بكل حزم .. بكل حسم .. لن يمر مشروع (قطرائيل) مهما وضعتم أصابعكم فى عيوننا

08:15 صباحًا الإثنين 28 يناير 2013
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

اثنان و أربعون شهيدا .. تسعة وثلاثون قتيلا في المدينة الباسلة “بورسعيد” قاصمة العدوان الثلاثي آسرة “مور هاوس” التي سلب البريطانيون عيون إبنها البطل “محمد مهران ” عقابا له على المقاومة لكنه ظل ثائرا حتى تحررت “بورسعيد” ؛ و عشرة شهداء في “السويس” مدينة الصمود و بلاط الشهداء .. قاهرة ” آريل شارون و إيزاك مندلر و إبراهام آدان” .. ؛ صعدت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها بعد أن قضوا نحبهم على أيدي زبانية الأمن الذي خرج علينا “محمد مرسى العياط ” ليوجه لهم التحية بدلا من إحالتهم لمحاكمة عاجلة لإفراطهم في إستعمال العنف الإجرامي ؛ ذكرني و هو يخطب في الشعب الذي كظم غيظه و حبس أنفاسه منتظرا الإنصاف ربما للمرة الأخيرة من رأس الدولة الذي تتآكل شرعيته يوما بعد الآخر بيوم عشته في تونس منذ أكثر من عامين وتحديدا في النصف الثاني من ديسمبر2010 عندما خرج الرئيس التونسي المخلوع بعد هروبه المهين “زين العابدين بن على ” يتحدث بكل فجاجة و غطرسة مشيرا بأصبعه للشعب مكررا مرتين كلمتي ” بكل حزم .. بكل حزم” و هو ينذر الشعب التونسي عامة و أهالي ” سيدي بوزيد ” خاصة واصفا الثوار بالخارجين على القانون و المخربين و أصحاب السوابق العدلية ؛ تماما كما فعل أمس ” محمد مرسى العياط ” مع فارق بسيط أنه قال عند إشارته بأصبعه في وجه الشعب المصري عامة و أهالي “بورسعيد و السويس ” خاصة ” بكل حسم .. بكل حسم” ..

– كنت في تونس منذ أكثر من عامين عندما شاهدت ” بن علي ” و نحن و الشعب نكظم الغيظ و نحبس الأنفاس أثناء الخطاب الأول “لبن علي” قبل إنفجار بركان الغضب الذي خرج بعده بفترة وجيزة يوم   “13يناير.. جانفى” ليلة 14″ يناير .. جانفي” ليخطب خطابه الثالث و الأخير منكسرا ذليلا قائلا ” أنا فهمتكم .. نعم أنا فهمتكم” و قد تحول الشعب لديه إلى أصحاب حق و أهالي “سيدي بوزيد” إلى ثوار و ” محمد البوعزيزي ” إلى بطل شعبي و لكن كان ذلك بعد فوات الأوان فالطغاة دائما تعميهم القوة و لا يرون إلا ذواتهم المتضخمة زيفا و كذبا و لا أظن أن هؤلاء المستبدون يفهمون إلا بعد فوات الأوان ..

– نعم أنا أؤمن بنظرية المؤامرة عندما يكون ذلك منطقيا .. فالتفكير الإختزالي التآمري و سوء الظن من حسن الفطن لمن كانت ظهورهم لا تصلح للإمتطاء لا من أصحاب التيجان أو العقال أو اللحى .. ؛ وما يحدث في محافظات القناة الثلاثة ” السويس و بورسعيد و الإسماعيلية ” مدن الصمود ليس بالمصادفة و محاولة كسر شوكة مواطنين لم تكسر شوكتهم الصهيونية أو العدوان الثلاثي لن يكسر شوكتهم من حملوا إليه المشروع القطري في قناة السويس أو بالأحرى المشروع الصهيوني المختبئ في جوف حصان طروادة القطري ؛ و من يظن أن المشروع القطرائيلي يمكنه المرور و الإستيطان هناك واهم .. فدون ذلك الموت الزؤام ..

– و دائما ما يظن الطغاة أن إفراطهم في القهر سيفلح في تركيع الأحرار لأنهم في غيهم يعمهون ؛ الأمن الذي أشاد به ” العياط ” في خطابه هو من أطلق النار و قصف جنازات الشهداء بقنابل الغاز في جريمة يندى لها جبين الإنسانية و أي إنسان حر فما بالك بصفوة أحرار مصر في مدن المواجهة التي كانت تذود العدوان عن مصر بأسرها منذ فجر التاريخ قبل حفر القناة نفسها .. أولئك الذين جرت دمائهم مع مياه قناة السويس التي إستعادتها بسالتهم و قرار الزعيم الخالد ” جمال عبد الناصر ” بتأميمها .. ؛ ” عبد الناصر ” الذي رفع عن ضريحه إشراف الحرس الجمهوري بأمر جماعة الإخوان لتسقط عن عوراتهم و أحقادهم آخر أوراق التوت و لايبقى لهم إلا العار .. ؛ إذا كان بني إسرائيل قد هربوا من مصر على يد فرعون الخروج ” مرنبتاح أو رمسيس الثانى ” ؛ و صدهم عن العودة أحرار محافظات القناة .. فأبدا لن نسمح جميعا بأن يكون ” مرسي ” فرعون الدخول..أوّلا لأنّه ليس فرعونا , وثانيا لن ينتظر المصريون أن يقول ” أنا فهمتكم” فنحن شعب لا يمن علينا أحد أيّا كان ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات