الإعلامي الإندونيسي إدي سوبرابتو: حرية الصحافة تعني حرية الشعب

01:37 صباحًا الخميس 21 مارس 2013
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الإعلامي إدي سوبرابتو، إندونيسيا

يعد المخرج والصحفي إدي سوبرابتو شخصية إعلامية مرموقة في إندونيسيا، كما أنه أحد الأعمدة الرئيسية في جمعية الصحفيين الآسيويين، وبعد أن أنشأ محطة تليفزيونية جديدة ومميزة، كان لقاؤنا به…


  • أنا أعرفك كإعلامي ولكن اتجاهك إلى إنشاء محطة تليفزيونية جديدة لا بد أن وراءه أسرارا كثيرة احك لي… عن المشهد الإعلامي في إندونيسيا وكم هو يتمتع بحريته من عدمها؟

 إدي سوبرابتو:

نعم، الأمر شيق. في إندونيسيا كنا في الماضي محكومين بنظام عسكري. لم يكن لدينا إعلام حر. كان لي نشاط مؤسسي كبير. في العام 1994 تعرضت 3 مؤسسات للحظر من قبل الحكومة. منها المؤسسة التي كنت أعمل بها لأننا نشرنا تغطية عن شراء الحكومة لأحذية من السوق المستعملة. كانت فضيحة. لقد كانت الأحذية عسكرية. كانت لديهم مشكلة حين نشرنا تغطية إنه لم تكن هناك مناقص كالمعتاد قبل تكليف الشركات. لكن في السوق السوداء والسوق الهامشية لديهم مشكلة. نشرنا ذلك وقاموا بمنعنا ضمن 3 وسائل إعلامية.

 بعد 10 سنوات عاد نشاطنا الإعلامي قويا، وأصبح لدينا حرية صحافة، ونجحنا في أن تكون هناك حرية للصحافة. كانت مؤسسات كثيرة تعمل في الخفاء. الآن أصبحت تعمل علنا، وهذا مهم بالنسبة للحكومة، فالكل يتغير، الحكومة ونحن. الناس أيضا يصيبهم التغيير. أصبح الجميع يعي مباديء الإعلام. نحن نتمنى ألا نمر مرة أخرى بدائرة الإعلام الفاسد. بعد البلدان الأخرى تمر فيما يشبه الدائرة، فتنتكس بعد حصولها على حرية الإعلام. ونتمنى ألا يحدث ذلك عندنا. لدينا حرية للصحافة وهو ما يعني حرية الشعب، والسوق الاقتصادية، وحرية لكل شيء. بكل قوة.

  •  إلى من تتوجه بين وسائط الإعلام في إندونيسيا؟

 إدي سوبرابتو:

نحن نركز على السوق المحلية، هناك أكثر من 50 % من المواد الإعلامية موجهة لهذه السوق، ثم هناك 30 بالمائة لآسيا، و15 بالمائة للسوق الاقتصادية في أوروبا والولايات المتحدة. لذلك فإن الفاعل الحقيقي هو ما يحدث في الإقليم والوطن أيضا. الناس سعداء بهذا. من جهة أخرى نعمل على الترويج للصناعات الصغيرة والمتوسطة. هذان المجالات يضيفان الكثير لاقتصادنا في إندونيسيا. لذلك حين هبت الأزمة الاقتصادية العالمية في 1997 كانت المشروعات الصغيرة والمتوسطة تقاوم، بل وحافظت على وجودها. أحد رجال المصارف كان يركز على القروض الصغيرة جدا.  لقد أصبح الآن أحد أكبر رجال البنوك في العالم. إن تجربة المصرفي يونس في بنجلاديش هي التي استفادت من عمل هذا المصرفي الإندونيسي. وهذا البنك لا يمثل أرقاما وأرصدة، بل هو بمثابة نظام. وهو مثل البنوك العادية يفرض فائدة، لكنها فائدة بسيطة جدا. وهو أمر ساعد المقترضين على نحو كبير. وهنا يأتي دورنا كمحطة تليفزيونية اقتصادية في إضاءة هذه المشروعات، التي تبث الأمل.

إدي سوبرابتو: يسألني أناس عاديون عن معنى وجود قناة اقتصادية وكيف لها أن تهتم بالحياة الإجتماعية ، والاهتمامات المجتمعية، بالنسبة لي تقدم لي السوق الاقتصادية كل شيء في المجتمع. والأمر نفسه بالنسبة لقناتنا.

  •  دعني أسألك إدي، قناة تجارية؛ أرقام مجردة، حقائق جافة، ما الذي يجعلها ممتعة للمشاهد في إندونيسيا؟ وكيف قسمت العمل في القناة لتغطي هذه الاهتمامات ولكن أعتقد أيضا أن هناك اهتمامات بالسوق العالمية، والسوق الآسيوية، كم وزعت النسب بين هذه الاهتمامات؟

 إدي سوبرابتو:

الأمر الآخر هو إننا حين نؤسس لقناة جديدة، يجب أن يكون لدينا في عدة مدن … لماذا ، لأن الناس يريدون معرفة ما يحدث عبر شاشة هذه القناة الجديدة. نحن ننظر إلى القناة الجديدة كما لو أنها مغناطيس ينجذب إلى السوق الكبيرة، ولكن في الوقت نفسه عليه أيضا أن يراقب الاقتصاد العائلي. لدينا برنامج به 3 شخصيات، أحدها شخصية متواضعة جدا، يدرس ويقترح أي شيء، وهناك شخصية تمشيء حسب الروتين والقواعد، بلإضافة إلى شخصية ثالثة لطيفة. أسبوعيا، حين نعرض هذا البرنامج، نجد استجابات إيجابية من المشاهدين،

 على سبيل المثال ناقشنا عادة تناول شرب الشاي لدى العائلة. إحدى شركات الشاي، وهي أحد أهم الشركات الآسيوية. أنظر إلى كوكاكولا. إن امتلاك حقوق توزيعها لآسيا يمكن أن يجعل منك ملكا. الأمر مختلف في إندونيسيا، ولا يستطيعونه. لماذا؟ لأن شعار هذه الشركة: أيا كان الطعام الذي تتناوله، فإن المشروب الوحيد هو الشاي. ولم تستطع كوكاكولا أن تقاوم هذه الشركة. هي شركة محلية، وإناس متواضعون، بدءا بمالك الشركة، وهم قريبون من الناس. وحين دعوناهم لرؤية قناتنا، كان ذلك من أجل استلهام الجديد. لأن دخل هذه الشركة يعتمد على الطبقات الدنيا. لقد درسوا أحوالهم، وعرفوا تفاصيل معيشتهم. لم يكن لدى هذه الطبقات شيء ولا وظائف. ومن ثم ابتكروا لهؤلاء هذا المشروع، الذي أصبح مشروعًا كبيرًا.

  • الآن رب العمل في الشارع، يعمل طول النهار، ويعود ليشاهد قناته التجارية: أين موقع العائلة من هذه القناة؟

 إدي سوبرابتو:

الأمر مثير. بعد 46 يومًا ارتفعت نسبة المشاهدة جدا. نسبة المشاهدة وصلت بقناتنا إلى المرتبة الثالثة بنسبة 75 ر 8 % من مجموع المشاهدين للقنوات في إندونيسيا. هناك 300 مشاهد من بين كل 3000 يشاهدون قناتنا. وهذا رقم كبير إذا عرفنا أننا وصلنا إليه بعد انطلاقتنا بـ 46 يوما فقط.

والآن، أصبحنا القناة الثالثة في قائمة القنوات الأكثر مشاهدة.  الأولى هيMNC  نيوز والثانية هي السي إن إن الدولية. ثم نأتي بعدهما.

 كما أنني أضع بعض التركيز على عدة نقاط. هناك برامج عائلةية، لكن الأولوية هي للسوق. لمن يبتكرون آليات الأعمال. لمن ينشطون في الصناعات. ويؤدون أدوارهم في السوق. أعتقد أننا لا نستطيع أن نركز على كل شيء. ولا نستطيع أن نركز على جميع المشاهدين. نحن نركز ضمن نطاق العائلة عمن هو يؤدي دوره الآقتصادي بنشاط وسط هذه العائلة.

  •  الإعلامي إدي سوبرابتو أنا أعرف اهتمامك بالسينما التسجيلية، وشاهدت أفلاما لك وأنت تنزل إلى الشارع، وتذهب إلى القرى، وتناقش قضايا مختلفة جدا. هل ستأخذك قناة تجارية عن هذه الاهتمامات؟

 إدي سوبرابتو:

يسألني أناس عاديون عن معنى وجود قناة اقتصادية وكيف لها أن تهتم بالحياة الإجتماعية ، والاهتمامات المجتمعية، بالنسبة لي تقدم لي السوق الاقتصادية كل شيء في المجتمع. والأمر نفسه بالنسبة لقناتنا. على سبيل المثال تعرضنا في جاكرتا إلى طوفانات وكان لدين أحد برامج الصباح فقمنا بإجراء حوارات حول الفيضانات حتى ولو لم نستطع أن نتحرك إلى هناك. لماذا حدث الفيضان في جاكرتا؟ وماذا بعد خلق هذا الفيضان اختناقات مرورية؟

 نحن نتناول الأمر من زاوية اقتصادية. ندرس تأثير الفيضان والاختناق المروري على الأعمال التي توقفت في قلب جاكرتا. مثالا، شركات التوزيع، وأعلنت إحدى مؤسسات التجارة في جاكرتا عن خسارتها لثلاثين مليار روبية. توازي 6 ملايين دولار أمريكي. وهذه ثروة طائلة. هنا نستطيع أن نركز على الكيفية التي تعالج بها الحكومة هذه المشكلات. إنها مشكل مرتبطة بالمجتمع، لكننا نراها من زاويتنا الأخرى. الزاوية الاقتصادية.

  •  وأعتقد أنك في أيام الإجازات تقدم بعض البرامج المختلفة..

 إدي سوبرابتو:

خلال أيام العطل الأسبوعية لدينا برامج نطلق عليها برامج ترفيهية، هناك أخبار خفيفة. وموضوعات عن توفير المال مثلا. هناك إجابات من مستشارين ومدراء ماليين يتحدثون عن كيفية أن تكون وزيرا للمالية في بيتك! هناك أمور تخص المستهلكين، وأحيانا مثلا نتحدث عن استخدامات البطاقات البنكية، ففي كل المدن الكبرى هناك زيادة في استخدام البطاقات البنكية لسحب النقود آليا. نريد أن نعرف تأثيرات استخدام هذه البطاقات البنكية. نحن نقدم بعض الإشرادات. هناك مثلا عائلة ينشغل أربابها فيعطون الأطفال البطاقات البنكية لشراء أي شيء. هذا يقود العائلة لاحقا لمشكلات مالية. إنها برامج خفيفة ترفيهية لكننا نضع فيها الكثير من الإرشادات لجمهور المشاهدين. كذلك لدينا برامج عن الرحلات والترفيه.

أحد الاجتماعات الدورية لجمعية الصحفيين الآسيويين، أقصى اليمين أشرف أبو اليزيد وإدي سوبرابتو، وأقصى اليسار لي سانج كي، الرئيس المؤسس للجمعية، 2010

  •  عندما يكون الحديث عن إندونيسيا يأتي ذكر الحضارمة، المهاجرون من اليمن إلى الجزر الإندونيسية، …. حدثني عن الهجرات الحضرمية، من اليمن..

 إدي سوبرابتو:

ليس اليمنيين وحسب، ففي مدينة بهاسا على سبيل المثال لدينا قرى عربية! وهي مشهورة جدا. في طفولتي كان لدي صديق اسمه عربي. المدهش أنه حين يأتي رمضان، تكون هناك وجبات خاصة. أذكر لك مثالا أننا كنا نتناول ناسيقابولي، وأيضا روتي ماريا، ولا نجدها في أي مكان إلا في التجمعات العربية، وفقط في شهر رمضان. هناك تجمعات خاصة من اليمن، واليمنيون معروفون جدا في إندونيسيا، وهذه التجمعات يست في مدينة بعينها، لكنهم موزعون على المدن الكبرى. ولكن في جاكرتا على الأخص ليس هناك العرب واليمنيين فقط، بل هناك الإيرانيون أيضا. لا أعرف متى بدأوا بالتجمع. ولكن هذا في رأيي يجعل لدينا نوعا من الحوار الطيب بين الثقافات ومعرفة كل منا للآخر. خاصة ما نعرفه عن المجتمعات العربية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات