أولويات للنهضة العربية

05:45 مساءً السبت 23 مارس 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 يكتبها قاسم الوزير (كاتب وشاعر من اليمن مقيم في واشنطن):

إن مشاكلنا لا تحصى . . وهي _ مع ذلك _ تتراكم مع الأيام ؛ فكل يوم يمر يضع مشاكله الجديدة ؛ ولأننا لا نحلها ، فإننا نعجز _ بالضرورة _ عن مواجهة المشاكل المستجدة. بل إننا نعجز عن تفهمها فضلا عن حلها كما تقتضيه طبيعة الأشياء وبما تقتضيه!.

        إن بقاء أي مشكلة بدون حل لا يعني توقفها عند حد كونها مشكلة فحسب؛ بل إنها _ من حيث الكم _ تتوالد وبذلك تزداد تعددا ، وهي _ من حيث الكيف _ تتعقد وبذلك تزداد تنوعا. إن المشكلة الواحدة إذا ما تركت تصبح مشاكل شتى متعددة الأشكال والألوان تتوغل في مختلف مجالات حياتنا وتتحكم في أوجه نشاطنا. وكل استمرار في هذا الاتجاه يعني ابتعادا متواصلا عن مواجهة المشكلة الأم. أي ابتعادا عن الرحم التي تتناسل منها جميع المشاكل. وبسبب ذلك تتجه جهودنا إلى متفرعات المشكلة وتشتبك مع بنياتها في معركة خاسرة عوضا عن مواجهة المشكلة ذاتها تلك المشكلة التي تبقى _ بسبب ذلك _ قابعة في أعماق النفوس. وفي مسارب العقول ومن ثم في صميم الواقع ، تمدنا بمدد لا ينقطع من المشاكل المتفرعة عنها . . إنها تظل ” خميرة ” تفسد حتى ” تفكيرنا ” ومن ثم تحبط جميع جهودنا واعمالنا .

        إن مجتمعنا برمته قد يتقوض بسبب مشكلة تجوُهلت منذ البداية ثم استعصت لغيابها عن ” الوعي ” بها والتصدي لها على النحو المطلوب!

        وحين يجد مجتمع ما نفسه في حالة كهذه . . فإنه لا يكون أمامه غير واحد من أمرين :

–         فإمّا الخروج بحل . .

–         وإما الدوران في نطاق المشكلة بما يستتبع ذلك من نتائج . .

وما من عاقل ، كائنا من كان. يود البقاء في براثن مشكلة. ولكن الحل الخاطئ ، أو المحاولة غير المجدية لا يعنيان سوى البقاء في ذلك الاسار مضافا إليه تعقيد الخطأ، محملا بالآثار النفسية المدمرة للمحاولات الفاشلة.

وليس للنوايا الطيبة مكان هنا . .

فالمسألة تتعلق بقوانين وسنن لا تبديل لها ولا تغيير.

إن القضية هي فهم هذه القوانين و ” العمل ” بمقتضى تلك السنن .

وهذا وحده هو طريق الخروج !

ومن أجل تبسيط عملي لهذه الغاية؛ فإن الخروج من عتمة الضياع في خضم مشكلات تتناوشنا من كل جانب إنما يبدأ بانعتاقنا من ربقة الأسر خلف قضبان نتائج المشكلة إلى مواجهة المشكلة ذاتها . بمعنى آخر : تحرير ” عقولنا ” من أسرها وصولا إلى تحرير ” إرادتنا ” واستجماع قواها وإيقاظ أو استرجاع “وعينا” أو استعادته . . إن هذا يعني _ بالضرورة _ تجاوز كل النقائص التي تعوقنا . وفي طليعتها تلك الشوائب النفسية التي هي إحدى _ وربما أهم _ مسببات فقداننا الوعي والإرادة ومن ثم وقوعنا ضحايا المشكلات الفرعية . والتغيير النفسي عملية تتطلب ظروفها وشروطها. وذلك مرهون بما يتوجب من تغيير لطريقة تفكيرنا ، ومن تصحيح لمنظومة ” أفكارنا ” وذل%

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات