بورتريه للممثل الكوري نو مين وو من مسلسل (My Girl Friend is a a gumiho )

يمكن أن نتحدث كثيرًا عن التأثير الكبير للدراما الكورية المعاصرة في المتلقي العربي، تلك الدراما  التي بات يتابعها جمهور نوعي، بينهم معجبون ومعجبات شغفوا بالشخصيات التي تعيش في الشرق الأقصى ولكنها تنقل قصصا واقعية، ممزوجة بسحر خاص.

 تحديد كم الجمهور قد يفتقر إلى إحصاء دقيق، ولكن أصداء ذلك الإعجاب بدأ يظهر في صفحات إلكترونية مكرسة لهذا الفن، كما تقدم رضوى أشرف في (آسيا إن) ألوانا من عروض لهذه المسلسلات التي باتت تعرض على الشاشات بترجمة عربية، فضلا عن الترجمة الإنجليزية التي صاحبت بدايات عرضها مثلما قدمت إيناس العباسي في (آسيا إن) كتابها (حكايات شهرزاد الكورية)، مما يعكس اهتمام الشباب العربي المبدع بكوريا الجنوبية وثقافتها.

خطوات رسم الممثلة الكورية Moon Geun Young

اليوم أحدثكم عن شغف آخر، للتشكيلية الموهوبة ورسامة الكاريكاتير البارعة المصرية بسمة إبراهيم، التي تقدم على صفحتها في شبكة التواصل الإجتماعي (فيسبوك) نماذج مختارة من رسومها، والتي يبرز فيها بشكل أساسي حبها لفن (الآنيمي ـ الرسوم المتحركة في الشرق الآسيوي وتحديدا اليابان لأنها في كوريا تسمى مانهوا) الذي تعشقه، ولنجوم ونجمات الدراما الكورية التي تتابعها.

الممثل الكوري باي يونج جوون Bae Yong Joon بطل مسلسل (صوناتا الشتاء)

 الممثلة الكورية بارك شين هاي، والممثل باي يونج جوون بطل مسلسل (صوناتا الشتاء)؛ الذي تعده مسلسلها الأفضل، هما نموذجان من هذه القائمة التي ترسمها بسمة لنجوم الدراما الكورية.

غلاف صممته بسمة إبراهيم لكتاب عن معارك الفضائيات الكلامية

تخرجت بسمة إبراهيم قبل نحو ثلاثة أعوام في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، القاهرة، وهي تستخدم مهارتها في الرسم الرقمي، والتصميم لتخلق عالمًا لا يقف عند الوجوه وحسب، وإنما يتجسد في رسوم الأغلفة وابتكار شخصيات خيالية. تستخدم برامج مثل Photoshop ، Corel painter  وتستغرق نحو 6 ساعات على لوح الرسم الرقمي (أو ثمانية حين تكمل التلوين يدويا)، لتقدم عملا متقنا، وقد تنشره في خطواتٍ لكي تشرح تطور الرسم مما يجعل من متابعة عملاها درسا في الفن كذلك، تستجيب فيه لبعض من طلب منها بالفعل دروسا في الرسم (حتى يستطيع أن يرسم مثلها).

بورتريه الرئيس المصري محمد مرسي الذي أثار الكثير من التعليقات

لا أغبط بسمة إبراهم على فنها المميز فقط، ولكنني أحب أيضا صبرها على بعض متابعي صفحتها، فمنهم من لا يعرف أساسيات رسم الكاريكاتير الذي يعتمد ـ أساسا ـ على المبالغة:

بسمة : للي ميعرفش فن بورتريه الكاريكاتير : النوع ده من الرسم بيتطلب المبالغة في الشكل واظهار تعبيرات واضحة نعرف منها الشخصيية و المبالغة دي موجودة في كل الكاريكاتير اللي برسمة يعني مش بس في مرسي عشان الناس اللي اتضايقت يعني … و مادمت بعبر عن انفعالي بالرسم يعني لا بكسر ولا بحرق يبقي ياريت نتقبل الرأي الاخر

شخص ما ينتقد الرسم: أ نا لم اقصد ان انقد رسمك لا والله انما هو جميل جدا ويدل على براعة صاحبه وخفة يده ومهارته واتقانه ولكن الصورة التي رسمت في الدكتور مرسي حفظه الله لكم ولنا في نظري ربما فيها اهانة له فطريقة رسمك له لا تناسب مقامه …مع العلم اني من الاردن فليس لي مصلحة في الدفاع عن رئيسكم.

هكذا نرى ردة فنية في متابعي صفحة فنية يجهلون ماهية الفن، ولا يعرفون قواعده ولا يتقبلون رأيا عبرت عنه الفنانة بريشتها. ومثال آخر ـ أكثر تطرفا ـ يرى في الرسم حرامًا وغير شرعي، ولكن يبقى أن هناك أيضا من يمتدحها، ويتمنى لها أن تنال يومًا جائزة الأوسكار عن شخصية ابتكرتها.

بسمة نموذج عصري للفنان اليوم، منفتح على عالم الآخر، يقدم نفسه بوضوح، يتقن عمله، ونحن نحتاج إلى الكثيرين والكثيرات من بسمة في عالم جهم، مظلم، يريد أن يدخلنا جميعا إلى كهفه وجحيمه.

Tweet