أول غيث الاغتيالات … دماء تونسية

اغتيل في وقت مبكر من صباح اليوم القيادي اليساري ” شكري بلعيد” المحامي و رئيس حركة الوطنيين الديموقراطية أحد أبرز الأحزاب اليسارية على الساحة السياسية التونسية إلى جانب ” حزب العمال الشيوعى” ؛ و قد أطلق عليه مجهولون الرصاص في منطقتي الرأس و الرقبة .. و تم نقله إثر ذلك الإعتداء إلى مصحة النصر بالمنار حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه بعد فشل محاولات إنقاذه .. ؛ و قد وجه العديد من قيادات ونشطاء اليسار التونسي أصابع الإتهام إلي الجماعات السلفية و حركة النهضة التي كان قد إتهمها الفقيد في حديث سابق لأحدى الفضائيات أنها تعطي الضوء الأخضر للإغتيالات السياسية ؛ و يدور حديث الشارع السياسي الأن حول أن ما تمارسه تيارات الإسلام السياسي في دول ما يطلق عليه الربيع العربي يتم بمباركة أمريكية و تواطؤ أوروبي لم يدن الممارسات العنيفة بشكل جدي مما يؤكد أنه هناك تغاض متعمد عن تلك الممارسات ضد الإنسانية من تلك القوى الكبرى و هو ما يؤكد وجود أجندة مشتركة بينها وبين تلك التيارات رغم بعض الإعتراضات هنا و هناك و إدعاء معارك وهمية لذر الرماد في العيون

و قد دعا الناشطون الإتحاد العام لعمال لتونس لإعلان الإضراب العام و هدد البعض الأخر باللجوء إلي العنف إنتقاما ممن إتهموهم بالتواطؤ مع القتلة ؛ فضلا عن مشاعر الغضب التي عمت الشارع التونسي و القلق البالغ الذي إنتاب السواد الأعظم من المواطنين ؛ جدير بالذكر أن ” شكري بلعيد ” كان أحد القيادات الهامة في الجبهة الشعبية التي شكلتها قوى اليسار لمواجهة حركة النهضة سياسيا ..
و يحذر المراقبون من بدء مرحلة جديدة من تغول التيارات الإسلامية في دول ما يطلق عليه الربيع العربي بعد أن قامت بسرقة الثورات من صناعها الحقيقيين ؛ و بدء مرحلة الإغتيالات السياسية لإسكات أصوات المعارضين مما يعد مرحلة جديدة من الإنتهاكات ضد الإنسانية التي بدأت بالضرب و السحل و الإعتقالات و قتل المتظاهرين كما حدث في مصر وصولا إلي تصفية القيادات المعارضة و قد أكدوا أن هناك معلومات تفيد أن هذا الأسلوب سيستخدم في مصر و باقي الدول ذات الأوضاع المماثلة بمباركة أمريكية من أجل إحباط الشارع و بث مشاعر اليأس لدى الثوار بعد أن أحرجت تحركاتهم ضد التيارات الإسلامية الحاكمة الإدارة الأمريكية المتحالفة معهم

Tweet