رجل له باع طويل في العمل الدبلوماسي ومنه انتقل للعمل في مشيخة الأزهر كما أنه من الثوار الأوائل الذين قرروا الإنضمام إلى صفوف المرابطين بميادين مصر منذ أن قامت ثورة 25 يناير 2011 متخليا عن منصبه كمتحدث رسمي بإسم مشيخة الأزهر والذي كان الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر قد إختاره له لما عرف عنه من شخصية قوية ونافذة في الدبلوماسية المصرية حتى يكون حلقة الوصل بين الأجهزة الإعلامية للدولة وبين المشيخة ولكنه ترك كل ذلك وراء ظهره معلنا أنه يعبر عن رأيه الشخصي كثائر في الميدان يرفض نظام مبارك ومعترضا على نظامه القمعي ووزير داخليته آنذاك حبيب العادلي في التعامل مع الثوار , ووجد فيه الثوار قائدا يثقون فيه ويقفون خلفه بل وأيده الكثيرون لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد نجاح الثورة وتنحي مبارك عن الحكم …
لم نندهش كثيرا من موقف الشيخ الدبلوماسي رفاعة الطهطاوي فهو حفيد الشيخ الجليل رفاعة الطهطاوي 1801 — 1873 أحد رواد النهضةالعلمية والفكرية في مصر الحديثة ومؤسس حركة الترجمة ومدرسة الألسن وأحد الذين أسهموا في تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية .
ولكن و منذ أن إختاره الرئيس مرسي ليشغل منصب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أصبح مدافعا شرسا عن سياسات مرسي وأفكاره وتوجهاته بصرف النظر عن رفض الثوار والليبراليين والشارع المصري لها. وكان الرفض الشعبي الواسع الكبير للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي والذي أعطاه صلاحيات الرئيس الفرعون الذي لايسأل عما يفعل هو الفيصل، إذ خرج على الجماهير متحديا كافة القوى السياسية المعارضة للرئيس الإخواني معلنا أن مؤيدي الرئيس أضعاف مضاعفة عمن تواجدوا في التحرير أو في محيط قصر الإتحادية , وأن مطالبة الشعب للرئيس بالتراجع عن قراراته يمثل محاولة للي ذراع الرئاسة مؤكدا أن الرئيس لن يتراجع عن قراراته أبدا !!
هكذا وبمنتهى البساطة تنكر الدبلوماسي للثوار وراح يهددهم ويتوعدهم إذ أعلن أنه سيتم التعامل مع الأزمة التي إجتاحت البلاد وماتبعها من دعاوى للعصيان المدني بالقانون , مؤكدا أن الإعلان الدستوري للرئيس مرسي والذي أثار غضب ملايين المصريين كان الهدف منه هو تلافي العودة للمربع صفر وأن الهدف الرئيسي لمرسي هو العبور بالبلاد إلى بر الأمان !
وأشار الدبلوماسي الشيخ رفاعة رئيس ديوان مرسي إلى أن قرارات الرئيس الأخيرة لا تعني الديكتاتورية وأنه ـ أي مرسي ـ لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين وليس في إستطاعته السيطرة على أحد من أعضائها, ولم يلتفت الطهطاوي إلى التصريحات والقرارات والتهديدات التي تصدر عن مكتب الإرشاد دون علم المؤسسة الرئاسية كما لو كانت مصر تدار من مكتب المرشد وليس من قصر الرئاسة !!
وفي ذات المسار تحرك الثائر -سابقا – رئيس الديوان حاليا ليعلن على الملأ أن هناك شخصيات عامة تتآمر على البلاد وتعمل على إشعال نيران الفتنة رغبة في عودة الحكم العسكري أو طمعا في منصب الرئيس , نافيا أن يكون لمؤسسة الرئاسة أي علاقة بتنظيم المليونية الإخوانية التي خرجت لتأييد قرارات مرسي الفرعونية!
عجيب حقا أمر الطهطاوي إذ أننا إستبشرنا خيرا لما تولى منصب رئيس الديوان حينما طالب الرئيس مرسي بالإستقواء بالشعب الذي إنتخبه رئيسا ونصحه بمصارحة الجماهير بكافة المشكلات مبررا دلك بأن الشعب يمثل المصدر الرئيسي والحقيقي للسلطة والملاذ الآمن .
كانت صدمة الثوار والقوى الوطنية في إنقلاب السفير الشيخ على الثورة والقيم التي قامت من أجلها ثورات الربيع العربي كافة وهي الديقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية صدمة كبيرة ولكن يبدو أن بر يق السلطة والقرب من الرئيس في قصر الإتحادية جعله ينسى ما ثار من أجله وينتقل من صفوف المعارضة إلى أشد المروجين والمدافعين عن جماعة الإخوان وممثلهم في قصر الرئاسة لدرجة أنه برر الإشتباكات الدامية التي شهدها محيط قصر الإتحادية بأن أنصار مرسي إستشعروا الإهانة بعد محاولات البعض إقتحام القصر مماجعلهم يثورون من أجل حماية الشريعة الإسلامية ….
فقط نود أن نذكر الطهطاوي أننا في يوم من أيام ثورتنا الباسلة رفعناه على الأعناق ولكنه استكان إلى رضا الرئيس على حساب الشعب , ناسيا أن الملك لله وحده وأنها لو دامت لمبارك ما وصلت إلى مرسي وأنها لو دامت لرئيس ديوان مبارك لما جلس هو على مقعد زكريا عزمي نزيل طرة حليا .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.