كوريا الجنوبية: حسناء مبتسمة تعمل بصمت

10:18 صباحًا الجمعة 15 فبراير 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كان السفر طويلا، وقصيرا..

لم أزر كوريا الجنوبية من قبل، لكنها زارتني عشرات المرات..عرفتها، سياسيا، عبر المواجهة مع جارتها الشمالية، في حرب باردة، التخلف مقابل العلم، وهم الإيديولوجيا مقابل نور المعرفة.. وعرفتها تكنولوجيا فوق القدرة على الوصف، تسللت إلى منازلنا وصولا إلى غرف نومنا حيث لا يكاد يخلو منزل من إشارة إلى مصنوعاتها، الثلاجة، التلفاز، الهاتف، وفي شوارعنا تسير سياراتها، هم يعملون ليل نهار ليصنعون، ونحن نفكر ليل نهار كيف نشتري أحدث صناعاتها، هم ينتجون من أجل استهلاكنا.
رغبت أن ازورها لرؤية جناح عمان في المعرض العالمي لكن وزارة السياحة لم تقتنع بي صحفيا، يمكنه الكتابة في صحيفة محلية، أو عبر صحيفة دولية أراسلها نشر الخبر فيها مهم للتعريف بما تريد السلطنة قوله عبر هذا المعرض..

مع الأصدقاء الذين أعلنوا آسيا إن العربية بجانب أهل كوريا وصديقنا التركي متين فندقجي

لكن التعويض جاء عبر بوابة بعيدة، صديق يعمل في الكويت رشحني لزيارة كوريا الجنوبية.. الشاعر والصحفي أشرف أبو اليزيد الذي عمل في مجلة نزوى سنوات ويتولى حاليا منصب مدير تحرير مجلة العربي الكويتية الشهيرة وضع اسمي ضمن الصحفيين الذين سيعملون على إنشاء نسخة عربية من موقع وكالة آسيا إن الإخباري، لينضم إلى ثلاثة أقسام سابقة، هي الصينية والإنجليزية والكورية.. رأيتها سانحة لا تعوض، الاشتغال الصحفي عبر وكالة أنباء لها بعدها العالمي، وترجمة بعضا من كتاباتي إلى تلك اللغات، وإيجاد نافذة واسعة للتعريف بالسلطنة وأهم الأخبار والفعاليات المهمة.

عشرات الساعات من السفر ذهابا وإيابا من أجل ثلاث ليال كانت عامرة بالنشاط والحركة والتنقل، اجتماعات متواصلة، حتى أنهم ودعونا في مطار إنشون باجتماع على العشاء مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة التي ستستضيفها المدينة عام 2014.
استقبلنا البرد، لكن دفء الكوريين كاف لتنسى متاعب السفر والبرد، احترامهم للآخر، رقيهم في التعامل..
كنا مجموعة من الصحفيين العرب، بيننا تركي ترجم العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة التركية، اسمه (متين)..
عرفونا على أسمائهم، تذكرت حينها أسماء المنتخب الكوري، وجوه تبدو متشابهة كالأسماء تماما.
أخذتنا القلوب الكورية بدفء تعاملها ورقيها فور وصولنا، ولكن تحملنا متاعب عدم تعبهم من العمل، يقولون أنهم يتلذذون بالعمل، لذلك لا يصيبهم الإرهاق، يواصلون ساعات الليل بالنهار ولم نسمع إلا صوت الجدول المعد لزيارتنا، ما ننتهي من مقابلة أو زيارة إلا يأتينا التذكير بالتالي وما تبقى، وبعد العشاء يسردون علينا جدول اليوم التالي.

ثلاثة أيام لم أحفظ اسما من أسماء مستضيفينا، رئيسة تحرير الوكالة ومديرة التحرير ومديرها العام والمصور وغيرهم من المشرفين، عرفت اسم (كيم) لأكثر من شخص، ثم جي هي، ولكنني أدركتها إذ كان علينا التوجه لقاعة المطار مغادرين تلك البلاد الجميلة.

الرقص.. بالفن

في مكتبها الأنيق استقبلتنا، جيهين كيم، مديرة مركز الفنون، يقع مكتبها في بناية ضخمة يملكها زوجها، وهي ابنة وزير، أناقتها لافتة في بساطتها وذوقها رفيع، أطلقت اسم الفراشة على مركزها الفني ورسالته إشاعة الفن بين الناس، تقول أنها لا تريد أن تكون بلادها جسرا ثقافيا وحضاريا بل إنسانيا، وبررت عدم فهمها للثقافة الإسلامية بكسلها، تتخذ من شعار الرقص من أجل السلام مسارا لها في حياتها، خاصة العملية، فهي ترى أنه بالفن الجميع يرقص.

تقول أنه مثلما الجميع فنانون فإن الجميع شعراء، وبمقدار الحرية يكون الإبداع أفضل، ومهمتنا تحرير الآخرين بالإبداع الحر ليصبحوا مبدعين وأحرارا.
يركز مركز الفنون على جيل الشباب، هؤلاء الذين يريدون العيش بسلام، وهم الأغلبية في المجتمعات، ولا يمكن إهمالهم إذا أردنا النجاح، على كل كوب وضعت صورة لوحة فنية، وعلى المدخل عدد كبير من الأكواب صفّت لتكون لوحة كبيرة متشكلة من لوحات صغيرة أنّقتها الأكواب وزادتها سحرا.

محمد الرحبي وكو أون مع ديوانه (ألف حياة وحياة) الذي ترجمه إلى العربية: أشرف أبو اليزيد

مع.. كون أون

كان موعدنا مع الشاعر الكوري كون أون إحدى العلامات الهامة في زيارتنا لهذا البلد، اصطحب الصديق أشرف أبو اليزيد كتاب كون أون الذي ترجمه إلى العربية وصدر عن مجلة دبي الثقافية تحت عنوان ألف حياة أو حياة.
للشاعر كو أون نحو 153 إصدارا، وترجمت إلى لغات عالمية عديدة، ونال عشرات الجوائز في كوريا وحول العالم، ورشح أكثر من مرة لجائزة نوبل، كتب ملحمة من سبعة أجزاء عن قصة الاستقلال الكوري عن اليابان، ذاق مرارة السجن والاغتراب، وتكهّن فترة من الزمن.
يقول في قصيدة له:
في الحافلة المحلية
كانت هناك حفنة من الركاب الصامتين
ومثل شمعة ذاب نصفها
كانت امرأة شابة
منهكة تمسك بطفلها القلق.
ويقول في مقطع من قصيدة أخرى:
ذات يوم ربيعي ممطر
نظرت إلى الخارج مرة أو مرتين،
أتساءل إن كان أحد سوف يأتي.

حيّانا بحرارة عجيبة على ابن الثمانين، يحتضننا واحدا بعد آخر بقوة أربكتني شخصيا، وقّع نسخة من كتابه (المترجم إلى العربية) باسمي، وعندما حان موعد التصوير معه، كان يخترع حركة مع كل واحد منّا لتظهر سعادته الكبيرة بنا، أخذ الشال الذي أتقي به البرد ووضعه على عنقه معي، يقول أنه لتأكيد التواصل بيننا.

في الطريق المغادرة لمكان حضوره البهي كنت أقرأ له كيف أن قصائد الشعراء تأتي بها الأحلام.. يقول: ” إن عددا من قصائدي دون شك كانت الأحلام أجنّتها. في الليلة الماضية وحسب نهضت قصيدة في أحلامي هي من بنات أفكاري بالقدر الذي قد تكون قصيدة سواي، هذا الشخص المجهول ربما يكون كذلك هو أنا في حيوات سابقة، وربما يكون شخصا سأصبحه في عالم مستقبل“.

سامسونج.. تتجلى

بين الشعر والتكنولوجيا تتمازج الحياة الكورية المعاصرة، عين على الروح، المعابد والشعراء، وهناك شعراء دخلوا المعابد ليصبحوا كهنة، وعينا على المستقبل، تصنع الغد قبل أن يأتي بعشر سنوات، حين زرنا معرض شركة سامسونج أحسست بفارق السنوات الهائلة بين أمة تعمل وأخرى تتمنى، يزور معرض شركة سامسونج ثلاثة آلاف زائر يوميا، يأخذون جرعات من الأمل في أنهم ماضون نحو الغد، أما أنا فأخذت جرعات من الإحباط كوننا أمة متجمدة تحت صقيع تتكاثر عليه العواصف الثلجية ليزداد سمكا.

بين أشعة تكاد تصنع الحلم، وصولا إلى ما يشبه الأحلام، الغسالة الذكية التي يتم التحكم بها عبر الحاسوب موفرة الطاقة والجهد والماء، والنافذة الذكية التي تجعلك تعيش فصول العام كما تشاء وتحدد ماذا تريد أن ترى من مناظر..
يعيشون ثقافة المستقبل، إحساسهم الطاغي ببناء كوريا مختلفة.. أن من يتوقف منهم عن العمل لن يجد له مكانا، يمشون مسرعين، بأجسام رشيقة لم تترهل من الكسل والنوم، ألغوا من مفكرتهم مفردة إجازة، الحياة خلقت للعمل، من يتوانى يخرج من دائرة الفعل الإنساني.

في معبد مانهي

تردد اسم معبد كثيرا على ألسن المستضيفين، قال صاحب الخبرة بهم أنه معبد بعيد من الممكن أن نقضي ليلتنا فيه، ترددت كثيرا، المبيت في معبد بوذي ضمن نوّم كثيرين، لكنهم رضخوا لفكرتنا، ووعدونا بالنوم في فندق.
سرنا الساعات إلى مدينة تقع على المحيط الهادئ (الباسفيك) قطعنا الجبال والأودية، لم يكن الشارع يرتفع ملتفا على الجبال، بل جميعها أنفاق اخترقت ما واجه امتداد الشارع من جبال، وصلنا المدينة ليلا، وأخذنا موقعنا في غرفنا، غرفة مستقلة لكل واحد منّا، خبر جيّد، قبل أن نأخذ مقاعدنا على طاولة العشاء، حضور كوري تشكيلته الأجمال فتيات مهذبات حدّ الخجل، يطلبن باستمرار التصوير معنا، مع أن رغبتنا في التصوير معهن أكبر، تبادلنا النكات الساخرة على أنفسنا من هذا الوضع، وآمنا أن الرجل الشرقي يحمل في قلبه نواياه، فكيف به إذا ذهب للشرق أكثر فأكثر.
في الصباح أخذنا دربنا نحو المعبد، جبال آخرى، حتى إذا اقتربنا من أحد الأودية، وقد كان الماء فيه يجري اقتربنا من المعبد، لنجد التفاصيل حوله أكثر، سمّي المكان باسم مانهي، راهب شهير كان داعية للسلام وشارع حصل على جائزة نوبل للأدب وخصصت باسمه ثلاث جوائز على علاقة بجهوده من بينها جائزة في الأدب فازت بها مؤخرا الشاعرة الكويتية سعاد الصباح.
يقع معبد مانهي على جبل سرات، وهو متحف ومدرسة ومكتبة، ومأوى لمن يقصدون المكان، أما المعبد الأصلي فهو بعيد عن هذه البقعة، كان الجو باردا، وفي كل ركن نبحث عن دفء، وبعد جولتنا الاستكشافية لقاعات المكان قيل لنا أن موعدنا مع أحد الرهبان في الدير قد حان..
وزعوا علينا ما يكفي لنجلس عليه في الأرضية الخشبية، وأمامنا كرسي خشبي طويل، حتى إذا دخل علينا الراهب انحنى مرافقونا الكوريون كثيرا، رجل قصير في الثمانينيات من عمره، ملابس بسيطة بدت كأنه ناهض من النوم للتو، عينان مستديرتان كأن بهما ضعف في النظر، ينظر للأعلى أكثر مما ينظر إلينا، يقول أن الكل يموت وهو سائر إلى هذا الطريق، وقد رأى كثيرا وسمع أكثر، لا يفكر، كما يقول، إلا بالموت، ولا حاجة له إلى المزيد من المعرفة، الطفل يضحك لأنه لا يعرف، وعندما يبدأ يعرف تقلّ ضحكاته.
يقول: أنا مرهق، وأجد لذة في تأمل هذا الجبل من أمامي، بدوران الفصول وانعكاس الشمس والحياة إليه، يتحدث عن الإسلام فيقول أنه يحترم الإسلام كثيرا، مباديء بوذا موجودة في الإسلام، احترام الطبيعة واحترام الآخر.
أخرج من جيبه (ربطة) أوراق نقدية، وبدأ بتوزيعها علينا، مائة ألف (مائة دولار تقريبا) لكل واحد منا، وكنا أكثر من عشرة أشخاص، أعطاه صديقنا المغربي بضعة دراهم من عملة بلاده فزاده مائة ألف أخرى، تحسست محفظتي وبها ثلاث مائة بيسة فقلت أقايض بها، لكن الفكرة الساخرة ذهبت سريعا، واستمعنا إلى بقية كلامه.. يقول أنه منعزل عن العالم ولا يحتاج للمال، هو يحقق لنا سعادة بما أعطاه لنا، ونحن سنسعد آخرين عندما نعطيهم هذا المال، سيدور من يد إلى أخرى بسعادة ما.

الشاعر الراهب الحكيم

تحدث عن المال، وعن سعادة الآخرين في بناء الآرض، سعيد بنا ويرى انه عاش طويلا لتكتب له سعادة أكثر بلقاء أناس مثلنا، أشار نحوي وقال من أين أنت، قلت له من عمان، قال: اقترب، صافحني بحرارة مرة أخرى.
وفيما كنا نخرج لمحنا جرسا ضخما، طلب مني أحد الزملاء أن أصوره بجانبه، اقترحت عليه أن يقرع الجرس لتكون الصورة أكثر واقعية، وما أن هوى بالمطرقة على الجرس حتى انفجر صوت ضخم منه، وتسارع إليه مرافقونا الكوريون ينهونه عمّا فعل، فيما كنت أهرب بانفجاري ضاحكا في زاوية ما، منتظرا هذا الزميل ليعبر المقلب، ويأتي نحوي لاستكشف منه وقع ما حدث عليه.
في طريق العودة إلى سيول كان المنطقة الحدودية مع الجارة الشمالية عامرة بالسيارات العسكرية، تبدو أكثر من المدنية..

الألماني.. مسؤولا عن السياحة

في هيئة السياحة الكورية التقينا بمسؤولها الأول، رجل ألماني، طويل القامة، ملامح أوروبية تبتعد مسافات عن ملامح أصحاب الأرض، وأحسبه أنه بدأ في الأخذ من سحنات وجوههم، لكن لا حيلة له في الطول، يشير إلى التنوع في كوريا، بلد مفتوح ومنفتح على أديان وقوميات وجغرافيا، وبلد مفتوح أمام التغيير والتجديد، وهو

لي سانج كي يقف خلفي في مكتب جمعية الصحفيين الآسيويين بمدينة سيول

ساع لتقديم وجه جديد، يقول أنه لا يشعر أنه يعمل في كوريا، بل يعمل من أجلها كأنها بلاده ألمانيا، يقول: عندما أقول ان كوريا جميلة فإن الناس تقدر أكثر مما لو أنني كوري أمتدح بلادي، مثلما أي شخص من الطبيعي أن يقول عن بلاده أنها جميلة.,
يعتبر كوريا الجنوبية ثرية بناسها وثقافتها، لكنها بلد غني وسياحتها تحتاج إلى أثرياء، الأهم ماذا يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع اسم بلد ما، وهذا دورنا، وامتدح السفارة العمانية في سيئول ودورها الفاعل في الترويج للسلطنة، يقول أن مبنى السفارة جميل وبه صور رائعة عن عمان
يشير إلى أن السياحة حسب الديانة، المسيحيون يذهبون إلى البقاع التي تعني لهم دينيا، وهكذا بقية أصحاب الديانات الآخرى، وسيئول مركز تجاري وثقافي كبير، مدينة حديثة وعلاقتها كبيرة مع المسلمين والبوذيين إذ تجمعها محبة الطبيعة واحترام الآخر، تذكرت حينها مقولة الراهب في معبد مانهي، يرى أن الزوار المسلمين ليس لديهم مشكلة مع الطعام الحلال، إذ يتوفر في كوريا كثيرا، متوقعا أن تكون آسيا سوق السياحة العالمية قريبا لوجود ثروة بشرية هائلة تقودها الصين والهند واندونيسيا.
يشير أيضا إلى ملامح القرية المتشابهة في كل دول العالم، يرى أن القرية في كوريا لا زالت على طبيعتها القديمة والتقليدية، طبيعة رائعة مع تقاليد عريقة في الحياة، فلاحون على بساطة عيشهم.
يقول أن التسوق متوفر كثيرا في كوريا، وفيها مركز تجاري كبير للأزياء حيث يعمل مئات الشباب ليل نهار في صناعة الموديلات التي تظهر في باريس أو لندن لتكون خلال ساعات في الأسواق كوريا.
قلت له أن التجربة الكورية مهمة، أن يكون أجنبيا مسئولا عن السياحة في أي بلد، هو يعرف ماذا يريد السائح، وهو يرى ما في البلد مما يريده السائح أكثر من ابنها الذي لا يشعر بالمختلف فيها، مما يستهوي الزائر أكثر.. أن ترى المكان بعين الغريب، وتفكر بما يبحث عنه الغريب، أعجبته مداخلتي، وغادرنا سريعا لأن جدوله عامر بالعمل.
لكن للمدينة وجهها الخطر أيضا، حدثني عنه من غامر بالسير ليلا في الشوارع الخلفية، حيث حياة الليل خطرة، والمشي مجازفة غير مأمونة.
إنما من يسير في نهارات المدينة سيتعلم الكثير.. قد يكتوي بالغلاء الفاحش، لكنه حتما سيدرك أن بناء الأوطان لا يأتي بالتمني، بل بلغة واحدة محوريها: علم وعمل، ومن أرادهما سيكف حتما عن الثرثرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات