الشاطر يُغير ولا يتغير

11:08 مساءً الأحد 6 يناير 2013
مصطفى شحاته

مصطفى شحاته

صحفى مصري، يعمل سكرتيراً لتحرير جريدة "التحرير"، مصر.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

شتاء مصر قارس هذا العام.. لكن هذا لا يفرق شيئا مع الإخوان المسلمين فهم فى «غيهم يعمهون»..

الجماعة تنظر إلى الأمام.. التمكين يا رجال.. رئيس ثم دستور ثم الحكومة والقادم أكثر وأكبر وأهم.. البرلمان مرة أخرى.

هانت.. وما زال حصاد سرقة الثورة مستمراً.. الإخوان يعدلون فى الوزارة من أجل السيطرة والإحكام وضمان عدم فلتان أى معركة قادمة من أيديهم.. وإن كنا «زهقنا من حفلة منتصف الليل».. فقد أعلنت الجماعة وعلى غير العادة تعديلاتها الوزارية -فى حكومة الرجل الذى لا يملك سوى لحيته- بعد صلاة العشاء بقليل.. الاختيارات لا تحتاج إلى وقت، فالأسماء معروفة ومعدة مسبقا.. هو الوقت فقط الذى لم يكن قد آتى بعد.

10 وزراء مرة واحدة.. لكن ولا واحد فيهم يخص الشعب.. كله من الجماعة وإلى الجماعة يعود.. وليس مهما أنه ستكون هناك حكومة جديدة بعد ثلاثة أشهر -عقب الانتخابات البرلمانية- فهناك ألف وألف رجل يتمنون حمل مهمة الاستشهاد فى الوزارة من أجل تمكين البيه الشاطر.

 مكافأة السمع والطاعة والتمكين

«الإخوان تريد الوصول إلى كل حارة مزنوقة».. لذلك وضعت عضو مكتب إرشادها الدكتور محمد على بشر وزيرا للتنمية المحلية حتى تضمن السيطرة على الانتخابات البرلمانية القادمة -بعد شهرين وما زال قانونها لم يتم الانتهاء منه- وتُحكم قبضتها على المحليات نفسها والخدمات التى تقدمها للمواطنين، وبشر -ولله الحمد- اختبرته الجماعة محافظا للمنوفية -بلد المليون شفيق فى الانتخابات الرئاسية- ونجح فى أن يزهق المنايفة فى محافظتهم، وأخوّن ديوان المحافظة كاملًا حتى إنه استعان بمن كانوا يعملون فى ظل نظام مبارك فقط لخبرتهم وقدرتهم على مساعدته فى الاستحواذ.

ممتاز السعيد وزير المالية السابق لم يسمع الكلام، وقبل رحيله بساعات أخرج بيانا عن وزارته هاجم فيه مشروع قانون «الصكوك الإسلامية» -مشروع حزب الإخوان الذى رفضه مجمع البحوث الإسلامية- واعتبره يبيع أصول الدولة المصرية إلى الأجانب، وقبل ذلك كان قرض الصندوق الذى تم رفض طلب مصر فيه، فجاؤوا بالإخوانى مرسى السيد حجازى وزيرًا الذى لن يتوانى فى تنفيذ أوامر الصندوق فوق وغصب عن رقبة كل مصرى.

أما رغيف العيش والتموين وكوبونات البوتاجاز فكان لزاما جعلها فى يد الإخوان.. والفقير فى مصر إن ضمنت له رغيفه وأنبوبة غازه وسكره وشايه ضمنت صوته وطاعته، ومن أجل هذا أيضا جاء الدكتور باسم عودة، الذى يملك مؤهلًا وحيدا هو الفشل فى حل أزمة الوقود والطاقة التى تعانى منها مصر خلال الفترة الأخيرة بما أنه مسؤول الملف فى مشروع النهضة، وهو المشروع الذى أخرج أيضا وزير النقل الجديد مسؤول ملف المرور ببرنامج المئة يوم لمرسى.

 

أين رئيس الجمهورية؟

وهنا وللأسف.. جاء التعديل الوزارى ليُبين أكثر مدى تحكم مكتب الإرشاد وخيرت الشاطر فى محمد مرسى، وإنه -أى مرسى- ليس إلا عضوا فى الجماعة ينفذ سياساتها، فكل من جاؤوا إلى الوزارة أو خرجوا منها هم أصدقاء وزملاء وتابعو نائب المرشد، الذى لا يترك فرصة حتى الآن تجعل من الجماعة الآمر الناهى فى كل مكان وشبر بمصر إلا واستغلها، ولتذهب البلد إلى الجحيم من أجل الجماعة !

شعب مصر

حقيقة لا أعتقد أن الشعب أولى اهتماما بالتعديل الوزارى الأخير لحكومة «الإخوان» فى مصر.. المواطنون لم يشعروا تجاه التغييرات بشىء، حتى إن شملت نسبة تزيد على 25% من الحكومة، هذا لأن المواطن الذى لدغ أكثر من مرة (البرلمان – برنامج المئة اليوم – مشروع النهضة – الحكومة السابقة والتى تلتها – الإعلان الدستورى والاستفتاء) صعب أن ينتظر جديدا من الجماعة، فقد تأكد لهذا المواطن أن من يحكمونه يسيرون فى الاتجاه المعاكس تماما لما يريده وتحديدا ناحية شعب مصر الإخوانى الذى لن يصد أو يرد أو يناقش.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات