من المؤكد ان الصراع بين شركات التكنولوجيا لم يعد مجرد صراع علي تقديم الاحدث فقط، ولكنه صراع علي إبراز العضلات وقوة لجذب عملاء كل قوة تكنولوجية ناحية منتجات الاخري. الحرب بين آبل وسامسونج علي سبيل المثال هي دليل واضح علي وصول الحرب التكنولوجية لمرحلة اللاعودة وتكسير العظام من أجل براءات اختراع قد تبدو للبعض تافهة مثل الـ pinch to zoom””. 

من المؤكد أن ابل وسامسونج عملاقان في عالم التكنولوجيا، تتمتعان ببدايات متشابهة، وأسلوبين مختلفين في النمو والادارة.

جهاز الـIPhone 4

 ابل تعتمد علي تعطيش السوق لمنتجاتها وإثارة كم من الغموض حول مواعيد إصداراها ومميزاتها حتي لحظة الاعلان عنها. خطة تسويقية قد تبدو جيدة ولكنها ترفع سقف الأمال والتوقعات، خيبة امل المستخدم لا يمكن ان يستهان بتأثيرها. خسارة القاعدة من “العملاء الجدد” او الذين يريدون تجربة المنتج الجديد ليست شيئا سهلا،  وبدا ذلك واضحاُ في أكثر من سقطة منذ الـ iphone 4 في عهد ستيڤ چوبز الذي يتباكي عليه الآن بعض المبهورين بشخصيته.

لا انكر ان الرجل كان يمتلك كاريزما ممتازة اجادت التغطية والمناورة علي عيب مثل الـ “integrated antenna” في جسم الـ iphone 4 والذي أشار هو بنفسه أنها ميزة في مؤتمر تقديم الهاتف وأدت لمشاكل عديدة في الاستقبال. وساعد في ذلك الحلول السريعة بالطبع من ابل باستبدال الهواتف. ولا انكر ان آبل سقطت في عدة أخطاء آخرها الخرائط الكارثية التي اصابت معجبي آبل بالاحباط وتم تقديمها في المؤتمر علي أنها احد المميزات الرائعة لنظام للاصدار السادس من نظام IOS، وادت للإطاحة بسكوت فورستال رئيس فريق تطوير IOS نفسه.

منتجات شركة “Apple”

ولكن تبقي منتجات آبل علي مستوي أعلي من أي منتجات أخري في الجودة وتكامل نظام التشغيل مع المنتج نفسه، وكذلك الاغلي من ناحية السعر. المنتظر من ابل حالياُ ليس مجرد تقديم منتجات أخف وزناُ وأنحف سمكاُ،  المنتظر منها هو مميزات جديدة علي مستوي نظام الشتغيل لجذب العملاء الجدد. لابد أن ينتهي تشويق المستهلكين بالرضا، والا فمثال نوكيا واضح للأعين تماماُ عندما رفضت التطوير لإعتمادها علي انها الشركة رقم واحد في العالم وان المستهلك سوف يشتري ما تنتجه نوكيا لان المستهلك لا يجد من هو افضل من نوكيا.

ولكن عندما إنطلق قطار الاي فون وبعده قطار سامسونج اصبحت نوكيا علي شفا الافلاس .. فهل ستتعلم آبل الدرس؟

منتجات شركة “Samsung”

في الناحية الأخري، تؤدي سامسونج بشكل ممتاز علي مستوى المنافسة ولكن سياسة الإدارة المعتمدة علي الاغراق والاكثار من المنتجات “ المتشابهة تماما” احيانا تؤدي للملل. أيضا قلة جودة الخامات المستخدمة، وعدم تكامل النظام مع المنتج – نظراُ لانها تعتمد علي نظام تشغيل من انتاج جوجل – تسبب الازعاج للمستخدمين بل وتتسبب في لجوئهم للمنافسين. ولكن تبقي مؤثرة علي سوق المبيعات علي مستوي الهواتف علي الاقل وغير مؤثرة بشكل فعال علي سوق الاجهزة اللوحية التي احتكرته أبل منذ اطلاق الـ ipad الاول حتي اليوم .

شعار موقع “Google +” التفاعلي الجديد

جوجل ظهرت علي الساحة بهواتفها الجديدة والتي تحمل ميزة تفرد ابل عن سامسونج وهي تصنيع المنتج وكذلك نظام تشغيله مما يرفع نسبة التكامل بين الجهاز ومكوناته ويجعله يستخدم اقصي طاقاته وقدراته. التجربة لا تزال قيد التقييم لقلة انتشارها وضعف تسويقها. جوجل تسويقها ضعيف فيما يتعلق بخدماتها .. قد يبدو ذلك جليا في شبكة “”google plus وخدمات “”drive و documents””، خدمات ممتازة ومحترفة ولكن التسويق الضعيف يجعلها شبه مجهولة.

أيضاُ يعيب التسويق الضعيف شركات مثل HTC و SONY. ولكنهما تقدمان منتجات ممتازة سوف يظهر منافستها قريبا وقد تأخذ حصة لا يستهان بها من السوق الآسيوي وهو ملعب سامسونج الأساسي.

كل هذا التنافس في النهاية يصب في مصلحة المستخدم بالتأكيد .. ولكن ليس في مصلحة جيبه الذي سترهقه مجاراة التكنولوچيا.

Tweet