بيروت : أعرب المجتمع الدولي عن غضبه وادانته القوية يوم الجمعة إزاء حادث تفجيري طرابلس اللذين استهدفا مسجدين للطائفة السنية في المدينة الواقعة بشمال البلاد، ما أدى الى مقتل 42 شخصا على الأقل واصابة حوالي 500 آخرين.

وانفجرت سيارة مفخخة بـ100 كجم من المتفجرات أمام مدخل جامع السلام المتاخم لمنزل القائم بأعمال رئيس الوزراء نجيب ميقاني، وفقا لمصدر أمني.

وقال المصدر ان ” السيارة الثانية انفجرت بجانب منزل التقوي بعد دقائق قليلة من الانفجار الأول”.

وهذا الحادث هو الأضخم والأكثر دموية في طرابلس منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990) وقد أدين من جانب المجتمع الدولي على نطاق واسع.

ودانت الأمم المتحدة التفجيرين بقوة وناشدت جميع الأطراف في لبنان الى الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة العنف الطائفي.

كما أكد مجلس الامن الدولي على ضرورة احترام جميع الاطراف في لبنان لسياسة الدولة بالنأي عن النفس وتجنب “أى تورط في الأزمة السورية”.

كما دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بشكل منفصل جميع اللبنانيين الى “ضبط النفس والبقاء متحدين ودعم مؤسسات الدولة”.

كما أعربت الولايات المتحدة عن ادانتها القوية للتفجيرين في لبنان. ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف جميع الاطراف الى الالتزام بالهدوء وضبط النفس.

وقالت ” نؤكد مجددا التزامنا ازاء استقرار وسيادة واستقلال لبنان ودعم جهود الحكومة اللبنانية لاستعادة الاستقرار والأمن في البلاد”.

في الوقت نفسه، ادانت فرنسا بشدة الهجومين وقالت في بيان ” تدين فرنسا أي محاولة لتقويض الاستقرار في لبنان وتؤكد على اهمية ان تحترم كافة الاطراف الفاعلة في البلاد الاختلاف السياسي تحت قيادة الرئيس سليمان وتحافظ على الوحدة الوطنية.”

كما أدانت تركيا بشدة الهجوم . وقدمت وزارة الخارجية التركية في بيان تعازيها لدولة لبنان واسر الضحايا واعربت عن تمنياتها “بالشفاء العاجل” للمصابين في هذا الهجوم الشنيع.

وقال البيان “تعتزم تركيا الحفاظ على تضامنها مع الدولة والشعب اللبناني وتقف جاهزة لتقديم جميع انواع الدعم لشعب لبنان”. وحصت على تقديم الجناة للعدالة.

وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الانفجارات الدموية وقالت ان “المتطرفين والجماعات التكفيرية بما لا يدع مجالا للشك، متورطة في المؤامرات الصهيونية لزرع الفتنة بين الشعب اللبناني ولتوجيه ضربة للوحدة الوطنية.”

وأضاف انه بكل تأكيد فإن الشعب اللبناني وزعماء البلاد سيتصدون للمؤامرات بالحصافة والحكمة.

وأعرب مصدر مسئول في وزارة الخارجية القطرية عن “إدانة واستنكار دولة قطر للتفجيرين الإجراميين اللذين وقعا اليوم في مسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس اللبنانية وأديا إلى سقوط عشرات الضحايا من القتلى والجرحى.”

وجدد مواقف بلاده الثابتة بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره وما ينجم عنه من ضحايا وتدمير للممتلكات وترويع للآمنين، معبرا عن ” تعازي قطر ومواساتها لأسر الضحايا الذين سقطوا في هذا العمل الإجرامي وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل”.

ووقع التفجيران بعد صلاة الجمعة. واعرب المسؤولون اللبنانيون عن غضبهم ازاء الحادث ايضا.

واستنكر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم “المجزرة التي تندرج في إطار مسلسل تفجيري يشعل الفتنة ويستهدف الوطن ككل، وهو استهدف اليوم المواطنين العزل والابرياء لدى خروجهم من دور العبادة في طرابلس.”

وأدان الرئيس سليمان بحسب بيان صدر عن مكتب الاعلام الرئاسي “لجوء المجرمين والارهابيين إلى قتل المدنيين لاهداف وغايات إجرامية لا تمت إلى القيم والاهداف الإنسانية بصلة، كما انها لا تصب إلا في خانة إحداث الفتن والاضطرابات”.

وطلب الرئيس اللبناني من “الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية بذل أقصى الجهود لكشف المجرمين والمحرضين” داعيا المواطنين الى “التنبه واليقظة والتكاتف الوطني لتفويت الفرصة على أعداء الداخل وأعداء السلام والاستقرار في لبنان.”

كما أدان رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الانفجارين اللذين وقعا في مسجدين في مسقط رأسه بمدينة طرابلس، معتبرا “أن هدفهما جر المدينة وأهلها لردود الافعال” .

وقال ميقاتي في بيان إن الحادثة “رسالة لزرع الفتنة لكن أهل طرابلس لن يسمحوا للفتنة بأن تنال من عزيمتهم وسيتعالون على الجراح”.

Tweet