تعبت البشرية من الحروب التي أثكلت الأمهات ويتمت الأبناء وأشقت الحياة. أتون يستمد ناره من أجسادنا، وكأن آلة التدمير لا تعرف الكلل. تعاني الأمم اليوم من مشكلات تفرضها كوارث بشرية وطبيعية، فتشرد الملايين، بين مهاجر ومنفي ومفقود، وكأن قدرًا محتومًا يفتك ببني الإنسان.

لكن ذلك كله لا يعني أن نفقد الأمل! فلا يظل ديكتاتور حتى نهاية التاريخ، ولا يدوم طوفان للأبد، ولا تستمر حرب حين نطفئها. وعلينا أن نعمل معا على تحقيق الحلم. البداية قد تكون خجلة، متواضعة، لكن المثابرة تجعلها معجزة.

آسيا تمثل ثلثي العالم، جاءت منها الأديان السماوية والأرضية، جارتنا في اليسر والعسر، وحين تمد يدها فذلك يعني صفحة جديدة، بل لأسميه طريق حرير جديد، عبر الإعلام الذي يتداول الآراء والخبرات من أجل مستقبل خيِّرٍ مشترك.

اليوم الحادي عشر من نوفمبر (تشرين ثان)2012 نعلن انطلاقة النسخة العربية من آسيا إن، لتنضم إلى شقيقتيها اللتين ولدتا قبل عام في 11 نوفمبر 2011، باللغتين الكورية والإنجليزية، قبل أن تنضم شقيقتهما الثالثة؛ الصينية قبيل ستة اشهر، وكما يقول مؤسسها لي سانج كي، ربما يأتي يوم تتحدث آسيا إن بلغتها الخاصة، في كل أنحاء القارة.

حين ذهب وفدنا العربي، الذي تقرأون انطباعاته عن تلك الرحلة في صفحات تاليات، من أجل الإعداد لتدشين تلك الانطلاقة، لم يكن تشغلنا بعد المسافة بين كوريا ومصر، لم يكن جُل همنا فارق التوقيت بين الشرق الأقصى، والمغرب العربي، لم يكن يعنينا عدم وجود تأشيرة لمواطني عُمان، ووجوبها لمواطني عَمَّان، لم يكن هناك تفرقة بين أعضاء فريق من النساء والرجال، مع اختلاف العمر، وتلك رسالتنا بأننا المتعددون، لنا اهتمام واحد: بناء جسر من الثقة والتفاهم، فأهلا بكم في آسيا إن وهي تتكلم بالعربية.

Tweet