هل تستيقظ خلايا الإخوان النائمة في الجيش المصري؟

10:20 صباحًا الجمعة 1 فبراير 2013
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حتى لو استيقظت خلايا الإخوان النائمة في الجيش

.. الشعب لها .. ركعتان في عشق مصر لا يصح و ضوءهما إلا بالدم

الرئيس المصري يستقبل وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي

” قال لي صديقي العزيز المهندس أبوالعلا ماضي أن مرشد الإخوان الراحل المرحوم مصطفى مشهور أخبره نصا أن وسيلة الإخوان في الوصول إلى الحكم ستكون عن طريق تنظيم الوحدات وهي خلية الإخوان النائمة داخل الجيش المصري “.

 هكذا تحدث الأستاذ “ثروت الخرباوي ” المحامي والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين الذي انفصل عنها في عام 2002 مع المذيع اللامع “يوسف الحسيني” أمس في برنامجه “هنا العاصمة ” على قناة “أون تي في” ؛ كما أكد ” الخرباوي” أن “النظام الخاص” داخل جماعة الإخوان أي تنظيمها السري المسلح يشرف عليه ” محمود عزت وخيرت الشاطر” ذوي القدرات التنظيمية الهائلة في العمل السري وأنهما هما اللذان يحركان الجماعة بما فيها المرشد العام “محمد بديع” و مكتب الإرشاد ؛ و تحدث عن أن “محمد مرسي” مجرد تنفيذي لا يملك من أمره شيئا وأنّه قد فقد الشرعية تماما منذ أخل بعقده مع الشعب في أول فترة رئاسته عند قراره الذي تراجع عنه بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم قضائي ثم إصداره الإعلان الدستوري الباطل و تعديه على المحكمتين ” الدستورية العليا” و ” مجلس الدولة ” و إن ذلك كاف لفقدانه الشرعية و أن لا يكمل فترة رئاسته بعد أن أخل بتعاقده مع الشعب وحنثه باليمين الدستورية ؛ و أنه لا ينبغي الإنتظار حتى نهاية فترة رئاسته ليعزل من منصبه خاصة و إن الإخلال ببنود عقده مع الشعب كان من طرفه.

وعلى الرغم من هذه التصريحات الخطيرة إلا أن التاريخ الإنساني يؤكد ما أكده ” الخرباوي” أن لا ميليشيات الإخوان و الجماعات الإرهابية المتحالفة معها ولا أي حرس ثوري أو جيش في العالم مهما بلغت قوته يستطيع مواجهة شعب .. ؛ فما بالكم بجماعة الإخوان التي يبلغ تعدادها نصف مليون ضمن شعب بلغ تعداده 93 مليون نسمة حسب آخر تعداد أجري ..

 حديث ” الخرباوي” ربما كان ردا على مخاوف انتابت المجتمع المصري حول مصير المتظاهرين السلميين في مواجهة جماعة دينية فاشية و حلفائها من جماعات الإرهاب خاصة بعد أن وضعت تحت إمرتها مؤسسات الدولة الأمنية التي أصبحت تعاني انقسامات داخلية تماما كما يعاني الشارع المصري الذي يعاني انقسامات حادة منذ اعتلى “محمد مرسي ” سدة الحكم بسبب ما يمكن وصفه بالسذاجة السياسية التي تصل إلى حد البلاهة التي انتابت الكثير من القوى الثورية فأصابت الشعب بعدواها وأوصلت مرشح الإخوان إلى أعلى منصب في البلاد نكاية في “أحمد شفيق” المحسوب على نظام مبارك و تناسى هؤلاء المفرطون في حسن الظن بمرشح الإخوان أن هذا المرشح نفسه كان قيد الإعتقال بسبب قضية غير عادية وهي كما تردد التخابر مع الولايات المتحدة و خرج من محبسه هاربا هو و ثلة ممن وضعهم مرسي معه على قمة الهرم السياسي مع من منحهم العفو الرئاسي من المتورطين حتى في قضايا الإرهاب و القضايا المخلة بالشرف .. فضلا عن العائدين من أفغانستان و الشيشان إلخ ممن صدرت عليهم أحكام إدانة من القضاء ومنهم بالطبع دعاة ديدنهم البذاءة والدعوة للقتل والإرهاب من أمثال “وجدي غنيم” ليكونوا في مقدمة آلته الإعلامية التي ساندته في هدم مؤسسات الدولة و مقوماتها ممثلة في تعديه على المؤسسة القضائية ومحاكمها وضربه عرض الحائط بأحكام القضاء و إصداره إعلانا دستوريا باطلا مما يعني كما أتفق المنصفون حنثه باليمين الدستورية ؛ و قد توج “مرسي العياط” مسلسل تعديه على السلطة القضائية بعزل النائب العام الشرعي من منصبه و هو لا يملك ذلك ليعين نائبا خاصا رفضه جل رجال القضاء و نادي القضاة ؛ وربما كان ذلك التعيين ليضمن ” مرسي” سلامته و سلامة الجماعة و من يتعاون معه من عواقب أية مساءلة من قبل النيابة العامة و هو ما بدأ يظهر جليا واضحا عندما لم يساءل أحد عن قتل و تعذيب المتظاهرين في أحداث الإتحادية ؛ ولا حصار المحكمة الدستورية ثم مجلس الدولة و جرائم وزير الداخلية الجديد الذي آتى به مرسي والمسئول عن قتل 70 متظاهرا حتى كتابة تلك السطور ويتحمل المسئولية السياسية و الجنائية معه رئيس الحكومة “هشام قنديل” و رئيس الدولة نفسه ؛ و قد غضت السلطات عمياء البصيرة الطرف عن إجرام و تهديدات من اشتهروا باسم ” أولاد أبو إسماعيل” عندما حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامي وتعدوا بالقول و الفعل على من فيها .. كما حاصروا “قسم شرطة الدقي” ؛ و بينما كان ذلك النائب الذي آتى به مرسي رغم أنف المؤسسة القضائية يأمر بضبط و إحضار أعضاء ذلك الكيان الغامض المجهول المعروف باسم ” البلاك بلوك” و الذين أفرجت النيابة عن بعضهم أو كلهم أمس كما تردد .. نظريا بالطبع فقد ذكرت مواقع الإنترنت أنهم ما زالوا محتجزون لدى الأمن الوطني … غض ذلك النائب الطرف عن الظهور العلني و التهديدات التي أطلقها من سموا أنفسهم ” بالوايت بلوك ” من أنصار ” أبو إسماعيل” .. وهو ما يزيد نار الغضب اشتعالا و يؤكد الغباء السياسي الذي أصبح النظام يقتسمه مع كثير من الساسة في المعارضة و منهم من هو في جبهة الإنقاذ التي اهتزت مصداقيتها مؤخرا بسبب بطئها في التحرك و استيعاب سرعة حركة الثوار على الأرض ومحاولة إمساك العصا من المنتصف عبر التحدث عن حوار مشروط كان من شروطه مشاركة الداخلية المتورطة فى دماء الشهداء و المؤسسة العسكرية التي يتعامل معها الثوار بحذر و إرتياب .. ؛ و إن بقي القدر الأوفر من الغباء السياسي لدى جماعة الإخوان التي تدير مؤسسة الرئاسة فعليا و التي تتمسك بصلفها و غرورها إلى أبعد الحدود.

و يخطئ الجميع حين يظنون أن مبادرة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لنبذ العنف مهما باركتها القوى السياسية التي حضرت يمكنها أن تؤتي أكلها دون إدانة واضحة و قاطعة لعنف الدولة و ميليشيات الإخوان ؛ مهما و ضعوا من شخوص مستهلكة و عليها ظلال كثيفة من الشبهات و قدر ليس بالقليل من غضب الثوار الحقيقيين .. و لابد أن تتساءل حينما يغيب واحد من أطهر أيقونات شباب الثورة كالدكتور “أحمد حرارة” و تجد في صدارة المشهد شخصا مثل ” وائل غنيم ” بكل الجدل المثار حوله و علاقته بالولايات المتحدة و إدارتها الداعمة لحكم الإخوان الذي يقتل الشعب ؛ خاصة و أن معظم شباب الثورة اعتبروا ” وائل غنيم” يلعب دورا مشبوها في تثبيط أعداء الإخوان ..

 – جدير بالذكر أنه خلال هذا الإجتماع كانت المقاتلات الصهيونية تقصف مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية وهو ما يكشف كثير من الحقائق لكل المراقبين حول ما يسمى بالجيش الحر و أن نظام “الأسد” مهما كانت خطاياه قد يكون كأنظمة بائدة ترحمت عليها شعوبها بعد أن شهدت “ربيع الإسلام السياسي” و تجربتها المريرة في فترة وجيزة من حكم تلك الجماعة الدينية الفاشية لمصر و التي هدد قادتها بموقعة “جمل ” جديدة عند الإتحادية ؛ وهدد أحد قيادتها الدعوية “وجدي غنيم” في فيديو منشور  بقتل المتظاهرين و أهان “مرسي العياط” من حيث لا يدري و هو يقول له ” إنشف .. لازم تنشف بقى” ؛ وحقيقة الأمر أن مرسي يفعل ذلك عندما يساند أهله و عشيرته من الإخوان و عندما يرسل قوت و وقود المصريين سرا وعلانية لغزة .. و عندما يطالب بالقضاء على النظام السوري بينما يرفض التدخل الفرنسي ضد أحبائه من تنظيم القاعدة فى مالي ..

 لن يستر وجوه كل الأنظمة العربية المؤتمرة بأوامر أمريكا أن تدين الهجوم الإسرائيلي على سورية ؛ كما لن ينجو ” مرسي” من المحاكمة على دماء المصريين المراقة إن آجلا أو عاجلا و مهما كانت نتائج جمعة الخلاص اليوم فنظام “مرسي” والإخوان سيرحل طوعا أو كرها و هانحن نرى الجماعة المسماة “بالبلاك بلوك” تهدد الإخوان برد العنف بالعنف بإظهار صور القنابل اليدوية على صفحات التواصل الإجتماعي مما يهدد بحرب أهلية وضع لبنتها الأولى الإرهاب الذي بدأه و أدار عجلته الإخوان بميليشياتهم فإنقلب السحر على الساحر ..

 تقرير المصير سيكون على الأرض يصنعه شباب الثورة و هي الحقيقة التي أستوعبها ” حمدين صباحي” بسرعة فأصدر بيانه ليلة أمس ليحاول النجاة من الفكر المصاب بتصلب الشرايين السياسي بفعل الشيخوخة الإيديولوجية و عوامل أخرى قد يكون ذكرها مؤلم و جارح فالحقيقة دائما هكذا .. ؛ لكن مخاض الثورة المستمر لن يأتي بالوليد الجديد من رحم الغيب إلا عبر تضحيات جسام و مؤلمة  لكن ركعتين في عشق مصر لا يصح وضوءهما إلا بالدم ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات