في ذكرى الجنرال الذهبي .. كل أيامنا (رياض)

09:05 صباحًا السبت 9 مارس 2013
سماح أبو بكر عزت

سماح أبو بكر عزت

كاتبة بجريدة الوطن المصرية ومجلة العربى الصغير الكويتية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

تمثال الشهيد عبد المنعم رياض في الميدان الذي يحمل اسمه بالقاهرة

لو يعرفون أن يموتوا … مثلما فعلت

لو مدمنو الكلام فى بلادنا

قد بذلوا نصف الذى بذلت

لو أنهم من خلف طاولاتهم

قد خرجوا … كما خرجت أنت …

و إحترقوا فى لهب المجد، كما إحترقت

يا أشرف القتلى ،على أجفاننا أزهرت

الخطوة الأولى إلى تحريرنا

أنت بها بدأت…

يا أيها الغارق فى دمائه

 جميعهم قد كذبوا … و أنت قد صدقت..

 جميعهم قد هزموا

 ووحدك انتصرت…

 يفنى الجسد ، و تبقى الذكرى، تشعل النفوس بالمشاعر ..

 هكذا عبرت أبيات الشاعر الرقيق نزار قبانى  فكلماته لا تنطبق فقط على حال الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض الذى بات يوم إستشهاده فى التاسع من مارس 1969م،  ذكرى لكل مضح فى سبيل الأرض

 و لكنها تنطبق أيضاً على كل شهيد روت دماؤه تراب هذا الوطن ، و رحل تاركاً فى نفوس محبيه لوعة الفراق، و فخر البطولة.

الفريق أول عبد المنعم رياض

الفريق عبد المنعم رياض .. رجل الأقدار الذى عشق الحياة العسكرية ، الجنرال الذهبى كما أطلق عليه السوفييت الذين بهرهم ذكاؤه و تفانيه فى العمل .. محب للعلم يؤمن بأنه السبيل لكل تفوق أو إنجاز ، هو الشجاع الذى أصر على التواجد فى ساحة المعركة شأنه شأن بقية الجنود فتكون لحظة النهاية التى يخلدها التاريخ و يصير يوم إستشهاده يوماً لكل الشهداء ..

هو من كان إسمه هدفاً للإغتيال بنيران العدو قبل جسده .. هو المصرى حتى النخاع ، حمل العديد من الالقاب و الأوسمة و درجات التقدير . رفض أن يكون قائداً يصدر الأوامر ، مؤمناً بأن القادة يُصنَعون و لا يولدون ، يصنعهم العلم و التجربة و الفرصة والثقة .

تولى الفريق عبد المنعم رياض قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات عام 1951 م ، ثم رئيس أركان سلاح المدفعية و رئيس أركان القيادة العربية الموحدة فى عام 1964 م ، ثم تولى رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى 11 يونيو 1967م ..

فى التاسع من مارس 1969 م ، يتوجه الفريق الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصرى لموقع منطقة نمرة 6 بالإسماعيلية ، ويسقط وسط جنوده على ضفة القناة فى مواجهة العدو الإسرائيلى ، عقب إشتباك معه تلقى خلالها نيران القصف لتسل دمائه على ضفة القناة و تسلل لمياهها مؤكدة اننا عائدون إليها ، و إنطلق صوت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ناعياً للشعب الفريق عبد المنعم رياض ، و تصف جريدة ( الديلى تلجراف ) البريطانية ، الطوفان البشرى الذى أحاط بالشهيد خلال رحلته الأخيرة (بأن جنازته كانت أكبر وأكثر المظاهرات الشعبية حماساً منذ قيام الثورة علم 1952 م ) و اخيرا ، وجد المصريون الفرصة لتنطلق دموعهم المتجمدة بشرف وكرامة و بحب و ليوارى الشعب خوفه و يأسه مع شهيده العظيم تحت التراب و تكتب صحيفة الجارديان البريطانية ايضا ( أن وفاة الفريق عبد المنعم رياض رفعت من الروح المعنوية للشعب المصرى برغم حزنه لفقده ، حيث عبر حادث استشهاده بين جنوده عن الروح الجديدة التى سكنت روح القوات المسلحة العربية بعد معركة يونيو 1967م) .

 رحل الفريق عبد المنعم رياض ليضاف إسمه لقائمة الأبطال فى تاريخ هذا الوطن و يمنحه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رتبة ( الفريق أول ) و نجمة الشرف العسكرية .. و بيقى إسم الفرق أول عبد المنعم رياض رمزاً لكل الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن .. و يهديه الشاعر المصرى الاصيل فؤاد حداد هذه الابيات   فى ذكراه ..

إمشى الليالى فى الظلام الطارئ

يا مصرى خالد فى العرق والنور

تكتب و تقرا على الجبين الصادق

كل اللى يختار الشقا منصور

نطلع على شط القنال التانى

طالع على شك القنال التانى

قال للسما والأرض انت الباقية

و لكل حبة خير يا أمى الغالية

و للشهادة يا وطن أوطانى

كان رياض فارس مجاهد

السلاح والقلب واحد

فى عيون الشعب خالد

كل أيامنا رياض

كان رياض أمة كريمة

نورت فيها العزيمة

لأجل ذكراه الرحيمة

كل أيامنا رياض

كان رياض دمعة فى قلبه

يعرف الحق اللى طالبه

احنا طول الليل نصاحبه

كل أيامنا رياض

كان رياض عايش حياته

بالعرق يسقى نباته

مبدأ الإنسان سماته

كل أيامنا رياض

كان رياض دايما يفكر

فى النبات ازاى بيكبر

احضنوا القطن المنور

كل ايامنا رياض .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات