تاريخُ اليابان نهبٌ للأراضي عَبر البحار

08:49 صباحًا الإثنين 11 مارس 2013
آهن بيونج ـ يون Ahn Byung-joon

آهن بيونج ـ يون Ahn Byung-joon

مستشار سياسات جيونجسانجبك دو دوكدو ، عضو سابق في لجنة أخلاقيات الصحافة الكورية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مشروع بحثي مشترك بين آسيا إن (The AsiaN)

ومؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا (Northeast Asian History Foundation )

المحرر: يتعرض الأمن في شرق آسيا لبحر هائج أججته الأزمة النووية لكوريا الشمالية  التي تبرز وسط النزاعات الإقليمية القائمة والصراعات عميقة الجذور بين الدول في المنطقة. تبحث كل من كوريا الجنوبية والصين واليابان والبلدان المعنية بشكل مباشر عن نظام جديد وسط عملية انتقال السلطة. وبحثا عن حلول عقلانية للصراعات التاريخية في شرق آسيا، فإن آسيا (The AsiaN) ومؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا (Northeast Asian History Foundation ) تقدمان بشكل مشترك سلسلة من الأعمدة التحليلية لخبراء حول القضايا الراهنة في شرق آسيا. وسيقدم المساهمون رؤاهم المتعمقة وحلولا استراتيجية بأربع لغات هي الانكليزية والكورية والصينية والعربية.

دوكدو هي دوكدو: تاريخ اليابان نهب للأراضي عبر البحار

 في 28 فبراير، عقدت جمعية الصحفيين الآسيويين ندوة حول “دور وسائل الإعلام الآسيوية في الحل السلمي للمنازعات الإقليمية” بقاعة مؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا. وألقى الصحفيون الكوريون والدوليون والعلماء، وبعضهم من البلدان المعنية مباشرة بالنزاعات الإقليمية، أوراقا بحثية مثلما شاركوا في المناقشات الحماسية.

ويأتي عقد هذا اللقاء لهذه المجموعة من المشاركين مفيدًا لجمعه مدنيين من الدول المعنية بالنزاعات الإقليمية، جنبا إلى جنب مع الدول المجاورة مثل كوريا والصين واليابان وتركيا والنمسا وغيرها، في مشهد لم يسبق له مثيل عماده الصداقة. فالمسؤولون في الحكومات المعنية يخوضون الحروب الدبلوماسية، ولكن ليس هناك أي توثيق لما يمكن أن يسمى موائد التفاوض، بينما يمكننا بالتواصل والاجتماع تعزيز الدافع لإيجاد حلول سلمية.

نقطة البداية لمشكلات النزاعات الإقليمية بين كوريا واليابان والصين واليابان وروسيا واليابان تقع على عاتق اليابان. في أقسى الكلمات، تعد اليابان هي العنصر المشاكس بشمال شرق آسيا. ومنذ جاء رئيس الوزراء آبي إلى منصبه أعلن على الملأ أن مكتب التخطيط والتنسيق لتدابير السيادة على الأرض، تابع للأمانة العامة لرئيس الوزراء، وكانت تلك منظمة سرية في الماضي، مسؤولة عن القضايا الإقليمية. وبدأت هذه المنظمة تعالج القضايا المتعلقة بجزر دوكدو وجزر سينكاكو، وجزر الكوريل الأربعة. وأصبحت الأمانة العامة لمجلس الوزراء هي الإدارة التي تدعم بصورة مباشرة وتساعد رئيس الوزراء، وهو ما يعادل أمانة رئاسة الجمهورية في كوريا.

علاوة على ذلك، نظمت الحكومة المحلية لمحافظة شيمان تظاهرة “يوم تاكيشيما” في 22 فبراير، وذلك للمرة الأولى بإشراف مسؤول من الحكومة المركزية، هو شيماجيري ايكو، المسؤول الإداري (بمستوى نائب وزير) الذي أرسل للحضور من قِبل مجلس الوزراء، و كان مسؤولا عن السياسات البحرية والقضايا الإقليمية.

العداء والعدوانية اليابانيتان يعودان إلى بداية القرن الثالث الميلادي. والآن، ونحن في القرن الحادي والعشرين، يبلغ عمر هذه الميول العدوانية 1800 سنة. إن أول مواجهة مع اليابان القديمة المذكورة في كتب التاريخ الكورية تأتي عبر التبادل الثقافي للعالم (الكوري) وانغ من بائيكجي حيث قام بتدريس الحروف التقليدية الألف، ومحاورات كونفوشيوس في اليابان. ومع ذلك، فإنه وفقا لكتب التاريخ اليابانية، فإن أول ظهور كوري يأتي مع قصة الإمبراطورة جينغو التي قادت الجيش للاستيلاء على الممالك (الكورية) الثلاثة.

كما هو مسجل على شاهد قبر الملك جوانجائيتو، ملك جوكوريا العظيم، فإن اسم اليابان مشتق من “اليابانية،” ويعني القراصنة “اليابانيين،” ثم “المغيرين اليابانيين.” فاليابان لم تقم بغزو شبه الجزيرة الكورية فقط، ولكنها أيضا توسعت بتصرفاتها العدوانية باتجاه جزء من الساحل الشرقي للقارة الصينية وتايوان والريوكو (أوكيناوا) وجنوب شرق آسيا.

على مر التاريخ، واصلت اليابان سعيها للتوسع: غزت كوريا أكثر من 300 مرة، وبدأت لاحقا حرب ايمجين، إيمانا بفلسفة ” Seikaron ” ، ثم بدأت الحرب الكبرى في شرق آسيا بدعوى إيجاد “الازدهار المشترك للشرق الآسيوي”، ‘ومن ثم غزت أخيرا هاواي. ولم يقف عطش الإمبرياليين اليابانيين عن التوسع في غزو الأراضي إلا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.

بين الأراضي التي احتلتها اليابان كانت كوريا، وتظل دوكدو رمزا يذكر بذلك الغزو حتى الآن. دوكدو هي بلا منازع أرض كورية بالمعنى التاريخي والجغرافي، فضلا عن القانون الدولي. وعلى الرغم من هذه الحقائق، تواصل اليابان استفزاز كوريا بموجات تشبه الأمواج التي تتحطم على وجه دوكدو الصخري.

في بداية عهد أسرة تشوسون، تم تنفيذ سياسة إعادة التوطين (سنة 1417م) لحماية سكان جزيرة أولونغ دو من اليابانيين الذين أغاروا على الجزيرة ونهبوها. ومع ذلك، أعطت اليابان صياديها ترخيصا لعبور البحر، وبالتالي، استمرت في مهاجمة الصيادين الكوريين.

كذلك، وفي عام 1693م، تم اختطاف آن يونغ بوك من تشوسون ونقل إلى  في جزيرة أوكي، مما أدى إلى نشوب نزاع جزيرة أولونغ دو الحدودي (المعروفة باسم حادث تاكيشيما في اليابان). يمكننا أن نرى مرة أخرى أن جزيرتي دوكدو وأولونغ دو كانتا أراضي تشوسون طبقا لمرسوم صدر لاحقا في شوغن يمنع اليابانيين من عبور البحر في 1696م.

ولكن، تغير هذا الأمر مرة أخرى. فخلال الحرب الروسية اليابانية، أدركت الحكومة (اليابانية) أهمية جزيرتي أولونغ دو ودوكدو. وأرادت ولاية شيمان أن يكون لها الحقوق الحصرية لقنص حيوانات أسد البحر في دوكدو وبالتالي، تعاونت مع الحكومة ومن ثم جعلت اسم جزر دوكدو : تاكيشيما، في إعلان ضم هذه الجزيرة للولاية عبر إشعار رسمي حمل رقم 40 .

بين عامي 1904م و 1941م، قنصت اليابان أكثر من 20 ألف من أسود البحر في دوكدو حتى كادت أن تنقرض هذه الحيوانات، التي كانت تختبيء ـ على الأغلب ـ في الأحذية العسكرية ذات الرقبة، وداخل حقائب الظهر، وفي الإمدادات العسكرية. وفي عام 1910م، نُزعت سيادة كوريا على الجزيرة لصالح اليابان.

هل كان السبب وراء رغبة اليابان القوية للنهب والسلب والاستيلاء على شبه الجزيرة هو تعرض أرخبيل اليابان المتواتر بكثرة للزلازل والأعاصير؟ أو وجدت محركات ودوافع لها في الحمض النووي لليابانيين؟

مع انطلاقة الصين كإحدى القوى العشرين العظمى فإن الولايات المتحدة تعزز سياسات إدارة الرئيس الأمريكي أوباما التي تركز على “العودة إلى آسيا” و “إعادة التوازن في آسيا.” بعد ماو تسي تونغ، يطرح الجيل الخامس للقيادة الصينية شعارًا سياسيا هو “إحياء للأمة الصينية” والتقدم بثبات كقوة عسكرية واقتصادية.

 اليابان، مستفيدة من سياسة الولايات المتحدة تجاه آسيا، تعمل كوكيل موال للولايات المتحدة. تستخدم اليابان قوتها البحرية وتحالفها مع الولايات المتحدة ليس فقط لتعزيز حكمها الفعلي لجزر دياويو (الاسم الياباني: جزر سينكاكو)، ولكن أيضا لتحقيق مسألة دوكدو على أساس منتظم استراتيجيا.

هان يونغ سوب، الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني، كوريا، يقول: “إذا كان التحالف بين كوريا والولايات المتحدة يضعف، وقوة الولايات المتحدة العسكرية تصبح أضعف من الصينية، وهناك احتمال أن اليابان سوف تتمادى وتكون أكثر حزما في الموقف تجاه دوكدو”.

وطبقا لهذا، يستمر بالقول: “من أجل الدفاع ـ ليس فقط عن دوكدو ولكن عن البحار المحيطة بكوريا ـ من المهم بالنسبة لكوريا ليس فقط تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة، ولكن بناء قوتها العسكرية تماما كما تفعل الصين واليابان”.

في النهاية، قضية دوكدو هي مسألة سلطة وطنية. ومع ذلك لا تزال دوكدو هي دوكدو. وهناك حقيقة واحدة أخرى يجب أن نتذكرها: اليابان هي اليابان.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات