تتأرجح الأحداث الملتهبة في الشرقين؛ العربي والآسيوي، حيث يقف الإنسان في مواجهة الإنسان: يضطهده، يعذبه، ينفيه، يُهَجِّره، أو يقتله.
ولا تشتعل المواجهات بين المختلفين في العِرْق والدِّين واللغة، ولكنها اليوم تطال المتشابهين في كل شيء من أبناء لسان واحد، ووطن موحد، وديانة واحدة، ومستقبل أوحد.
وراء ذلك يقف ديكتاتور كالإخطبوط، يؤلبُ بالأذرع الشيطانية ـ الظاهر منها والخفي ـ الأطراف جميعًا، مرة بالترهيب وأخرى الترغيب. لو صرف هؤلاء الاستبداديون المال والجهد الموجهين للتدمير على إعمار بلادهم، ورخاء شعوبهم، لما استمر نزاع أو دام صراع.
لكن الصراع وحده هو وقود حياة الديكتاتور، يحرق شعبه ليضيء دربه، فمستقبله في أن تكون هذه الشعوب بلا مستقبل؛ خاصة هؤلاء الطغاة الذين كتب عنهم جان بول سارتر في مقال الناقد محمود قاسم بشبكة (آسيا ن)؛ والذين تحولوا من الثورة، أو ركبوها، ليكونوا استبداديين جددا.
علينا أن نُحيي من يقف في وجه هؤلاء الطغاة. نُحيي بشكل خاص الصحفيين، الذين يتعرضون لهجماتٍ شرسة في حربهم ضد الاستبداد. لقد أصدرت (جمعية الصحفيين الآسيويين) بيانا بشأن الأحداث الأخيرة التي أزَّمت الصحافة ونالت من حرية التعبير في نيبال مما أجبر العديد من الصحفيين على الفرار من مناطق عملهم بسبب انعدام الأمن، بعد أن تدخلت الدولة في عملية التحقيق المتعلقة بقضية مقتل الصحفي ديكندرا تابا؛ الذي دفن حيا من قبل النشطاء الماويين خلال تمردهم، في وقت يتقلد فيه أحد قادة الماويين منصب رئيس الوزراء مما انتهك سيادة القانون في البلاد وحول الأمر إلى مهزلة.
هل يختلف الأمر في نيبال عن تركيا ومصر وغيرهما؟
الحقيقة أن الصحافة الحرة مطاردة، والصحفيين الأحرار مضطهدون، والعزاء هو أن الديكتاتورية ـ مهما طالت ـ بلا مستقبل.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.