عيد الحب….والإزدواجية العالمية

07:42 مساءً الأربعاء 13 فبراير 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يحتفل العالم يوم الرابع عشر من شهر فبراير / شباط من كل عام Valentine’s Day   بعيد الحب  أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتين.

وترجع قصة تسمية عيد الحب بيوم القديس فالنتين إلى أن أحد ملوك روما القديمة وهو الإمبراطور كلايدس الثاني قد شارك في عدة حروب ولاحظ أن العزاب في جيشه أكثر إستبسالا من المتزوجين حيث أن المتزوج يطمح أن يعود سالما إلى زوجته و أولاده بينما لا تشغل هذه الفكرة بال العزاب فأصدر قرارا بمنع الزواج في دولته حتى إنتهاء الحروب التي يخوضها ضد أعدائه و طالب القساوسة أن يتوقفوا عن تزويج الشباب فإمتثل القساوسة لذلك إلا قسيسا واحدا اسمه فالنتين حيث كان يزوج المحبين سرا وعندما عرف الملك بذلك أمر بقتله في 14 فبراير / شباط فإعتبره الناس رمزا لمن يفدي بنفسه لأجل الحب واتخذوا يوم قتله عيدا للمحبين وأسموه عيد الفالنتين .

ورغم أن الحب بمعناه الكبير هو حب الحياة والوطن والوالدين والأبناء إلا أن يوم القديس فالنتين هو يوم الحب بين العشاق والمحبين حيث ترتفع حرارة الحب فيتحول كل شئ إلى الأحمر..الكلمات والورود والقلوب الحمراء ويرتبط هذا اليوم أشد الإرتباط بتبادل رسائل الحب بين العشاق فتشير الإحصائيات التي قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في جميع أنحاء العالم كل عام يبلغ مليار بطاقة تقريبا .

ولكن تشير الإحصائيات أيضا في الولايات المتحدة نفسها إلى أن الكثير من بطاقات عيد الحب فيها أصبحت مجرد بطاقات معايدة وليست تصريحا بالحب و بالتالي بدأ تحويل هذه المناسبة إلى نشاط تجاري يستفيد منه أصحاب المحلات التي تبيع هذه الكروت والهدايا.

وفي مصر سجلت حركة بيع الزهور في 14 فبراير / شباط عام  2006 ماقيمته 6 ملايين جنيه مصري أي ما يعادل نسبة 10% من إجمالي بيع الزهور السنوي  في مصر .

ورغم إحتفال العالم كله  بعيد الحب إلا أن الإزدواجية الواضحة ما بين الحب والكراهية..والسلام والحرب بين البشر تجعل من يوم عيد الحب مجرد يوم من أيام السنة الميلادية حيث نتابع كل يوم الصراعات الدولية والنزاعات الحدودية بين الدول والخلافات الطائفية والحروب الأهلية والمفروض أن من ينادي بالحب ينادي به دائما وليس يوما خلال العام..بل انه في يوم عيد الحب نفسه حدثت أمور بعيدة كل البعد عن الحب فعلى سبيل المثال تم إغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق بتفجير سيارته في بيروت يوم 14 فبراير / شباط عام 2005 كذلك بدأت الحرب الباسيفيكية عندما احتلت القوات التشيلية بوليفيا يوم عيد الحب وغير ذلك من الأحداث البعيدة تماما عن الحب .

ولكن بعيدا عن كل الهموم والصراعات والخلافات والنزاعات يظل الحب شعورا لا يعرف سنا ولا زمانا ولا مكانا يدخل القلب بدون إستئذان ولا يميز بين الدين والعرق ولا الغني والفقير فالله محبة .

أتمنى أن يستمتع الجميع بعيد الحب .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات