أوباما في رئاسته الثانية لأمريكا: تلوَّن الرؤساء والسياسة واحدة

07:00 مساءً الجمعة 11 يناير 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قد يكون الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” أشهر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية من حيث كونه أول رئيس أسود يحكم أمريكا…فيذكر لنا التاريخ أن مقعد الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية كان دائما من نصيب الرجل الأبيض..وإذا كن الزعيم الأسود مارتن لوثر كنج قد تمنى في بداية الستينيات من القرن المنصرم أن يأتي لحكم أمريكا في يوم من الأيام رجل أسود..فقد تحققت بعد أكثر من أربعة عقود من الزمان.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما مع كل رئيس أمريكي – ومع الرئيس أوباما على وجه الخصوص لما أسلفنا سابقا- هو؛هل تقدم الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة  أوباما أي حلول جدية وجديدة لمشاكل القارة الأفريقية المتعددة أو لمشكلة فلسطين أو للمسلمين أو الأقليات..؟

تبدو مواقف باراك أوباما غير واضحة تجاه الكثير من القضايا العالمية والأقليمية والمحلية ففي زيارته التاريخية لمصر عام 2009 والتي زار فيها جامع السلطان حسن وألقى خطابه الشهير في جامعة القاهرة للشعب المصري وللعالم الإسلامي تحدث عن إحترامه للإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم ولكننا لم نلاحظ مثلا أي تغير في السياسة الأمريكية و لو بشكل طفيف تجاه العالم الإسلامي بالرغم من تصور الكثير من المسلمين خصوصا بعد كلمته بأنه هو الفرصة الملائمة للحصول على بعض حقوقهم من الغرب ، كذلك فإن موقف باراك أوباما تجاه العديد من القضايا الدولية المختلفة مثل المفاعل النووي الإيراني و تخصيب اليورانيوم وموقف إسرائيل منه وتهديدها بضرب المفاعل النووي الإيراني..وأيضا المستوطنات الإسرائيلية و موقف الإدارة الأمريكية
من دولة فلسطين بعد حصولها على صفة مراقب في الأمم المتحدة..نلاحظ تحيز الإدارة الأمريكية إلى الجانب الإسرائيلي في هذه القضايا الذي وصل أحيانا إلى إستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لعدم تمرير أي قرار يضر بإسرائيل.

كذلك نلاحظ أن الموقف الأمريكي مما يحدث في الصومال والقتال الدائر هناك بين الجيش و قوات المحاكم الإسلامية..والعملية الإنتقالية في أفغانستان لا يتغير..فهو يصب دائما في مصالح إسرائيل أو الغرب في المقام الأول. وباراك أوباما وأسمه الأصلى باراك حسين أوباما هو من أصول إفريقية وهو من مواليد هونولولو عام 1961 وهو الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، وعشق السياسة منذ الصغر..وعمل بالمحاماه لفترة وقام بتدريس مادة القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو..حصل على ثلاث فترات بمجلس الشيوخ وإستطاع جذب أنتباه الحزب الديمقراطي له..بدأ في خوض إنتخابات الرئاسة عام 2007 وتمكن من الحصول على ترشيح حزبه بعد تغلبه على منافسته هيلاري كلينتون ليصبح أول مرشح للرئاسة من أصل أفريقي لحزب أمريكي كبير وإستطاع أن يهزم منافسه الجمهوري جون ماكين ويفوز برئاسة أمريكا عام 2008 وفي حملته الإنتخابية الثانية عام 2012 إستطاع أن يفوز أيضا على منافسه رومني ويحصل على فترة رئاسة ثانية ليستمر في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة…وقد حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام عام 2008 نظير جهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية و التعاون  بين الشعوب
لكننا نلاحظ دائما أن أى مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بما فيهم أوباما ذو الأصول الأفريقية الإسلامية حريص على مغازلة إسرائيل نظرا لقوة اليهود في امريكا و اللوبي الصهيوني في الكونجرس الأمريكي و الكل يعلم أن من يدعم الملف الإسرائيلي ستكون فرصته أكبر في الفوز بالرئاسة.

وبالرغم من أن أي رئيس أمريكي يكون في فترة رئاسته الثانية أكثر جرأة في مواقفه لأنه يعلم تماما أنه لن يتم ترشيحه لفترة أخرى إلا أننا نلاحظ حتى الآن أن سياسة باراك أوباما أو بمعنى أدق السياسة الأمريكية لا تتغير تجاه معظم القضايا الدولية المطروحة على الساحة بالرغم من إعلان أوباما أكثر من مرة أن سياسة الإدارة الأمريكية في عهده تجاه الدول العربية والإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط ستكون معتدلة وأنه سيعمل على حل مشكلات التعايش بين الفلسطينيين  والإسرائيليين و هي المشكلة الأكبر والأهم في الشرق الأوسط إلا أننا نجد مع مرور الأيام أن الأمور لا تتغير
ونخلص من هذا بأنه سواء كان الرئيس الأمريكي أبيض أو أسود، معتدلا أو متشددا، فإنه ينفذ السياسة الأمريكية و ليست سياسته الشخصية…وبالتالي علينا ألا نتوقع الكثير من أوباما أتمنى في نهاية الأمر أن نقتنع بأن على الدول العربية و الإسلامية بذل الكثير والإعتماد على نفسها و على مواردها لتحقيق الآمال التي تصبو إليها و لا تنتظر من الولايات المتحدة أن تقوم بهذا الدور…لأنه بتغير الرئيس لا تتغير السياسة الأمريكية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات