الفيوم تستضيف اجتماع المشاغبين بمتحف الكاريكاتير

08:03 صباحًا الأحد 23 فبراير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

اجتمع المشاغبون بمتحف الكاريكاتير بالفيوم تلبية لطلب الفنان الكبير محمد عبلة وقد حضر الفنانون طوغان وجمعة فرحات ومحمد حاكم  وعفت وعز العرب وسمير عبد الغني واحمد دياب وهاني طلبه وفوزى مرسى وطة حسين وخضر حسن وعماد عبد المقصود وصابر طة وعمرو عبد العاطى و ياسر عبيدو  وأحمد البوهى ورغداء حجازى والفنانة التشكيلية صباح نعيم والصحفيتان سهير متولى وسماح عبد السلام.

الفنان الكبير محمد عبلة يتوسط الفنانين طوغان وجمعة فرحات ومحمد حاكم وعفت وعز العرب وسمير عبد الغني واحمد دياب وهاني طلبه وفوزى مرسى وطة حسين وخضر حسن وعماد عبد المقصود وصابر طة وعمرو عبد العاطى و ياسر عبيدو وأحمد البوهى ورغداء حجازى والفنانة التشكيلية صباح نعيم والصحفيتان سهير متولى وسماح عبد السلام، وضعنا رسمًا للفنان حجازي من ملصق معرض القاهرة الدولي الأول للكاريكاتير

وقد اتفق الجميع على الاستعداد لمعرض مصر فى عيون العالم وقد تم اختيار مجموعات العمل الخاصة بالمعرض، بواساطة اللجنة الخاصة بإختيار الاعمال وقوامها الكاتب الكبير والروائي بهاء طاهر، والكاتب السياسي عبد الله السناوي، والفنان أحمد طوغان، والفنان جمعة فرحات والفنان التشكيلي محمد عبلة والفنان نبيل تاج.

محمد عبلة مع شباب الفيوم. أمام متحف الكاريكاتير بقرية تونس:. الشباب فى كل ربوع مصر متعطشون للمعرفة

يستمر استقبال الاعمال حتى 15 مارس 2014 ، وقد تحدد موعد المعرض من 20 الى 30 ابريل 2014 وقد دعت الجمعية المصرية للكاريكاتير جميع رسامي الكاريكاتير المصريين والعرب للاشتراك في معرض القاهرة الدولي الأول للكاريكاتير.

طوغان وسمير وحاكم

للتعرف على متحف الكاريكاتير، نقرأ مقالا في (القنطرة) كتبته أميرة الأهل يقدم رؤية مبكرة، ظهرت نتائجها في الاجتماع الأخير الذي خلص إلى ما أشرنا إلأيه أعلاه:

“يقع مُتحف الفنان محمد عبلة لفن الكاريكاتير وسط واحة الفيوم الرائعة التي تحيطها الصحراء من كلِّ جانب،  والذي يعتبر أوَّل مُتحف من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. و لا يشتهر هذا المُتحف بوصفه مكانًا خاصًا للإبداع فحسب، بل يعتبر أيضًا كجواب على السجال الدائر حول الرسوم الكاريكاتورية والذي يصعب وصفه. تقرير أميرة الأهل عن المُتحف

تقف الأهرامات شامخة عند شروق شمس الصباح، غير مكترثة على الإطلاق بفوضى الازدحام الذي تشهده الطرق الرئيسية التي تقع قرب سفحها. فمنذ فترة طويلة لم تعد قبور الفراعنة هذه موجودة على طرف المدينة. حيث تمتدّ الأحياء السكنية في الصحراء مثل الأخطبوط، وتنتشر مشكّلة دائرة تحيط بهذه المباني الأثرية وتضيق باستمرار. وعندما تترك الأهرامات خلفك وتتَّجه جهة الجنوب الغربي، يسود الهدوء المكان رويدًا رويدًا. وتقودنا هذه الرحلة عبر الصحراء على طول طريق أسفلتي ضيق يبلغ طوله نحو مائة كيلومترًا، ووجهتنا في هذه الرحلة هي محافظة الفيوم التي تعتبر أكبر واحة في مصر، ويعيش فيها نحو مليوني نسمة. وتبعد عن مدينة القاهرة التي تهدِّد بابتلاع كلِّ شيء مسافة ساعة واحدة بالسيارة ، حيث تمتدّ واحدة من أغنى المناطق الطبيعية في البلاد. تستقبل خضرة الحقول اليانعة وغابات النخيل وبساتين الفواكه زائري الفيوم، وتقع بحيرة قارون التي تشكِّل ملاذًا لمختلف أنواع الأسماك والطيور بين رمال الصحراء الصفراء في الشمال والأراضي الخصبة في الجنوب.

متحف الكاريكاتير

قرية تونس الخاصة بالفنانين

 تقع قرية تونس الصغيرة الخاصة بالفنانين في الطرف الغربي من الواحة فوق تل صغير مُطل على البحر. ومعظم البيوت الموجودة هنا مبنية بالطين وبصنعة فيّومية تقليدية تساعد على إبقاء الجدران باردة أثناء حرارة الصيف الشديدة. وتنمو أزهار برتقالية اللون في بعض الحقول، وفي حقول أخرى تتم زراعة البرسيم، وتوجد مزارع الخضار مثل الخس والطماطم والخيار وغيرها من الخضروات في الحدائق المزروعة زراعة عضوية فوق مدرَّجات. والهواء هنا نقي ولا شيء يعكِّر صفو هذه الجو الريفي البسيط سوى تغريد الطيور ونهيق الحمير في بعض الأحيان. وفي هذه اللحظة تبدو القاهرة بعيدة مسافة سنين ضوئية.

جدير بالذكر أنه ترجع نشأة قرية تونس الخاصة بالفنانين في الفيوم  لخمسة وعشرين عامًا. ولم يكن هناك سوي بضعة مبدعين استقرّوا في هذه الواحة في البداية، لكن يعيش اليوم في هذه القرية الكثير من الكتَّاب والرسامين، والخزَّافين على وجه الخصوص حيث تكتسب القرية شهرتها من أعمالهم.

كان الفنان محمد عبلة من أوائل الذين استقرّوا هنا. حيث يقول الفنان البالغ من العمر خمسة وخمسين عامًا وهو ينظر إلى البحيرة خلف الحقول: ” تمتلك قرية تونس طبيعة خاصة جدًا.”

افتتح الفنان محمد عبلة في واحد من أعلى الأماكن في هذه القرية “مركز الفيوم للفنون” قبل خمسة أعوام. حيث يتم عقد دورات في الرسم وفن الفيديو والنحت والجرافيك بشكل دوري. ويقول محمد عبلة الذي يتحدَّث اللغة الألمانية بطلاقة: “في شهر يناير من كلِّ عام نقوم بتنظيم دورة أكاديمية شتوية لمدة ستة أسابيع، ويزورها فنانون من مختلف أنحاء العالم”. والفنان محمد عبلة متزوِّج من امرأة سويسرية، كما أنَّه درس الفن وعلم النفس في مدينة زيوريخ السويسرية وفي مدينة الإسكندرية، بالإضافة إلى أنَّه يملك أتيلييه منذ عدة أعوام في مدينة هانوفر الألمانية.

داخل المتحف

أول مُتحف للكاريكاتير في منطقة الشرق الأوسط

 ومن المعروف في الأوساط الفنية منذ فترة طويلة أنَّ قرية تونس تعد بمثابة مركزًا للمبدعين وللأشخاص المهتمين بالفن. ولكن مع ذلك فإنَّ الفنان محمد عبلة يرغب في جعل هذه القرية معروفة أيضًا لدى جمهور أوسع. ولهذا السبب قام قبل عام بتحقيق رغبته التي طالما كان يتمنى تحقيقها، حيث افتتح في قرية تونس أوَّل مُتحف للكاريكاتير في منطقة الشرق الأوسط.

يقول محمد عبلة بابتسامة عريضة على شفتيه تحت شاربه الكثيف: “أنا مجنون بالرسوم الكاريكاتورية وأقوم بجمعها طيلة حياتي”. وفكرة تأسيس هذا المُتحف تبلورت بعد السجال الذي دار حول الرسومات الدنماركية المسيئة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. ويقول محمد عبلة في هذا الصدد: “كنت أريد تقديم جواب حضاري على هذا الجدال بطريقتي الخاصة”. ويضيف الفنان المصري قائلاً: “لقد أردت إبراز أنَّ في مصر رسومات كاريكاتورية تعبِّر عن نقد اجتماعي وسياسي”.

ويقوم الرسّام محمد عبلة بجمع الرسومات الكاريكاتيرية منذ عقود حيث يعمل على حفظها كجزء من الإرث الثقافي لمصر، حيث يقول:” لدينا تاريخ غني جدًا بهذه الفنون، ولاينبغي أن يضيع هذا الكنز هباءً.

ولا يرى الفنان أي تناقض في اختيار قرية تونس البعيدة ليقيم بها أول مُتحف عربي لفن الكاريكاتير، بل على العكس، حيث يفسر محمد عبلة ذلك بقوله:” يناسب المتحف مجتمع الفنانين والموسيقيين والكتّاب بشكل رائع من ناحية.”  ومن ناحية أخرى يشعر أن الحياة الثقافية في مصر لا ينبغي أن تتمحور في العاصمة فحسب، فمصر ليست القاهرة وحدها في النهاية.”

يضم المُتحف المبني بالطابع التقليدي من الطين مائتي لوحة كاريكاتيرية من بداية القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر. ومعظم اللوحات أصلية سوى بعض اللوحات القليلة المأخوذة من صحف ومجلات، فضلا عن أن معظم هذه الرسومات الكاريكاتيرية من أقدم اللوحات التي تضمها مقتنيات المتحف.

 

كولاج لرائد الكاريكاتير في مصر : صاروخان

جريئة وسياسية وناقدة للمجتمع

يستقبل المُتحف زواره في المدخل بعدد من الرسومات الكاريكاتيرية المأخوذو من صحف ومجلات ترجع إلى فترة العشرينيات من القرن الماضي، حيث تعود أقدم رسومات المجموعة لعام 1927، والرسومات ملونة وتبدو جريئة ومباشرة فضلا عن كونها ذات مغزى سياسي وناقد للمجتمع في عصرها.

ولقد ظهرت هذه الرسومات في صحف لم تعد تُصدر الآن مثل “المطرقة” و”الفكاهة” والكشكول” بالإضافة لإصدارت صحفية مثل مجلة “روزاليوسف” و”صباح الخير” التي تصدر حتى الآن.

يعود تاريخ فن الكاريكاتير في مصر للقرن التاسع عشر، حيث يقول محمد عبلة:” كان يعقوب صنوع هو أول من ظهر له رسم كاريكاتير في مصر عام 1979.”

الرسم بريشة حادة ضد الملك

 من الواضح أن يعقوب صنوع كان يجيد ممارسة النقد السياسي من خلال ريشته في تلك الأيام، لكن منذ أن طالت انتقاداته الملك أُجبر في النهاية للرحيل إلى باريس حيث منفاه.

ويبدو أنه من الطبيعي أن تتحول مصر إلى مركز إبداعي لفن الكاريكاتير، يقول محمد عبلة:” لا تملك مصر أقدم صحافة في المنطقة فحسب بل يشتهر المصريون بروح الفكاهة وخفة الظل.” وليس هناك محظورات.

وبالطبع تعد الرسوم الكاريكاتيرية مرآة للواقع السياسي والاجتماعي الراهن، يقول محمد عبلة:” من الممكن أن تستشف من الرسوم الكاريكاتيرية ما يهم الناس في البلد في فترة زمنية محددة.”

كان الاحتلال البريطاني والملك هم الشغل الشاغل لللرسوم الكاريكاتيرية خلال أوائل القرن التاسع عشر، وبعد ثورة 1952 تحول الاهتمام إلى الإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

يقول مدير المُتحف:” يهتم الفنانون هذه الأيام بموضوعات عالمية ومحلية على حد سواء، وينشغلون بالنقد الاجتماعي بشكل متزايد.” فكل شيء قابل للتصوير الساخر مثل الإرهاب والتطرف والحجاب والاحتلال الأمريكي للعراق وصراع الشرق الأوسط وحماية البيئة والأزمة المالية.

وتتنوع أساليب الفنانين بقدر تنوع الموضوعات التي يختارون التعبير عنها بالرسم.، وأشهر الفنانين في هذا المجال هم جورج بهجوري ومصطفى حسين وحجازي الذي يعجب محمد عبلة بفنه على وجه الخصوص.

 مطلوب حاسة دقيقة للتعامل ببراعة

يقول محمد عبلة:” يقتصد حجازي في استخدام الكلمات بشكل هائل لكن رسوماته تحمل أكثر من معنى دائمًا.” وربما يرجع ذلك لعهد جمال عبد الناصر حيث كان يتم الضرب بيد من حديد على كل من ينتقد أوضاع الدولة بشكل علني.  فضلا عن اهتمام حجازي بموضوعات اجتماعية مثل الفقر الذي يتطلب حاسة دقيقة للغاية في التعامل ببراعة مع ذلك في الوقت الراهن وبقدر من الاحترام للنظام.

يمتلك متحف محمد عبلة رسومات لخمسة وخمسين فنانًا، حيث يقول:” تنتشر رسومات الكاريكاتير في مصر أكثر من انتشارها في أوروبا.” ويهدف محمد عبلة في المستقبل عقد اتصالات بمتاحف فن الكاريكاتير من جميع أنحاء العالم ودعم التعاون لتحقيق وعي متزايد بفن الكاريكاتير المصري في الخارج.

علاوة على ذلك يهتم محمد عبلة بموضوع حصول الفنانين على المقابل المادي المناسب نظير أعمالهم، حيث يفسر ذلك بقوله:” أن فنان الكاريكاتير الحر يحصل على خمسين جنيها مقابل اللوحة.” وهذا المبلغ لا يعادل سبعة يورو، لذا يسعى الفنان محمد عبلة لتدشين دار نشر لطبع كتب وبطاقات عن الرسوم الكاريكاتيرية لتغيير هذا الوضع.

 

وسيتم افتتاح معرض جديد في المُتحف في شهر مارس، حيث يملك محمد عبلة ما يزيد عن خمسمائة لوحة يضاف إليها المزيد كل عام والتي سيتم عرضها للجمهور في إطار التغيير السنوي للمعارض.

لايعرف إبداع وطاقة محمد عبلة حدودًا فإلى جانب مركز الفيوم للفنون ومُتحف الكاريكاتير ودار نشر الرسوم الكاريكاتيرية المزمع تأسيسه يحلم الفنان تأسيس مُتحف آخر بقرية تونس الذي سيخصص للتصوير الفوتوغرافي المصري الذي يمثل عشقًا آخر للفنان المحب لجمع الأعمال الفنية”. (عن موقع قنطرة).

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات