2020 – الفصل الرابع

11:46 مساءً الأربعاء 30 يناير 2013
محمد البرقي

محمد البرقي

كاتب و مدون من مصر .. له العديد من الأعمال المنشورة و الإلكترونية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الإرادة الحرّة
بيقولوا إنها النعمة الاكبر على الانسان
حرية الإختيار تماما
مشكلتها الوحيدة..
انها مش إرادة حرة قوي
ومن السهل إنك تتحكم فيها و توجهها
وده بيخليني انا (أمين)
اتساءل..
هل هي إرادة
وهل هي حرة؟
***
التأثير على إرادتنا كان طريقة (محمود)..
و (محمود) كان مقنع…
لو كلامه ما أقنعكش, فالمقربين منه هيقنعوك, ماكانش بيسيب فرصة ان حاجة تهرب من تحت إيده..القوة مستخدمة و الاقناع الكلامي مستخدم , لو فشل واحد فالتاني موجود.
كلامه معايه كان عن إن في عملية قريبة, كبيرة و إنه هيخليني قائد المجموعة اللي هتطلع عشان تعملها.
رفضت,حملة تانية ماكانتش هدفي في الفترة دي,بعد اللي عمله (محمود) و جماعته في الجثث الـ3 .
كنت بأدوّر على الهروب, حل ..(محمود) مش بيقود الناس دي للنجاة, ماعندوش روح مغامرة أو بحث عن حلول…هو بيعمل اللي يضمنه البقاء أطول فترة ممكنة. لكن في النهاية..هنموت!.
– سمعت إن (محمود) بيحاول يقرّبك.
– (فؤاد)؟.
– قليل لما (محمود) بيعمل كده, شكله مهتم بيك قوي.
– (محمود) عايز يحجّمني و يضمن إني مش هأشوشر الجو في بيت الأمان.
– مش قوي كده يا (أمين), مش ممكن تكون إنت مش شايف الناحية الصح من الموضوع؟.
– الناحية الصح, ولا الأمور بنظرته هو؟.
– (محمود) قاد المجموعة دي بنجاح لفترة 3 سنين, في بيوت أمان تانية اتكشفت و إتعدموا أهلها..ماتنكرش إن طريقته خليتنا بنكلم بعض دلوقتي.
– هو أه خلانا عايشين بس لحد إمتى يا (فؤاد)؟,هيجي وقت لو الـ (ساك) ما موتناش..الموارد هتقل و ساعتها يا إما هنموّت بعض عليها…أو – في احسن الظروف – هنستنى الموت بعد مانخلصها.
– و إيه الحل في نظرك ؟!.
سكتّ, الحقيقة ماكانش في أي حل فعلي مرسوم في دماغي..عندي افكار جريئة بس محتاجة خطط محتاجة مشاركة و محتاجة عدد كبير يقتنع بيها عشان يعملوا اي حاجة هأقترحها عليهم.
كمّل (فؤاد) كلامه:
– بالضبط, مافيش حل…حتى لو كان هيحصل اللي بتقول عليه.مش بإيدنا غير كده.
قتلتني النبرة الانهزامية, المخلوطة بالأمل الكداب..الأمل أفيون في احيان كتيرة, سوس بينخر في العزيمة الأمل من غير حل..و محاولة..مش هيعمل غير ناس ميتة قبل معادها بكتير.
لازم أقاوم الدايرة المغلقة دي..هأفكر في حاجة أكيد..
– قل لي يا (فؤاد) انت كنت عايزني في حاجة؟
رد و في إيده إزازة بلاستيك فيها مياة, بعد ما شرب بؤ و انكمشت ملامح وجهه الثلاثينية تعبيرا عن سخونة المياة.
– انا عارف انك زعلان مني جدا عشان اللي حصل إمبارح,احنا صحاب و ماكانش ينفع اعمل اللي عملته..بس انفعلت و غصب عني..
قاطعته:
– خلاص يا (فؤاد), اللي حصل حصل..انت عملت اللي شفته صح و اللي مؤمن بيه و أنا عملت اللي كان لازم اني اعمله من وجهة نظري.
– ما أنصحكش تعارض (محمود) , انا صحيح من حبايبه بس انت كمان صديقي و عشرة…مش عايزه يحاول يإذيك..مش عارف هأقدر احميك ولا لأ.
– الأعمار بيد الله,مش كده برضه؟.
سكتّ شوية و أنا ببص للسما بتاعة العصرية من شباك جزء من يمينه متكسر ..و بعدها كمّلت:
– لو جات لي الفرصة, هأثبت لـ (محمود) وليكم كلكم كلامي..و ساعتها هنتصرف صح لأول مرة من سنين.
كإن الكلام ما عجبش (فؤاد) لكنه ماحاولش يعترض و ما بيّنش, يمكن حب إنه ما يدخلش في نقاش دلوقتي معايه..
لكن رده كان مسهّم و شارد و هو بيقول:
– ربنا يسهّل.
قام و خرج من الأوضة اللي أنا قاعد فيها و رجعت أنا للورقة اللي كانت قدامي و رسوماتي و خربشاتي فيها.
***
24 – يناير – 2020
(محمود) بيعمل إجتماعات كتير اليومين دول, كذا مرة يحاول يضمني ليها, لكن بأتهرّب منها..
الظاهر إن معاد العملية الجديدة قرّب و كمان هتترسم خطتها…سمعت كلام عن مستودع و ناس….لكني ماكنتش بألحق دايما أتنصت للوقت الكافي عشان أجمّع معلومة مفيدة.
على العموم هأحاول دايما كل اللي أجمعه أكتبه في ورق عندي لحد ما اقدر أكوّن كلام مفهوم.
– لو حابب تدخل, كل اللي عليك إنك تقبل دعوة (محمود)
إتفاجئت لكن عرفت أخبّي الورقة في جيبي من غير ما يشوفها..
كنت واقف جنب الباب أسمع والظاهر إنه خرج من باب تاني يعمل اي حاجة لما لقاني هنا.
لكن فاجئني صوت (جابر) , و (جابر) كتلة عضلات على شكل بني أدم زي أغلب الـ7 المقربين لـ (محمود) , لكنه كمان أشبه بحارس شخصي لـ (محمود) لإنه مرافق دايما ليه على عكس (فؤاد) , و التقسيمة دي مش بتعجبني, لكن مش وقت الاعتراض دلوقتي.
– لا أنا كنت بس..
قاطعني وهو بيحط  إيده على ظهري:
– إتفضل إتفضل ,أظن الجو جوة هيعجبك..
و فتح الباب بإيده التانية و زئني تقريبا لجوة, في الوقت اللي رجلي فيه خدت وضع فرملة ضعيف نسبيا  في محاولة يائسة لمنع نفسي من الدخول في الاجتماع اللعين ده.
ربنا يستر..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات