مصر: كل يوم شهيد جديد، كل يوم خالد سعيد

11:10 صباحًا الخميس 14 فبراير 2013
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قتل الشاب خالد سعيد إثر تعذيبه في قسم الشرطة، وبسبب هذه الجريمة خرجت جموع ثورة 25 يناير في مصر

لم تعد تهم الأسماء التي تروح ضحية التعذيب، فتأتي تقارير التكذيب، ليصبح من تم خنقه مجرد ضحية لحادث سيارة، وليتحول من تم سحله، إلى ضحية قلة مندسة.

لم تعد تهم الأسماء التي تُقتل دون ذنب، فهي ربما تسير في طريقها اليومي ـ كما حدث في بورسعيد ـ لتجد الرصاص العشوائي، أو تتظاهر سلميا كما حدث أمام قصر الاتحادية، فتخطف إلى المسلخ، لتذبح قرابين للرئيس الحانث بكل الأيمان.

 لم تعد تهم الأسماء التي تودع الحياة دفاعا عن المباديء، أو المباني، أو يتم إسكاتها عن ترديد الشعارات أو إعدامها عند تأمين السيارات.

لم تعد تهم الأسماء، ولا الأماكن: على الحدود، في الشمال، بالجنوب، بالقطار وبالسيارات وعند المترو، وفي البحر وبالنهر، وحتى في غرف النوم.

لم تعد تهم الأسماء فكل الضحايا كامنون في خانة واحدة، هي المساحة الضيقة التي تقف عليها الأصوات المعارضة للنظام الاستبدادي: بين ناشط سياسي، ومذيع مناهض، ومعارض مستقل، وإعلامي نزيه، حتى الصبي بائع البطاطا الذي نالته رصاصات الطرف الثالث، كانت جريمته أنه حمل يومًا الطوب في المظاهرات.

لم تعد تهم الأسماء التي ستقتلنا، فكلهم سينالون البراءة، حتى ولو جاء مليون متابع على الشاشة للجريمة، وتم تسجيل ألف أسطوانة، وتحدث مائة شاهد عيان.

وهي شرارات ستشعل نار الثورة من جديد. لأن العنف سيظل ينمو، وفي مقابله عنف مضاد، مثل سحابة دخان، تغطي مصر، حتى تعمى العيون، طالما هناك من يحرص على دعم مليشياته التي تدربت في الخفاء لقتل الآمنين وترويع الذين يتابعون على الشاشات أخبارا لم يكونوا ظانين بأنها قد تأتي يومًا من مصر.

كنا نلوم الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تحكم مقدرات كثيرة في العالم لتحارب ما تراه (الإرهاب)، حتى جاءنا الإخوان المسلمون، وميليشياتهم السرية، ومناصروهم من وزارة الداخلية ليحاربوا ما يرونه (الإرهاب).

لا يختلف دور الإخوان في مصر عن دور أمريكا في العالم، ودور دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ودور حماس في غزة، ودور النظام السوري في بلاد السوريين، ودور الديكتاتور الإيراني في مجابهة معارضيه: وجوه عابسة متشيطنة لا تريد أن تسمع صوتا آخر، وتسعى للقضاء على من يعاديها: تطبيقا لشعار أعلنه جورج بوش يومًا “من ليس معنا فهو ضدنا”.

لم تعد تهم الأسماء التي تختفي ضحية الموت الغادر والقتل المنظم، ففي كل يوم شهيد، وفي كل يوم خالد سعيد، ويومًا قريبًا ستولد الثورة من جديد.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات