تونس: تجدد الإعتداءات على أضرحة أولياء الله الصالحين مع الإحتفال بذكري المولد النبوي الشريف!

07:23 مساءً الجمعة 25 يناير 2013
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لم يتوقف مسلسل الإعتداءات علي أضرحة أولياء الله الصالحين في تونس و التى وصلت إلي أربعة و ثلاثين إعتداء وجهت أصابع الإتهام فيها إلي الجماعات الوهابية و السلفية رغم نفي كبار مشايخ السلفية لذلك ؛ و قد وصلت تلك الإعتداء إلي منحني خطر بعد التعدي علي مقامات أولياء لهم مكانة كبيرة مثل الولية الصالحة ” السيدة المنوبية ” و مؤخرا ” سيدي عبد العزيز المهدوي” و “سيدي أبي سعيد الباجي .. سيدي بوسعيد ” الذي تحمل الضاحية الشهيرة و قريتها أسمه حيث يتربع مقامه هناك علي قمة جبل ” المنارة ” كواسطة عقد من أضرحة أولياء الله الصالحين التى ترصع الجبل المبارك مثل ” سيدي الظريف” و “سيدي محمد بن نور “.

؛ و مع الفرحة الكبيرة التي عمت تونس بعد أن هرع المواطنون لمحو أثار العدوان علي “ضريح سيدي بوسعيد ” بمساعدة فنيين من الجيش و الحرس الوطني و إكتمالها مع الإحتفال بذكري المولد النبوي الشريف حيث أقيم إحتفال كبير في ساحة “سيدي بوسعيد” ؛ إلا أن المواطنين لم تدم فرحتهم طويلا فقد حملت لهم الأخبار عشية يوم أمس أثناء الإحتفال بالمولد النبوي طعنة جديدة لمشاعرهم الدينية و معتقدهم الشعبي بعد أن أذاعت نشرات الأخبار خبر الإعتداء علي ضريح ” سيدي أحمد الغوث” صاحب المقام الرفيع جدا في الجنوب التونسي خاصة لدي قبائل “المرازيق” و التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية “د/ المنصف المرزوقي” و الذي يعد ذلك الولي الصالح من أجدادهم الأوائل ؛ حيث قام مجهولون بإقتحام الضريح المسيج و تحطيم أبوابه و نبشه و حرقه و حرق مكتبته التي تحتوى مصاحف نادرة للقرآن الكريم و كتب أثرية .. ؛ و كان اليوم السابق للمولد النبوي الشريف قد شهد إعتداء مماثلا علي ضريح سيدى ” أحمد الورفللي” بمدينة أكودة في ولاية سوسة ؛ و هو ما يعني إنتشار تلك الجماعات الإجرامية في رقعة كبيرة من التراب التونسى .. الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين التوانسة الذين لم تعد تكفيهم الإدانات الرسمية أو الوعود بتشديد الحراسة أو تصريحات وزير الثقافة شديدة اللهجة فيما تتصاعد وتستمر إعتداءات المتطرفين.

أثارت تصريحات القيادي السلفي التونسى الشيخ البشير بن حسن (الصورة إلى اليمين) غضبا واسعا في الشارع التونسي الذي إستفز بشدة من جراء الفيديو الذي وضعه الشيخ البشير على موقعه أتهم فيه المحتفلون بالمولد النبوي الشريف “بأنهم أضعف الناس دينا و أنهم أقوام يعيشون لبطونهم … و أضاف .. أن هذا الإحتفال نفاق يتحدثون فيه عن النبي صلوات الله وسلامه عليه و على آله ليلة و تهجر سنته طوال العام ..

و قد رد مفتي الديار التونسية الشيخ عثمان بطيخ على تصريحات الشيخ البشير بن حسن .. معربا عن إستغرابه من هذه التصريحات التي تصف المحتفلين بالمولد بأنهم أضعف الناس دينا و منافقين و أن تلك الإحتفالات بدعة ؛ و قال أن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس بدعة و أنه لا يوجد نص قرآني يحرم الإحتفال به ؛ و أضاف أن جذور هذه الإحتفالات إنطلقت مع الصحابة رضي الله عنهم الذين تعلقوا بالنبي الأكرم فإحتفلوا بمولده حبا فيه لا عبادة له ؛ و بعد إنتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إستمر أصحابه في الإحتفال بمولده الشريف متسائلا ما هو العيب في ذلك .. ؛ و إستطرد الشيخ بطيخ في تصريحاته إلي جريدة الشروق التونسية ردا على الشيخ البشير بن حسن .. أن تلك الإحتفالات عادت بقوة مع الدولة الفاطمية التي كانت تنفق على إطعام الفقراء و المساكين في ذلك اليوم المبارك إنفاقا كبيرا فضلا عن مظاهر الفرح و الإحتفالات التي كان يشارك فيها أفراد الشعب ؛ و قد إستمر ذلك مع الدولة الحفصية التي كان من بين أمرائها فقهاء و علماء دين لم ينكروا ذلك و قد إستمرت تونس و شعوب المغرب الإسلامي مالكية المذهب في الإحتفاء بالمولد النبوي الشريف و معها حواضر الإسلام الكبرى الزاخرة بالعلماء و الجامعات الإسلامية المعتبرة ..
– و قد أثارت تصريحات الشيخ بشير بن حسن ردود أفعال شعبية غاضبة ظهرت بوضوح على شبكات التواصل الإجتماعي و وسائل الإعلام ؛ وحتي في الأماكن العامة و المقاهي .. و قد وجهوا إنتقادات قاسية للشيخ بشير بن حسن تصفه بالوهابي مدعي المالكية ؛ و مما زاد ردود الفعل الغاضبة إشتعالا تعرض أضرحة أولياء الله الصالحين للإنتهاك المستمر و الحرق في بلد يحتل فيه التصوف الطرقي مكانة جليلة في قلوب المواطنين الذين وجهوا أصابع الإتهام إلي الجماعات السلفية المتطرفة خاصة الجماعات الجهادية و الوهابيين ؛ جدير بالذكر أن الصفحة الخاصة بالشيخ بشير بن حسن علي موقع الفيس بوك حافلة بمقاطع الفيديو و التصريحات التي تهاجم التصوف و هو ما لايمكن للمواطنين أن يتجاهلوه في ظل الإعتداء على 34 ضريح لأولياء الله الصالحين ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات