علاقات الشعبين المدنية تحل مشكلات كوريا واليابان

06:23 مساءً الخميس 28 فبراير 2013
ألباجو سيناسي Alpago Sinasi

ألباجو سيناسي Alpago Sinasi

كاتب وصحفي تركي، مراسل وكالة أنباء جهان التركية، في كوريا الجنوبية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مشروع بحثي مشترك بين آسيا إن (The AsiaN) ومؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا (Northeast Asian History Foundation )

المحرر: يتعرض الأمن في شرق آسيا لبحر هائج أججته الأزمة النووية لكوريا الشمالية  التي تبرز وسط النزاعات الإقليمية القائمة والصراعات عميقة الجذور بين الدول في المنطقة. تبحث كل من كوريا الجنوبية والصين واليابان والبلدان المعنية بشكل مباشر عن نظام جديد وسط عملية انتقال السلطة. وبحثا عن حلول عقلانية للصراعات التاريخية في شرق آسيا، فإن آسيا (The AsiaN) ومؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا (Northeast Asian History Foundation ) تقدما بشكل مشترك سلسلة من الأعمدة التحليلية لخبراء حول القضايا الراهنة في شرق آسيا. وسيقدم المساهمون رؤاهم المتعمقة وحلولا استراتيجية بأربع لغات هي الانكليزية والكورية والصينية والعربية

أن يتجاهل الشخص منا الغرور و أن يتصرف بتواضع يختلف عن إحترام النفس، أعتقد أن الروح الإنسانية تفعل الإثنتين، ولكن تطبيق هذا الفعل ليس سهلاً كما القول. تحقيق التوازن بين الظاهرتين هي مشكلة تتعامل معها البشرية منذ بداية الخليقة.

أنا متأكد أن أي ياباني يشعر بتأنيب الضمير تجاه مشكلة نساء المتعة*؛ حتى و إن كان يدعم الحزب الليبرالي الديمقراطي. وبالمثل، و رغم إختلاف الأفكار، فإن الكوريين العقلانيين سيرغبون بإقامة علاقات متقاربة مع اليابان، إحدى أقرب ثلاث دول إلى كوريا. لو تعاملنا مع المشكلة بهذا المنظور، لا تبدو المشكلة معقدة جداً. إنها ليست مشكلة كبيرة، و لكن حلها صعب. وهي ليست مشكلة بين كوريا و اليابان فقط، بل هي مشكلة تخص البشرية باكملها. هي مشكلة التوازن الذي لم يتحق في تاريخ البشرية.

الحل الرئيسي للعلاقات الكورية-اليابانية هو جعل اليابان يفهمون التاريخ الذي كسر قلوب الكوريين بدون جرح كبرياء اليابانيين. ولكن أشك في إمكانية جعل السياسيين يتولون حل هذه المشكلة، أحياناً، جعل السياسيين يتدخلون في الأمور الدبلوماسية قد لا يكون الحل الأمثل.

أعتقد أنه من الأفضل ان نجعل المنظمات الأهلية، لا السياسيين، هي المسئولة عن حل المشاكل بين كوريا و اليابان. لو قررت هذه المنظمات حل هذه المشاكل بين الدولتين، قد يتم حل الصراع  عودة الدولتين إلى حالة الصلح.

بروس كامنجس، خبير في شبه الجزيرة الكورية و أستاذ بجامعة شيكاجو، كتب في كتابه “جذور الحرب الكورية” أن أكثر من 250 ألف ياباني تم إرسالهم إلى كوريا ليعملوا موظفين حكوميين خلال فترة الإحتلال الياباني. بالطبع هنالك العديد من اليابانيين الذين أتوا إلى كوريا بمحض إرادتهم لأسباب مثل الإستثمار والتجارة. وفي المقابل، تم ترحيل ما يقرب من مليون كوري إلى اليابان، ومنشوريا، و غيرهما. خلال هذه الفترة القصيرة، تقاطع مصير كلا من الكوريين واليابانيين.

يعلم كل  من الكوريين و اليابانيين أنهم يملكون ذكريات سعيدة و حزينة، و الجيل الحالي قد لا يتفهم ظروف ذلك الوقت و المشاعر التي اختبروها. ولكن في الوقت الحالي، يوجد عديد من الكوريين يدرسون في اليابان، و العكس صحيح. والطلبة اليابانيون و الكوريون الذين يدرسون معا في اوروبا، الشرق الأوسط، الصين، و الولايات المتحدة الأمريكية يمتازون بالقرب من بعضهم البعض.

المثير للإهتمام كذلك أن في عديد من الدول نجد ان أقرب صديق للسفير الكوري هو السفير الياباني، و يحدث المثل كذلك في عالم الأعمال و التجارة. عندما كنت في تركيا، كان يقال أن رجال الأعمال الكوريين و اليابانيين هم الزوار الوحيدون لبارات الكاريوكي.

وكذلك رغم كل الخلافات و المشاكل الدبلوماسية، هنالك العديد من حالات الزواج بين كوريين و يابانيين. فهم يتمكنون من إقامة أسرة سعيدة  ويحظون بأطفال سعداء من ذوي العرق المختلط. هؤلاء الأطفال هم من سيحلون مشكلة التوازن هذه في المستقبل.

بالطبع أنا لا أصر  على أن يتزوج الكوريون و اليابانيون لكي يحلوا مشاكل دولتهم، و لكن أود ان أوضح أن برغم وجود مشاكل معقدة بين كوريا و اليابان، فإن علاقتهم تمتاز كذلك بعدد من المميزات لا تحظى بها الدول الأخرى في علاقاتها مع بعضها البعض.

لو عملت المنظمات المدنية الكورية و اليابانية مع بعضها البعض ليساعدوا اليابانيين على تفهم أسى و حزن الكوريين، في النهاية سيعتذر اليابانييون. لو تمكن سكان الدولتين من تفهم بعضهم، هذا سيتيح الدور للسياسيي للتدخل بالإجراءات الدبلوماسية المطلوبة. وقتها سيتم إعلان نية الصلح و عودة العلاقات الطيبة بين الأمتين.

في أوروبا، هنالك منظمة تدعى الإتحاد الأوروبي و المشاكل التي يواجهونها ليست مشاكل عرقية و لكنها مشاكل إقتصادية، مقارنة بالصراع بين الدول الأوروبية في الماضي، فإن الصراع بين كوريا، واليابان، و الصين يعد غير خطير.

ورغم كل المشاكل و المصاعب التي تمر بها الدول الأوروبية فقد حلوا مشاكلهم عن طريق التوحد و التكامل. أعتقد أن الصراع بين كوريا و اليابان يمكن حله من دون تدخل منظمات كبرى مثل الإتحاد الأوروبي، يمكن حله بجهود الكوريين و اليابانيين فقط.

 نساء المتعة* مصطلح يطلق على من انتهكت حريتهن الجنسية من الكوريات من قبل جنود الاحتلال الياباني

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات