أوباما.. لم يعد لدينا حلم

04:38 مساءً الأربعاء 20 مارس 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تسابقت الإشارات والعلامات من البيت الأبيض على القول بأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بأصوله الافريقية، وطفولته الآسيوية، لن يحمل في حقيبته خطة سلام ولا خيط أمل للعرب و(الفلسطينيين بوجه خاص) إذ يزور إسرائيل ورام الله!

المؤكد أنه سيكرر التزامه أمن إسرائيل.. وهي تواجه الإرهاب الإسلامي، مع أن الكيان الصهيوني يمارس إرهابا على كافة المستويات، إنما “عين الرضا عن كل عيب كليلة”.

مع مجيء أوباما إلى سدة الرئاسة الأمريكية

ومع كل هذا الصمت والتجاهل الأمريكي لحكاية “السلام، وحل الدولتين” فإن الإحصائيات تشير إلى عدم رضا المواطن الإسرائيلي تجاه أوباما، وسياسته الشرق الأوسطية، حيث يرون بأنه لا يقف معهم كما يفترض به، مواطن وإن كان أمريكيا إنما عليه أن يضع مصلحة بلاده أولوية ثانية، كما فعل من هم قبله وبقية أعضاء الكونجرس، وأن تكون الأولوية مصالح إسرائيل، مهما كانت الخسائر، مع يقين بأن العرب لن تخسرهم أمريكا، فرباط الود وثيق، والقضية الفلسطينية لم تعد إلا شعارات تاريخية وأوراق من ذكريات زمان.

لم يعد السلام إلا حلم الفلسطينيين، حيث وصل العرب إلى سن اليأس المعتاد بعد (الستين) عاما من الحضور الصهيوني في قلب خارطة العالم العربي، وحدهم من ينتظروه، قبلوا بحل الدولتين ولم يقبل بهم، تنازلوا عن نصف حلمهم باسترداد الأرض كاملة لكن لا مجال لأنصاف الحلول، طالما أن القوي يفرض شروطه، ومن لم يعجبه فليشرب من ماء البحر (الميت).

لذلك يصل الرئيس الأمريكي بحقيبة فارغة من المبادرات، فأوباما لم يعد ذلك الحامل لسلة الأحلام، أصبح واقعيا، بلاده بها من الوقائع والمشاكل الاقتصادية والتحديات ما لا يحتاج إلى ثقل إضافي كالحكاية المملة والخرافية واللامجد إعادتها وتكرارها مرة أخرى، يدرك أن الحل ليس بيد الرئيس (العابر).. مكث أربع سنوات أو ثمان، وأنه لا حاجة لإعادة مشاهد معادة لم يستطع سابقوه إيجاد مقاربة بين لص سارق أرض وقاتل شعب لكن مهم (استراتيجيا) لترهيب الأصدقاء قبل الأعداء، وصاحب أرض هو مستضعف تخلى عنه أهله، وانقسم بين فتح وحماس.

شكرا لك يا أوباما أنك تذكرت رام الله، حتى وأنت تعرج على تل أبيب لتشد على أيدي أصحاب وكالات القتل وبقية الإرهابيين الذي يدعون لقتل العرب والمسلمين دون أن ينالوا ولو كلمة لوم كالتي ينالها العربي فيما لو قال كلمة بها شبهة معاداة للسامية.

إنما.. سيأتي عليك أيها الرئيس زمن ستتذكر فيه الشرق الأوسط، وسترى بعين أخرى إسرائيل هذه التي تناصرها، فعلها قبلك جيمي كارتر، لكن بعد فوات الأوان.. أقصد الأوان الذي يناسبك، وربما يناسب ضميرك.

فعفوا.. أيها الرئيس.. هل بقي لديك من حلم، وقد منحت أمتنا بعضا منه حيث العدالة والحق والسلام خلال حديثك بحاضرة العرب (المحروسة مصر).. إنما صحونا على وهم كبير، بأنه لا حلم أمام أمتنا، تفتت، وتحطمت أعمدة على أرضها، وانفجرت براكين لم يدر بخلدنا أنها حارقة إلى هذه الدرجة!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات