعملة لمخاطبة أية أنثى تنحدر من سلالة الأم مهما كانت صغيرة السّن[3].

– يعتبر مِن المبتذل والمشين ضرب المرأة أو جرح شعورها.

– من الأقوال الشَّائعة عند الشَّراكِسَة عن المرأة:

“إذا كنت تحب أمَّك، فلا تهن أمهات الآخرين”[4]، و: “لا تشهر سيفَك في حضرة امرأة”، و”من يصارع امرأة ليس برجل”، و:”عظني بقلب أمّ وهبني بيدي أمّ”، و:”حضن الأم مهد الطّفل”[5]، و:”لا تزر شخصًا لم تلده أمُّك ثلاث مرات في اليوم”، و:”المنزل الّذي لا توجد فيه والدتك، استرح فيه وغادره”[6].

– تعطي أساطير النارْتْ أهمية كبرى للمرأة – الأم حين تتحدث عن (سَتَنَايْ)[7] – أم الشَّراكِسَة – الّتي تستشار دائمًا وتعطي النَّصائح لبني قومها وتخلصهم مِن المآزق.

– تعلو مكانة المرأة مع تقدمها في السّن بشكل متواز مع مكانة الرّجل، وإذا ما اشتهرت بالذّكاء، فإن النّاس يلتمسون نصائحها.

– اشتهرت المرأة الشّركسية منذ القدم بأنها فارسة مثلها مثل الرّجل، فكانت ماهرة في ركوب الخيل  ومشاركة نشطة في الغزوات والمعارك ضد الأعداء[8].

– ثيابها: وكون المرأة الشّركسية فارسة، جعل ثيابها تتلاءم مع ركوب الخيل وإن كان الرِّداء التَّقليدي لها عبارة عن رداء طويل مصنوع مِن “القطن أو الشَّاش الموصلي ورداء قصير من الحرير بعد ولادتها لمولودها الأول خالعة قبعة العرائس المزينة حافتها بجلد مِن الفراء الثمين. أما النساء المتقدمات في السّن فهن يغطين رؤوسهن بمنديل أبيض مِن القطن[9].

مكتبة الدراسة:

إيمان بقاعي: الوطن في أدب الشراكسة العربي والمعرب.


[1] مت جوناتوقة يوسف عزت، ص209 _ 210.

[2] راسم رشدي، ع. س. ص8.

[3] سولابينيت، ع.س، ص 64 _ 65.

[4] نفسه، ص104.

[5] نبيل سليم، حكم وأمثال شركسية (دمشق: النشرة الثّقافية، جمعية المقاصد الخيرية الشّركسية، 1994)، ع: 7، ص104.

[6] محمد ذكريا، من الأمثال الشّركسية (دمشق: النشرة الثّقافية، جميعة المقاصد الخيرية الشّركسية، 1992)، ع: 6، ص10.

[7] _ برزج سكموغ: (الشّركس في فجر التاريخ) ص220: سنتاي يعني اسمها: (مانحة الروح) وهي تمثل آله الخصوبة والعطاء في الحضارات القديمة.

[8] _ نفسه، ص58.

[9] _ شورا بكمرزا نوغمو، ص68.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات