أوباما قتل (بن لادن) بالباكستان وساعد أنصاره في مصر

12:09 مساءً السبت 16 فبراير 2013
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أوباما ـ رجل حصل على جائزة نوبل للسلام ـ أمر بقتل بن لادن المحتضر، ثم ساند الذين قتلوا أنور السادات للوصول لحكم مصر

كانت اللحظات الأخيرة لأسامة بن لادن تحمل رائحة الموت، فقد عاش زعيم تنظيم القاعدة المغدور أيام النهاية وهو يحتضر. كل التقارير التي تسربت عبر تجسس الاستخبارات الأمريكية ـ على من كان رجلها في أفغانستان يومًا ـ تقول إن أيامًا قليلة تفصل بن لادن عن عالم الآخرة.

فقد كشفت الاستخبارات الباكستانية، أن الطبيب شكيل أفريدي، المحكوم عليه بالسجن 33 عاما لتجسسه لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية كان على تواصل دوري مع عدد من الجواسيس حتى قبل سنوات من العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة ، أسامة بن لادن.

وجاء في التقرير المقدم من الاستخبارات الباكستانية أن أفريدي التقى مع رئيس منظمة أنقذوا الأطفال في باكستان عام 2008، وهو ذات الشخص الذي قام بتقديمه (أفريدي) إلى فتاة تدعى كيت، تم وصفها بأنها طويلة وشقراء وعيون زرقاء، حيث يشتبه بأن تكون نقطة التواصل الأولى بين الاستخبارات الأمريكية والطبيب.
وألقى التقرير الضوء على أن أفريدي التقى بعدد من نقاط التواصل مثل سارة وتوني وسوو ولأكثر من 20 مرة على مدى عامين قبل القيام بعملية التطعيم الوهمية في القرى الباكستانية للوصول إلى أسامة بن لادن.
وبين التقرير أن علاقة الطبيب الباكستاني بالعملية التي أدت إلى قتل أسامة بن لادن، بدأت في يناير/ كانون الثاني 2011، بعد أن طلبت منه “سوو” أن يبدأ بحملة للتطعيم ضد مرض التهاب الكبد من الفئة ب، في عدد من القرى، وخصوصا في قرية ابوتاباد، التي كان يسكنها بن لادن وعائلته.

وقضت محكمة باكستانية بالسجن 33 عامًا للطبيب الباكستاني المتهم بكشف مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وإبلاغ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بمكانه.

وحكمت محكمة قبلية في منطقة خيبر التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال غرب باكستان بالسجن لمدة 33 عامًا على “شكيل أفريدي” وهو طبيب جراح باكستاني الجنسية، اتهم بتنظيم حملة تلقيح وهمية تهدف إلى لأخذ عينات من الحمض النووي، في آبوت آباد المدينة التي كان يختبئ فيها أسامة بن لادن مع ثلاث من نسائه الأربع وعدد من أبنائه.

وأكد مساعد الممثل الحكومي في قطاع خيبر محمد ناصر خان أنه تم الحكم على الطبيب بالسجن 33 عامًا مع الأشغال الشاقة ودفع غرامة تقدر بـ320 ألف روبية (3500 دولار تقريبًا)، بعد الحكم عليه بالتجسس لحساب جهاز استخبارات أجنبي.

وقد صدر الحكم وفقًا للمواد 121 و123 و124 من قانون العقوبات الباكستاني والمادة 11 من أحكام الجرائم الخاصة بمناطق القبائل الباكستانية، التي ينتمي إليها الطبيب، ويعمل بها كموظف حكومي في قطاع خيبر القبلي شمالي غرب باكستان.

وكان مشرِّعون أمريكيون قد قدموا مشروع قرار لمنح الجنسية لأفريدي وعائلته وطالبوا السلطات الأمريكية بالضغط على باكستان لإطلاق سراحه والسماح له بالتوجه للولايات المتحدة ومكافأته بأرفع وسام مدني أمريكي بدلاً من معاقبته نظير دوره في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شهر مايو من العام الماضي.

جدير بالذكر أن عملية اغتيال ابن لادن قامت بها وحدة من القوات الخاصة الأمريكية العام الماضي، إلا أن الولايات المتحدة لم تنشر أي صور لزعيم تنظيم القاعدة بعد مقتله، فيما اعترف البنتاجون قبل فترة لوكالة أسوشيتد برس أنه لا يوجد أي دليل لديهم على اغتيال زعيم تنظيم القاعدة

الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي نال جائزة نوبل للسلام في أول عهده، أدرك أن موت بن لادن على فراش المرض سيجعله أيقونة ورمزًا، خاصة حين يؤخذ جثمانه إلى مقبرة معلومة يتخذها أنصاره مزارًا كما يفعلون مع الأولياء. لذلك قرر أوباما استخدام ورقة القضاء على غريم رؤساء الولايات المتحدة كي تضاف دماؤه إلى ميزان حسناته لدى الناخب الأمريكي!

كانت بطولة أمريكية أن يقتل الرجل الذي حارب أمريكا دفاعًا عن الإسلام، فكيف تحولت أمريكا أوباما ليناصر ويساعد ويدعم محبي بن لادن الذين يرفعون صوره ويقبلون وجهه في مظاهرات الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر؟

لقد فعلت الولايات المتحدة الشيء ونقيضه لكي تحقق مصالحها، حيث لا مبدأ يتسق مع الشيء ونقيضه سوى خطاب البراجماتية الأمريكية، في دعم النقيضين وتسليح الطرفين، والإدعاء بأنها تدعم مفاوضات السلام وهي ترسل جيوشها ترابط أو تحارب في كل أنحاء العالم.

بدأت مظاهرات السلفيين المصريين مبكرا فور مقتل بن لادن خلال فورة الربيع العربي عام 2011، حيث نظموا مظاهرة ومسيرة حاشدة من مسجد النور بالعباسية بالقاهرة إلى السفارة الأمريكية قرب ميدان التحرير، للتنديد باغتيال زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن (شيخ المجاهدين كما ورد في الشعارات التي رفعوها).

 ووصف المتظاهرون في هتافاتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقاتل، وحمّلوه مسؤولية مقتل بن لادن، مرددين الكثير من الهتافات المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل، وظلوا يهتفون وهم يسيرون فى طريقهم إلى السفارة الأمريكية ويقولون “الله أكبر .. الله أكبر .. القصاص القصاص”.

 وصلى مئات بميدان التحرير “صلاة الغائب” على روح زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي تم اغتياله بمقر إقامته داخل مجمع سكني، على بعد 50 كيلومترا من العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقد أدى الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم وجموع المصلين صلاة الغائب على روح أسامة بن لادن.

أميركان أيدول: ديكتاتور وقاتل بدعم أمريكي

وبالأمس عادت صور بن لادن، ملصقات تحمل وجه الرجل الذي ادعت أمريكا أنه عدوها رقم واحد، يحملها أعضاء التنظيمات الإسلامية التي تدعمها ولا تزال الإدارة الأمريكية، لأنها تؤدي دورها بنجاح في تفتيت المجتمع المصري، ووصمه بالكفر، والقضاء على روحه المدنية، مثلما تشجع الحكم الديكتاتوري للرئيس مرسي، الذي جاء خلفا لديكتاتور آخر ـ هو حسني مبارك ـ ساندته الولايات المتحدة ثلاثين عامًا، قبل أن تتخذ من أعدائه حلفاء جددا.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات