ما هي الكلمة الحلوة ؟ وكيف يكون لكلامنا طعما حلوا ؟
ذاك الطعم تتذوقه أعماقنا قبل أن تتحرك به شفاهنا، فيكون الكلام من القلب للقلب .
صباح الخير مساء الخير أهلا وسهلا
مع السلامة … من أحلى ا لكلام ، ولكن بشرط واحد : أن تكون نابعة من القلب وليست مجرد ذبذبات صوتية .
ولكن آه ! وآه يا أيتها لكن . أين نحن من تضاريس الكلمة الحلوة بسهولها ، بجبالها ، بعذوبة مياهها .
ويحضر السؤال ملحا ملحا طالبا الاجابة.
لماذا لا نتعلم في الحياة . كيف يكون باستطاعتنا أن يكون كلامنا حلوا ، واستماعنا أيضا حلوا؟.
فكلامنا حديثنا واستماعنا للآخر هو انسانيتنا الحقة . هو الذي يجعلنا كائن حي متكامل . وهو الذي يجعلنا على وعي تام بما تفكر به قلوبنا قبل عقولنا .
الكلمة الحلوة لا شأن لها بأي ترتيبات مجاملات لأنها حلوة بحد ذاتها . هي في نظرة حانية . هي في التقاط قطعة خبز القيت في الطريق ، هي في يد حانية على كتف . هي في الاستماع والاستمتاع بحديث الغير .
الكلمة الحلوة لديها سحرها في هذا الطريق . طريق الحياة . تستمر أرواحنا في طريق الحلاوة بها ومعها ، وبالرغم مما قد أتهم به بأنني حالمة أكثر ما ينبغي .
لا يا صديقاتي وأصدقائي . لست بالحالمة .
ولكن لنهدأ قليلا معا ، ونتابع ما تتحرك به شفاهنا ، وماهي نظرتنا للآخر . وما هي الأفكار والأحكام الذي تفيض من عقولنا . لنقف قليلا ثم نشغل لمبات الوعي لدينا .
ثم نتجول في أرواحنا ، في عقولنا وفي أجسامنا أيضا . ان كان كلامنا حلوا فنحن قد شربنا كأس الحلاوة والرضا . وان كان كلامنا قاسيا ، فنحن الذين شربنا كأس القساوة والغضب .
الكلمة الحلوة هي غطاء ووعاء بآن واحد . غطاء ذو أزهار لوز بيضاء على أغصان أرواحنا ووعاء نابض نعود اليه نتذوق سماعه. فعندما نخلو لأنفسنا ونسترجع ذكرياتنا مع الذين حضروا أو غابوا بأجسادهم . تتردد الكلمات الحلوة ، نسمعها من جديد لكي ينتشر أريجها لكي ترتسم الابتسامات مجددا ما بيننا وبين الكلمة الحلوة .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.