فلول مؤسسة السينما السورية يخسرون المعركة مجددا في دار الأوبرا المصرية

03:23 مساءً الأربعاء 20 فبراير 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مشهد من فيلم (العاشق) الذي منع من العرض

منذ أن قامت الثورة السورية الباسلة وقف الشعب المصري متضامنا معها ومؤيدا لها إذ شكلت حلقة محورية في ثورات الربيع ولكن النظام السوري البعثي والجيش النظامي الموالي له أمعن في الإبادة والتنكيل بأبناء شعبه بلا رحمة , ومازالت الثورة مستمرة ضد نظام الأسد الابن .. ولما كانت مشاركة الثوار السوريين في الميدان محالة على شعبنا المصري الذي طالما قدم العون والمؤازرة لأبناء الشعب السوري , فقد رأت المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية  تماما كما رأى الشارع المصري أن مقاطعة نظام الأسد البعثي ومؤسساته قد تكون وسيلة فعالة في دعم الثوار السوريين ونصرتهم …

السيدة ماريان خوري المدير الفني لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

وكان استبعاد الفيلم السوري (العاشق ) للمخرج (عبد اللطيف عبد الحميد ) من انتاج 2011 من المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 35, من قبل السيدة ماريان خوري المدير الفني لإدارة المهرجان   كون الفيلم من إنتاج مؤسسة السينما التابعة لوزارة الثقافة السورية والتي طالما مارست سياسة الإستبعاد والتهميش لكل من يخالف النظام فكرا وتوجها ,إضافة إلى أن مخرج الفيلم معروف بموالاته للنظام لدرجة جعلته يوقع على ماعرف (ببيان سينمائي الداخل ) الذي يخون مطالب السينمائيين السوريين بوقف القتل والتنكيل ضد أبناء شعبه ورفض سحب اسمه من البيان مقابل اشتراك الفيلم في المسابقة الرسمية !!

المثير للدهشة حقا هو تكرار المحاولة مجددا من وزارة الثقافة المصرية ,إذ أعلن الناقد السينمائي رفيق الصبان – سوري الجنسية ومقيم في مصر-  عن عرض الفيلم بمركز الهناجر في دار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات نادي السينما الذي يقوم بالإشراف عليه ووضع لافتة (الفيلم الممنوع من العرض ) على أفيش الفيلم في محاولة بدائية لجذب المشاهدين متجاهلا الرفض الشعبي لكل المواليين للنظام السوري ولكن الرياح لم تأتي بما يشتهي الصبان فقد تم رفع الفيلم فبيل العرض بساعات وتم استبداله بفيلم (البؤساء) من بطولة راسل كرو , جيو هاكمان .

المخرج عبد اللطيف عبد الحميد

مخرج الفيلم أبدى استياءه مستنكرار منع عرض الفيلم مؤكدا أن الحكم على الفيلم ينبغي أن يكون فنيا وفكريا بعيدا عن جهة الإنتاج !!

متناسيا أن الفيلم المذكور قد لاقى رفضا شعبيا واسعا في الأوساط السينمائية والفنية في سوريا وفي المنطقة العربية وأثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الإجتماعي وإنشاء صفحة على الفيسبوك تحمل اسم ( لا لعرض الفيلم السوري العاشق) , وانكر المخرج موالاته للنظام بل أكد أنه من منتقديه بصور غير مباشرة .

أما رفيق الصبان فقد كانت صدمته لا تقل عن حرجه من تغيير خطته وبدأ في تكييل الإتهامات بأن المعارضة السورية المقيمة في مصر قد هددت بمهاجمة دار الأوبرا حال عرض الفيلم !! هكذا وبمنتهى التواطؤ أحال الأمر إلى صراع إرادات وأنه إذا لم يتم عرض الفيلم فإن سيادة الدولة المصرية ووزارة ثقافتها ستهتز وتسقط في حال رضوخها للجاليات المقيمة وأهوائها , متجاهلا حالة الإحتقان التي يمر بها الشارع المصري ومن الرفض العارم لكل الموالين لنظام الأسد الإبن , تماما كما أسقط من حساباته كل من عارضوا ثورة يناير 2011 من مؤيدي نظام مبارك الذين كانوا يراهنون على فشل الثورة وعودة النظام إلى قواعده والأسماء كثيرة ولامجال لحصرها وقد سقطوا بالفعل بعد سقوط النظام …

إذن الأمر لا علاقة له بالتهديدات والجاليات , كل مافي الأمر هي مسألة إنتماءات غير معلنة ومساومات ورغبة في تحقيق الإيرادات لنادي السينما بالهناجر ليثبت الصبان كفاءته في الإدارة ولعل عبارة (الفيلم الممنوع من العرض ) على أفيش الفيلم تدلنا ولو جزئيا على إعلاء قيمة البيزنس والربح والاتجار على شتى الأصعدة دون خجل, وفي تعليقه على إصراره على عرض الفيلم كما لو كان الفيلم الوحيد الذي يصلح للعرض في هذه المرحلة , أكد الصبان على أن الفيلم رائع فكريا وفنيا , ويعد من الأفلام المعارضة للنظام بشاعرية ونعومة !! كما لو كان النظام سيسمح بإنتاج أفلام معارضة له تمولها مؤسسة السينما التابعة له .

الناقد طارق الشناوي

وقد رأى الناقد الفني (طارق الشناوي) أن عرض فيلم (العاشق ) في وقت يرتكب فيه النظام السوري مذابح يومية بحق شعبه هو بمثابة دعم ومساندة لهذا النظام الذي أنتج الفيلم للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد كونه أحد الموالين له من أبنائه .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات