2020 – الفصل الثالث

11:29 مساءً الإثنين 28 يناير 2013
محمد البرقي

محمد البرقي

كاتب و مدون من مصر .. له العديد من الأعمال المنشورة و الإلكترونية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
دمهم حقنا..
دمهم بيروا أرضنا, و غضبنا, بيروي عزيمتنا..
ده اللي إتعلمته, ده اللي اتعودت عليه, و اللي شوفته و أكلته و نمت عليه طول الخمس سنين دي..
***
كنا قبضنا على 3 متسللين اكتشفوا مكان البيت,صحيح قتلناهم..
لكن (محمود) قرر حاجة تانية, الـ3 دول هيكونوا رسالة للـ(ساك) عشان يعرفوا مصير العسس بتوعهم.
(محمود) قال “إن بيت الأمان ما بقاش أمان,طول ما الدوريات دي عرفت توصل لنا..عشان كده الرسالة و الرد هيكون حازم”
بعد ما قتلناهم, طلب مننا (محمود) طلب غريب, إننا نعلقهم من رجليهم في عواميد ,رغم اننا استغربنا في الأول لكن نفذنا من غير نقاش..
فجأة لقينا نفسنا بنرقص حواليهم بسعادة و (محمود) عمل حاجة جديدة بس ما انكرش اني حبيتها, “حبيتها؟!” أنا عشقتها..
ضربنا النار على رأس الجثث المتعلقة, دي أقل حاجة يستاهلوها ولاد الـ(…) دول.
كنت في افضل حال ممكن اوصل له , بقى لي كتير ماحسيتش بالتشفي و المتعة دي من سنين..
– لااااااااااااااااااااااا!!.
قطع تفكيرنا و استغراقنا في متعتنا صوت الصريخ. بصيت ناحية مصدر الصوت عشان نعرف مين اللي قطع حفلتنا الصغيرة؟.
– (أمين)؟, ايه اللي جابك هنا؟.
– إيه اللي انتوا بتعملوه ده ؟ ليه كده؟.
كان وصل لحد مكاننا بعد ما خرج من بيت الامان, فإتحركت ناحيته عشان اصده بإيدي .
– (أمين) ماكانش لازم تيجي هنا, اللي بيتعمل هنا يخصنا و بس!.
– لا يا (فؤاد) يخصنا كلنا, يخصنا لاننا كده مش هنفرق عنهم في حاجة.
رديت عليه بغضب و صوتي بدأ يعلى:
– دول حيوانات يا (أمين), لازم يموتوا, ولو عليَّه انا عايز اسلخهم.
– و اللي انت بتعمله ده مش بيخليك حيوان زيهم؟, و ألعن منهم كمان؟.
غاظني كلامه ضربته بكوعي في وجهه فإترمى على الأرض..و بدأ الدم ينزل من منخيره.
رديت و أنا بأبص له على الأرض:
– اهو كلام الهايفين اللي زيك , هو اللي هيخلينا نموت كلنا هنا و ماحدش هيحس بذرة ندم,انت فاكر ان الـ(ساك) و اللي عملوهم بيهمهم انت بتفكر في إيه؟.
– إنت أحسن من كده يا (فؤاد).
وقفت لأول مرة من زمان أقف عشان افكر في حاجة,حسيت اني هأبقى زيه فهزّيت دماغي كأني بأنفض الفكرة عنها.
– هم ماقرروش إننا احسن, هم خدوا كلمتهم و لو سمحنا ليك تحبطنا بكلامك هنموت قبل ما ننطق حرفين.
ساعتها وصل (بيتر) و سنده عشان يقوم, إتقدّم خطوتين ناحيتي و بص لي في عيني:
– ليه مصمم تبقى زيّهم, بس في الناحية التانية؟.
“نظااااااااااااااااااااام”
كان ده صوت (محمود) اللي كان بيتابع الموضوع من بدايته في صمت.
كان مستني يشوف الأمور هتؤول لإيه و غالبا او اكيد كان مستني ان كلامي يهزم (أمين) او على الاقل يقنعه, و قرر انه يتدخل لما لقاني اتهزيْت. ما أنكرش ان إعجابي بـ (محمود) و رغبتي الشديدة إني أقرّب منه بتتحكم في كل تصرفاتي..لكن اللي بيقوله (أمين) جنان رسمي!.
(محمود) و هو بيقرّب ببطئ:
– مش احنا اللي المفروض نتخانق سوا, و بعدين يا (فؤاد) لازم نسمع اي حد من ابناء البيت بيقول إيه,ماتنساش اننا في مركب واحدة.
دوّر وجهه بالراحة ناحية (أمين) و على بؤه ابتسامة مافهمتهاش, و كمل كلامه:
– أما انت يا (أمين) فسيب طريقة مقاومتنا و سياساتنا دي ليَّه و للكبار , انت مميز ولازم يكون موقعك اهم من مجرد مقاوم عادي.
فكرني بالكلام اللي قاله لي (محمود) أول ما جيت على المقاومة و دخلت البيت ده . بعدها انضميت للناس المقربين لـ (محمود) ..
إتمشى (محمود) و هو حاطط كتفه على كتف (أمين) و بدءوا يرجعوا للمبنى تمشية و هم بيتكلموا..
كنت بأراقب المنظر بفخر..بفرح…في نفس الوقت بتخوف و شك..رجعنا ننام و نستعد ليوم تاني جديد في حياتنا و كان بلغني (محمود) شخصيا قبل اي حد ان في عملية جديدة هنناقشها بكرة.
***
ما عرفتش أنام الليلة دي..
لما بأنشغل مش بأعرف أنام..
بأفكر في العملية, في (أمين)..في كلامه مع (محمود)
هل فكر في كلام (أمين) ليَّه؟..
مش ممكن (أمين) عنده حق؟
لأ..مش ممكن..(أمين) بيدور على السلم في عالم وحشي مابقاش مستحمل اللي زيه..
لا بد أصالحه , انا عارف اني ضربته وماكانش المفروض اعمل كده…
ياه شوف ولاد الـ(..) وصلوا لجوانا ازاي؟ و قدروا يخلخلوا حيطتنا الصب المتينة!.
هيخلونا ننقلب على بعض..هو ده اللي عايزينه, ده هيخفف المهمة اللي عليهم..(محمود) كان عنده حق لما كلمني عن الحل هو الرد القاسي.
و بيشجع (أمين) على افكاره ,(بيتر) ..الحقيقة ما أعرفش حاجة عن ماضيه..كتيره, غير انه كان ساعاتي بسيط و كان  بيسافر, و متجوز..و انه عرف بطريقة ما يبعت مراته و بنته لـ (بارادايس) و بيبعت لهم جوابات.
خايف على (أمين) من (محمود) و خايف على (محمود) من (أمين)..
مش عارف أفكر..
إيه اللي بأقوله ده..
عموما عينيّه بدئت تثقل , الاحسن اني انام.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات