الأقحوانة والسيف: احذروا من سلالة (سيكانرون)

10:23 صباحًا الخميس 7 مارس 2013
Kang Seong-hyun كانج سيونج - هيون

Kang Seong-hyun كانج سيونج - هيون

البروفيسور كانج سيونج – هيون في جامعة Weinan للمعلمين، الصين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مشروع بحثي مشترك بين آسيا إن (The AsiaN)

ومؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا (Northeast Asian History Foundation )

المحرر: يتعرض الأمن في شرق آسيا لبحر هائج أججته الأزمة النووية لكوريا الشمالية  التي تبرز وسط النزاعات الإقليمية القائمة والصراعات عميقة الجذور بين الدول في المنطقة. تبحث كل من كوريا الجنوبية والصين واليابان والبلدان المعنية بشكل مباشر عن نظام جديد وسط عملية انتقال السلطة. وبحثا عن حلول عقلانية للصراعات التاريخية في شرق آسيا، فإن آسيا (The AsiaN) ومؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا (Northeast Asian History Foundation ) تقدما بشكل مشترك سلسلة من الأعمدة التحليلية لخبراء حول القضايا الراهنة في شرق آسيا. وسيقدم المساهمون رؤاهم المتعمقة وحلولا استراتيجية بأربعة لغات هي الانكليزية والكورية والصينية والعربية

إذا كنت لا أستطيع معرفة الفرق بين شخصيتي في الصباح و في المساء، فما مدى صعوبة فهم الشخصية اليابانية؟

هنالك مثل يقول بأن جارًا قريبا أفضل من عائلة بعيدة. أنا لا أعتقد ان هذا المثل مناسب لوصف العلاقات اليابانية الكورية. فعلى الرغم من تقارب تأثير البلدين و تشابه سكانهما، إلا أن الدولتين مثل الماء و الزيت، لا يختلطان معاً. كلا الدولتين تنظر إحداهما إلى الأخرى نظرة إحتقار .

في 17 فبراير الفائت، في مدينة كوريا باليابان، خرجت عدد من المظاهرات المناهضة للكوريين. وفي 22 فبراير، تم إقامة حدث بمناسبة الذكرى الإحتفالية بيوم “تاكيشاما”، وقد تم فصل عدد من كبار المسؤولين بالحكومة في رتبة نائب وزير، لإحياء الحدث.

وقد قام بعض النشطاء اليمينيين المتطرفين بتقطيع علم كوريا و المشي فوقه و هم يصرخون، “تخلصوا من الكوريين في اليابان”. كما قام أحد النشطاء، واسمه سوزوكي نوبوياكا، بالتعليق قائلاً، “تاكيشاما هي أرضنا، إطردوا كل الكوريين المقيمين فيها”. سلالة سيكانرون (Seikanron  يقصد بها “إحتلال كوريا”) مثلما دعا إليها سايجو تاكاموري (1827 – 1877)، ويبدو أنهم بدأوا بالمبالغة في أنحاء اليابان، و علينا أن نراقب بحرص هذه الظاهرة.

“اليابانيون يميلون إلى التصرف بضعف أمام الأقوياء و كراهية الضعفاء”.

هذه الجملة المعروفة إستخدمها دوجلاس ماك أرثر (1880 – 1964) وهي معروفة جداً. وأعتقد أنها جملة صريحة تصف الشخصية اليابانية. كلمات مثل “Honne” وهي تعني ظهور الحقيقة، و “Datemae” تعني من أجل العرض فقط، هما مثلان يظهران إزدواجية الشعب الياباني. روث بنديكيت (1887 – 1948)، مؤلف الأقحوانة و السيف، إكتشف الشخصية اليابانية وميلها إلى الإزدواجية في أفعالهم بعد دراستهم وتحليل تصرفاتهم.

  •  اليابانيون مهذبون بطريقة مميزة، ولكنهم في بعض الأحيان يكونون مغرورين و متعالين.
  • القوات اليابانية منظمة مثل الرجال الآليين، و لكن العساكر قد يعلنون عدم ولائهم.
  • اليابانيون يحبون زرع الٌأقحوان (يرمز للسلام)، ولكنهم يقدسون السيف (يرمز للحرب).

التاريخ الياباني يحتوي على فترة إنهيار بعد التباهي بقوتهم و تحقيق طموحاتهم. خلال فترة الحكم العسكري لليابان والتي تبلغ 700 عام، أصبح أمراً طبيعياً أن يهتموا بالسيف ويضعونه في المرتبة الأولى. وعندما أرادو توسيع نفوذهم، قرروا الإستيلاء على الدول المجاورة، وجرائم اليابان تركت جرحاً عميقاً في كوريا، من الصعب إصلاحه.

تاريخ اليابان هو مثال واضح على التشويه والتلفيق. فقد إختلقوا قصة أن الإمبراطورة جنجو إحتلت كوجوريو، بايكجي، وشيلا في فترة حملها. وتستمر قصة سلالة سيكانرون، مع تويوتومي هيديوشي و هجومه على الحكم الكوري.

في كتابه، مثقفو اليابان و كوريا، يصف هان سانج إيل كيف كان يري بعض أتباع سيكانرون مثل، ياماجاتا أريتومي (1838 – 1922) و فوكوزاوا يوكيشي (1835 – 1901) فترة حكم كوريا:

ياماجاتا أريتومي هو من بدأ سياسة التوسع في أنحاء القارة خلال فترة ميجي، ونشر نظرية أن التوسع في صالح الإقتصاد والأمن اليابانين. وقال إنه إذا كان على دولة ما أن تحافظ على إستقلالها، فحماية حدودها لا تكفي، فعليهم الدفاع عن منطقة أمانهم و إستفادتهم. رأيه كان بوجوب مهاجمة كوريا وهو ما أصبح المكون الأساسي لمعتقد سيكانرون.

فوكوزاوا يوكيشي الذي تظهر صورته على عملة الـ10 ألاف ين، يعد بطلاً قومياً في اليابان. كان في البداية طموحاً جداً لإحتلال كوريا حتى تعقل و أصبح يرى أنه من واجب “اليابان المتحضرة” أن تحمي “كوريا غير المتحضرة”. ورغم أنه يعد قديسا في اليابان، لكنه بالنسبة للكوريين هو الشرير الكامن وراء فكرة غزو كوريا.

المثقفين في أواخر فترة حكم شوسون الكورية وقعوا في فخ “إستقلالية كوريا الذي نصبه فوكوزاوا وتم إستعمار كوريا لمدة 35 عاماً. ويعجب المرء من سذاجة الحزب المستنير في 1884، فقد أصبح العديد منهم تابعين لفوكوزاوا، مثل لي دونج إن، بارك يونج هيو، كيم أوك جيون، وسيو جوانج بوم.

وقد ظهر العديد ممن طالبوا بإقامة صلح مع اليابان وتخطيط العيش معاً من أجل السلام في شمال شرق آسيا. وسعى آن جونج جيون إلى إقامة السلام بين كوريا، الصين و اليابان في مقاله الذي لم ينته وقد كتبه في السجن “عن السلام في شرق آسيا”.

“لنجعل مقر مؤتمر السلام الشرقي في لوشون، ونقيم بنكاً مشتركاً ونستخدم عملة موحدة. ونستطيع إقامة جيش مشترك من شباب الثلاث دول، و نتعلم لغات بعضنا البعض، ونقيم علاقات قوية و أخوية بيننا”.

وقبل وفاته بعدة أشهر جراء سرطان الكبد في 1925، قام سان وين بإلقاء خطاب شهير في كوبا عن “الآسيوية العظمى”.

“على الشعب الياباني أن يختار بحرص بين تنفيذ إرادة الغرب أو أن يكونوا درع الشرق”

هنالك بعض اليابانيين ممن يتبعون ضميرهم تفهموا الحقوق الكورية. ياناجي مونيوشي (1889 – 1961)، متحدث بالنيابة عن العرق الكوري، إنتقد أفعال اليابان الخاطئة وطالب بإستقلال كوريا. هو يعد مثالاً لليابانيين المثقفين ممن يتبعون ضميرهم، ممن أكدوا على ضرورة الحفاظ على العلاقة الطيبة مع كوريا بإعتبارها دولة صديقة.

عالم الرياضيات و ناقد في مجال الحضارة، كيم يونج وون (1927 – حتى الأن) طرح فكرة “تعايش الثقافات” وسعى لتحقيق التجانس بين الدول الثلاثة: كوريا، الصين، و اليابان.

“الثلاث دول كوريا، الصين، و اليابان يتشاركون أفكار وقيم كونفوشيوسية. هدفي أن أن تتوسع هذه القيم و الأفكار في مختلف أنحاء العالم”. فقد كان هدفه التعليم وتبادل الثقافات، مما قد يقود إلى الرخاء المشترك، وقد قام بعرض فكرة إقامة “جامعة آسيا”.

ولكن هل من الممكن التعايش بسلام مع اليابان، بينما اليابان مستعدة للتقدم بحكومة عسكرية كلما سنحت الفرصة؟ يشعر المرء بالشك كلما رأى الإزدواجية في قادة اليابان وهم ينفذون إحتفالية ذكرى يوم تاكاشيما. اليابان لا ترى نفسها كمعتد بل كضحية حرب. تصر اليابان على أن تاريخها الملئ بعمليات الهجوم و السطو هو نتيجة رؤية نقدية للذات لتاريخ اليابانيين، ولكن على الجانب الآخر، يقومون بتحريف تاريخهم بحرية.

ولكن مهما صرخ “الضعفاء”، “دعونا نتخل عن الصراع و العنف و نحاول العيش بسلام و إنسجام”, هذه الصرخات لا تمثل شيئا في آذان من بيدهم القرار الذين يختارون السير إلى الأمام معتمدين على قوة السيف لا الحوار. قبل مناقشة الإنسجام و المشاركة، علينا أن نسعى لزيادة قوتنا مثلما فعلت الصين لمنع اليابان من التصرف بطريقة طائشة.

بايك أم بارك إينسوك (1859 – 1925) قدم حلاً مثالياُ.

“أن جانج جيون كان غالباً ما يحدثنا نحن المواطنين بحماس عن أهمية الإتحاد. كيف ينسى جيراننا ذلك؟ أن جانج جيون يحمل بيديه سكيناً و يحمينا يميناً و شمالاً”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات