الصين: إمكانيات كبيرة للتعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة

09:57 مساءً الجمعة 8 فبراير 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين 8 فبراير 2013 (شينخوا) تسعى الدول العربية المنتجة للنفط إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة مع الصين وغيرها من الدول النامية خلال السنوات الأخيرة، في ظل تراجع صادرات النفط من دول الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة.

قال ليو دونغ، باحث من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية , إن استيراد الطاقة هو خيار لا مفر منه للحكومة الصينية لفترة طويلة من الزمن لحل مشاكل إمدادات الطاقة وفجوة الطلب، فيجب على الصين اغتنام فرص التعاون مع الدول العربية المنتجة للنفط.

على الرغم من أن إنتاج البترول للصين يحتل المرتبة الثامنة في العالم، لكن استهلاك الصين للنفط الخام شهد نموا سريعا، حيث بلغ استهلاك الصين للنفط الخام 430 مليون طن في عام 2010، وهو ما يمثل 10.6 بالمائة من إجمالي الاستهلاك العالمي.

وفي السنة نفسها، استوردت الصين 271 مليون طن من النفط الخام بزيادة 6.8 بالمائة على أساس سنوي، وقد تجاوز الاعتماد على الاستيراد 55 بالمائة. الجدير بالذكر أن الدول العربية لم تزد صادرات النفط إلى الصين فحسب، بل أضافت استثمارات ضخمة في مجال تكرير النفط الخام وإنتاج المواد الكيميائية.

في يناير 2012، توصلت الشركة الوطنية الصينية للصناعة البتروكيماوية (سينوبك) والشركة السعودية المحدودة للبترول إلى اتفاقية بشأن بناء مصفاة كبيرة في السعودية بصورة مشتركة، مع بلوغ الإنتاج اليومي 400 ألف برميل من النفط الثقيل. والأهم من ذلك، يمكن لهذه المصفاة ان تنقل النفط الخام من خلال خط أنابيب البترول عبر الأراضي السعودية لضمان سلامة نقل الطاقة.

وقال تقرير صادر من بنك قطر الوطني إنه إذا بقي سعر النفط عند مبلغ 108 دولارات أمريكية لكل برميل، من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج الست في عام 2012 إلى 1.5 تريليون دولار أمريكي، بما فيه 1.2 تريليون دولار أمريكي من عائدات النفط، ما يمثل 86 بالمائة من إجمالي الإيرادات لدول الخليج.

قال محللون إنه يمكن للجانبين تحسين آليات الحوار في مجال الطاقة وتعميق التعاون في مجالات النفط والغاز وتوسيع التعاون في مجال الطاقة المتجددة.

تم إنشاء المجلس الأعلى لمؤتمر التعاون الصيني – العربي للطاقة في مارس 2012 وفقا لـ ((مذكرة التفاهم حول آلية التعاون الصيني – العربي للطاقة)) التي تم توقيعها في عام 2010 من أجل تطبيق منتجات التعاون للمؤتمر.

الجدير بالذكر أن الدورة الثالثة لمؤتمر التعاون الصيني – العربي للطاقة أقيمت في مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة شمال غربي الصين في سبتمبر 2012، وتهدف إلى تعميق التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة للاستفادة وتبادل الخبرات بشأن الاستغلال الأمثل لموارد النفط وإمكانيات التعاون في مجالات الطاقة النووية, وذلك لتحقيق المنفعة المتبادلة وتعزيز التنمية المشتركة بين الجانبين العربي والصيني.

قال وو يين, نائب رئيس مصلحة الدولة الصينية للطاقة, على هامش المنتدى, إنه يتعين على الجانبين دراسة الوضع الراهن وآفاق التجارة والاستثمار في مجال الطاقة بين الصين والدول العربية وتحديد المهام والأولويات للتعاون في مجال الطاقة من أجل تعزيز التعاون الثنائي في المعلومات والبيانات والتكنولوجيات ذات الصلة وتعزيز التفاهم المتبادل وتوسيع التوافق بينهما.

قال وو يين ” يجب على الشركات الصينية والعربية تعزيز التعاون في مجالات التنقيب والتعدين والنقل والتكرير للنفط والغاز الطبيعي وعلى الإدارات الحكومية للجانبين تعزيز التنسيق وتوفير كل الظروف اللازمة لتسهيل ودعم مشروعات التعاون.”

من جهة أخرى، شهد التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية تطورات كبيرة، حيث تولي المؤسسات الصينية اهتماما بالغا برفاهية السكان المحليين في الدول العربية أثناء تنمية مشروعات الطاقة المتجددة والطاقة النووية ووضعت صورة اجتماعية ممتازة في أنظار العرب. ومن المتوقع أن يصبح التعاون في مجال الطاقة المتجددة بين الصين والدول العربية انطلاقة جديدة في المستقبل.

وقال وو إن الدول العربية تتمتع بالطاقة الشمسية والريحية والحرارية الأرضية الغنية. وتملك الصين التكنولوجيا الناضجة والتجارب الغنية واللوائح الشاملة في توليد الكهرباء بالطاقة الريحية والشمسية والاستخدام السلمي للطاقة النووية. ويجب على الجانبين أن يعززا التبادل في الطاقة الجديدة لدفع التعاون في هذا المجال.

أعربت جميلة مطر, مديرة إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية على هامش المنتدى, عن رغبة جامعة الدول العربية في تعزيز التعاون مع الصين لزيادة الاستثمارات في مجالات الطاقة المختلفة وتنفيذ المزيد من مشاريع التعاون لخدمة وإسعاد شعبي الجانبين.

الجدير بالذكر أن الدورة الرابعة لمؤتمر التعاون الصيني – العربي ستقام في الدول العربية في عام 2014.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات