عبد الوهاب البياتي: بورسعيد … قصيدة مكتوبة بالدم والحديد

07:33 صباحًا الخميس 31 يناير 2013
سماح أبو بكر عزت

سماح أبو بكر عزت

كاتبة بجريدة الوطن المصرية ومجلة العربى الصغير الكويتية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بورسعيد

قصيدة حمراء… قصيدة عصماء ، هكذا وصفها الشاعر العراقى الكبير عبد الوهاب البياتى فى قصيدة عنوانها (بورسعيد) سكنت ابياتها ديوانه ( أشعار فى المنفى)…

 على رخام الدهر ، بورسعيد

قصيدة مكتوبة بالدم والحديد

قصيدة عصماء

قصيدة حمراء

تنزف من حروفها الدمار

تهدر فى رويها المنتصر الجبار

صيحات فجر الثار

تطل من ابياتها بنادق الأنصار

و اعين الصغار

على جبين الشمس ، بورسعيد

مدينة شامخة الأسوار

شامخة كالنار

كالإعصار

فى أوجه اللصوص

لصوص اوروبا من التجار

من مجرمى الحروب

و شاربى الدماء

عبر جدار الموت ، بورسعيد

صامدة كالبحر

لا تنام

يخوض فى ساحاتها السلام

معركة الحياة

تحرسه بنادق الانصار

و أعين الصغار .

مصنع الابطال ، هكذا وصفها الشاعر المبدع نزار قبانى الشاعر الذى تغنت أبياته بأرق الكلمات و أروع صور الحب ، تتفجر اليوم أبياته برائحة البارود و تتلون بلون دماء الابطال فبطولة أبناء بورسعيد فرضت نفسها على أبيات الشعراء  قصيدة عنوانها ( رسالة من بورسعيد )

صاغها على لسان أحد الجنود وقت العدوان الثلاثى عام 1956 ، والمدهش اننا حين نتأمل حروفها نشعر وكانها تصف حال بورسعيد هذه الأيام ..

 هذى الرسالة ، يا أبى ، من بورسعيد

امر جديد ..

لكتيبتى الأولى ببدء المعركة

هبط المظليون خلف خطوطنا ..

أمر جديد..

هبطوا كأرتال الجراد .. كسرب غربان مبيد

النصف بعد الواحدة..

و على أن أنهى الرسالة

أنا ذاهب لمهمتى

لأرد قطاع الطريق .. و سارقى حريتى

لك .. للجميع تحيتى .

الآن أفنينا فلول الهابطين

ايتاه، لو شاهدتهم يتساقطون

كثمار مشمشة عجوز

يتساقطون

يتأرجحون

تحت المظلات الطعينة

مثل مشنوق تدلى فى سكون

و بنادق الشعب العظيم … تصيدهم

لم يبق فلاح على محراثه .. إلا وجاء

لم يبق طفل ، يا أبى ، إلا وجاء

لم تبق سكين .. ولا فأس

و لا حجر على كتف الطريق ..

إلا و جاء

ليرد قطاع الطريق

هذى الرسالة، يا أبى من بورسعيد

من حيث تمتزج البطولة بالجراح و بالحديد

من مصنع الأبطال ، أكتب يا أبى

من بورسعيد ..

حي العرب قديمًا، بورسعيد

حى العرب، من اقدم احياء مدينة بورسعيد و اقلها مساحة سمى بهذا الاسم اذ كان يقيم به المصريون فقط فى تجمعات سكنية فى بداية نشأة مدينة بورسعيد و كان معظمهم من محافظات دمياط و الدقهلية و الإسكندرية و محافظات الوجه القبلى حيث كانوا يعملون فى حفر قناة السويس ، وفى التجارة و صيد الأسماك و الحرف الأخرى .

ويشتهر حى العرب بمبانيه القديمة الخشبية القديمة التى تفوح من جنباتها اريج الماضى البعيد

كما يشتهر ايضا بأسواقه المميزة و حواريه التى برغم ضيق مساحتها الا انها كانت تتسع لتحتضن سكانه   تجمعهم مشاعر الود و تختلط اصوات تكبيراتهم فى المساجد الكثيرة التى كان يشتهر بها هذا الحى العتيق االذى اهداه الشاعر العبقرى صلاح جاهين قصيدة رائعة عنوانها ( و قال يا بلد )

 نعم .. بورسعيد الفكرة والبرهان

فى لمعة عيونه من ميدان لميدان

فى برق انفجار ، فى مصنع انفتح

فى طلقة صاروخ ، أو فى إرتفاع بنيان

حى العرب صامد

علم العرب صاعد

بإيدين عرب خلان

و جمال

و جمال بيتكلم ..

و يصحى ، ويعلم ،

و يسلم الفتيان،

وطن  ،مالوش غالب،

ما يميلش على جانب ،

و يبادى بالإحسان..

و طن بلا صحرا ،

وطن بلا فقرا ،

و حياة بلا أحزان ..

و قال : يا بلد ، خلينى واحد من العدد

قالت له البلد : ما فى سواك ربان

و قال : يا بلد ، عاهدينى ع الصبر والجلد

قالت له البلد : كفك يا بو الشجعان !

وصفها الشاعر الاردنى ، حسين خريس بمدينة الفتح .إنها مدينة النضال و الابطال بورسعيد..

 أمدينة الفتح التى        شقت لنا طرق الخلود

و مضت بنا نحو العلا     بالبذل والعزم الشديد

طابت رحابك معقلاً       للعز و الشرف العتيد

لا زلت مقبرة الطغاة       و كل جبار عنيد

علمتنا شرف الفدا          و كيف بالغالى نجود

                    يا بورسعيد

3 Responses to عبد الوهاب البياتي: بورسعيد … قصيدة مكتوبة بالدم والحديد

  1. mohamad basala رد

    17 فبراير, 2013 at 3:34 ص

    لنْ تَضيعُ دِماءُ بُورسَعيد هَدَرْ…

    …هَكَذا قالَ القَدَرْ…

    …ما ضاعَ حَقٌ وَراءهُ دِماءْ…

    ….مادامَ مَوْجُودٌ رَّبِ السَماءْ…

    إنَ دِمائنا لَيْست …ماءْ…

    …يُسالُ على الأَرضِ بِسَخاءْ…

    أنَ بُورسعيد التّىِ عَلَّمت العالم…

    …مَعْنِى البطُولِةِ والفِداءْ….

    …لَنْ يَغْمضُ لها جَفْنُ …

    …حَتىَ ترُدُ حُقُوقَ الأَبْرياءْ…

    لِ :محمد بصلة

    12\2\2013

  2. mohamad basala رد

    17 فبراير, 2013 at 3:39 ص

    لَسْنَا عصَافيِرٌ … مُحْتَرَقَةْ…

    نَحنُ نُسُورٌ تُسابِقُ الرِيحُ والْرَعْداَ

    نَحْنٌ أشْبالُ أُسُود سِتهُ وخَمسونْ…

    ..الذِينَ حَقَقُوا الوَعداَ

    نَحنُ مَنْ صَدَّ عِدْوانِ الغُزاة..

    وأنْفَذُوا العَهْداَ..

    نَحْنٌ مَنْ دَافعَ عَنْ عَرِينُ مِصْراَ..

    … وما هابوا موتاً ولاَ قَتْلاَ

    يَومَ أنْ كانَ الجَميعُ يَسْتمتِعُ بِحيَاتِهِ..

    ….ويَلْتَذٌَّ بِهَا لَذّْاَ

    لِ : محمد بصلة

  3. خضير من بور سعيد رد

    4 مارس, 2013 at 12:17 م

    رائعه وانت تنتفين المواضيع التي تلهب الروح وسلاستك بلكتابه والاسترسال العفوي البسيط يغري القارىء ويشده اكثر للنهايه اسلوب كتابى رائع قل نظيره احيك اشد على يدك

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات