د. ليلى السبعان: ملتقى الثقافة العربية على طريق الحرير يستلهم رسالة أمير الثقافة والسلام

02:07 مساءً السبت 1 مارس 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الدكتورة ليلى السبعان، مقررة الملتقى الثالث عشر لمجلة (العربي): الثقافة العربية على طريق الحرير، تتوسط (من اليمين) : أشرف أبو اليزيد محرر (العربي) ومنسق الملتقى، وحمود العازمي، مدير إدارة التحرير، وإبراهيم المليفي؛ منسق الملتقى.

عقدت د. ليلى خلف السبعان رئيس تحرير (العربي) ومقررة ملتقى العربي الثالث عشر “الثقافة العربية على طريق الحرير” مؤتمرا صحافيا صباح اليوم في فندق جيه دبليو ماريوت الذي سيستضيف فعاليات الملتقى.

في البداية قالت د. السبعان إن دولة (الكويت) تبنت مسعى التكامل الاقتصادي والثقافي مع الشرق حين عقدت القمة الآسيوية، مستضيفة دول القارة الصفراء في حوار شامل للمرة الأولى، وذلك بمبادرة سامية من حضرة صاحب السمو أمير الثقافة والسلام الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. وأنه إذ تجسدُ مجلة (العربي) ديوان الرحلة العربية المعاصرة، فقد نقشت اسمها على محطات تاريخية وجغرافية كثيرة، لعل من أهمها طريق الحرير التي امتدت قديما ولمئات السنين من الصين إلى قلب أوربا، ولهذا فإن ملتقى الثقافة العربية على طريق الحرير يستلهم رسالة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أمير الثقافة والسلام، الذي أسس مجلة (العربي) ورسخ فكرة الحوار والسلام مع القارة الآسيوية مهد طريق الحرير.

وقالت د. السبعان أن فكرة بحث موضوع (الثقافة العربية على طريق الحرير) حين طرحها أشرف أبو اليزيد، محرر العربي، ومنسق الملتقى، لقت لديها استجابة لأنها تدرك أن الحوار هو طريق المستقبل للتواصل والسلام. وأن طريق الحرير نموذج مثالي لهذا التواصل.

ويعرف (طريق الحرير) بأنه الاسم الجامع لخطوط القوافل المنقولة برًّا انطلقت في الشرق الأقصى من تشانغآن (شيآن حاليا) لتعبر واحات وتمر بصحارى وتجتاز أنهارا وتقف بمدن وتؤسس حضارات وتتبادل ثقافات. ويتخطى عدد المدن التي عبرها طريق الحرير 160 محطة، سواء كانت تلك المقاصد مدنًا سادت ثم بادت، أو بقاعًا غيرت أسماءها ولغاتها، وتعاقب عليها الملوك مثلما تبدلت بها الأديان.

وقد انتظمت مسارات طريق الحرير منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وظلت حية لألف وخمسمائة سنة تالية، وحمل أكثر من اسم: مثل طريق الشاي وطريق الرهبان. في عام 1877، أطلق العالم الجغرافي الألماني فون ريختوفن على الطريق اسم (طريق الحرير).  ويقصد بـ” طريق الحرير” هو خط المواصلات البرية القديمة الممتد من الصين وعبر مناطق غرب وشمال الصين وآسيا كلها إلى المناطق القريبة من إفريقيا وأوروبا.

هناك نقاط تماس عربية، خاصة في شمال الجزيرة العربية، مع طرق الحرير. وقد كان العرب – حتى قبل ظهور الإسلام – وسيطًا تجاريًّا مهمًّا بين الشرق والغرب؛ حيث كانت التجارة القادمة من الشرق (بخاصة الهند والصين) تمر ببلاد العرب عبر طريقين رئيسين؛ الأول يمر بعدن في جنوب غرب اليمن بالبحر الأحمر، حيث تأتي السفن، بعضها يواصل سيره في البحر الأحمر إلى ميناء القلزم (السويس) في مصر، ثم تفرغ حمولتها، وتنقل البضائع بالقوافل إلى الموانئ المصرية على البحر المتوسط، وبخاصة ميناء الإسكندرية، ثم تشحن في السفن بحرًا مرة أخرى إلى أوروبا، وبعضها الآخر يفرغ حمولته في عدن، ثم تحملها القوافل برًّا عبر الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية، المطل على البحر الأحمر، وتمر بمكة المكرمة، التي كانت مركزًا تجاريًّا مهمًّا، وبعضها يواصل سيره إلى ميناء غزة في فلسطين.

أما الطريق الآخر فكان يمر عبر الخليج العربي، حيث تواصل السفن سيرها وتفرغ حمولتها في أقصى شماله، بميناء الأيلة غربي البصرة (العراق)، ثم تنقل البضائع على القوافل برًّا عابرة العراق إلى الشام؛ حيث تفرغ حمولتها في موانئ عكا وصور وصيدا وبيروت واللاذقية وأنطاكية، ثم تشحن بحرًا إلى أوروبا.في العصر الأموي لم يعد العرب وسيطًا تجاريًّا لنقل البضائع بين الشرق والغرب، وإنما أصبحوا سادة الموقف كله، بعد امتلاكهم الطرق التجارية البحرية والبرية، من الصين إلى الأندلس. وبالإضافة إلى ما سبق الحديث عنه بسط المسلمون سيادتهم على الطريق الذي يبدأ من شمال الصين، ثم يجتاز هضاب وسط آسيا وسهولها (بلاد ما وراء النهر) ثم يتفرع إلى عدة طرق، تنتهي كلها إلى موانئ البحر الأسود والبحر المتوسط، ويمر معظمها في الأراضي الإسلامية، ثم تنقل التجارة إلى أوروبا الشرقية والجنوبية، أمَّا أوروبا الغربية وشمال إفريقيا والأندلس، فكانت معظم تجارتها تأتي من الطريق الأول عبر الموانئ المصرية.

الدكتورة ليلى السبعان، مقررة الملتقى الثالث عشر لمجلة (العربي): الثقافة العربية على طريق الحرير

لقد سيطر المسلمون على النشاط التجاري في تلك الرقعة الواسعة من الأرض وأصبحت بلادهم تصدِّر البضائع والمنتجات إلى بلاد الشرق والغرب. فتصدر إلى (الصين) المنسوجات الصوفية والقطنية والكتانية، والبُسُط، والمصنوعات المعدنية، وخام الحديد، وسبائك الذهب والفضة، كما كانت تستورد منها الحرير. وقد ساعد على ازدهار تلك الحركة التجارية العالمية اهتمام الدول الإسلامية المتعاقبة على حكم تلك البلاد بإنشاء الطرق، وتعبيدها وتأمينها، فكانت القوافل تسير في طرق آمنة، تنتشر على جوانبها الفنادق والاستراحات والأسواق.

كما كانت التجارة أعظم مصادر الثروة في العهد المملوكي؛ إذ قاموا بتشجيعها، وعقدوا المحالفات والاتفاقات التجارية مع سلاجقة آسيا الصغرى، وإمبراطور القسطنطينية، وملوك إسبانيا، وأمراء نابلس، وجنوة، والبندقية وكاد المماليك أن يحتكروا تجارة الهند، وخاصة التوابل، بالاتفاق مع أمراء الموانئ الإيطالية.اليوم تحاول قوى صناعية كبرى ودول عريقة أن تستعيد الدور الهام لطريق الحرير في التعرف على ثقافات الآخرين، وازدهار التجارة معهم، فضلا عن استثمار فرص السلام. لهذا توجد مشروعات للربط بالسكك الحديدة بين الصين وباريس عبر محطات طريق الحرير.

وقال إبراهيم المليفي منسق الملتقى أن موضوع هذا العام يكمل ما بدأت (العربي) حين أطلقت دعوتها: العرب يتجهون شرقا. وقد حضر المؤتمر الصحفي منسقا الملتقى الثالث عشر لمجلة العربي؛ أشرف أبو اليزيد وإبراهيم المليفي، من أسرة التحرير، ولفيف من مسئولي الصفحات الثقافية بالصحافة الكويتية.

إحصاءات

وقرأ أشرف أبو اليزيد احصاءات شملت حضور 82 باحثا ومفكرا وإعلاميا قادمون من 21 دولة يحملون 18 جنسية، الأردن (9) السعودية (17) ومصر (23) العراق (3) المملكة المغربية(4) ولبنان (5) الإمارات (2)  الهند (2) بريطانيا(2) تتارستان (2) كوريا (2) وسلطنة عمان (2) و(1) من كل من الصين واليمن وكندا والولايات المتحدة  وفلسطين وتونس. كما ن لدى الملتقى 20 ورقة بحثية موزعة على 8 جلسات، وهناك 4 أمسيات حرة بين الفن الأصيل والسينما التوثيقية التسجيلية والروائية، ومعرض لصور مجلة (العربي) على طريق الحرير، ووهدية للصحافة الثقافية تتجسدان في ألبومين يمثلان وثيقتين مصورتين على طريق الحرير، وهناك تكريم لأكثر من 10 مؤسسات وأعلام على طريق الحرير.

وتضم قائمة المكرمين في حفل الافتتاح وتضم: مؤسسة الفكر العربي، المملكة العربية السعودية،لدورها التنويري والفكري في رفد الفكر العربي بتيارات جديدة،ودعم النابغين والنابهين العرب. مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، دولة الكويت،لاستمرارية دورها في  إحياء اللغة العربية ونشرها والحفاظ على التراث الشعري القديم والحديث، ومجلة دبي الثقافية،  دولة الإمارات العربية المتحدة، لما قدمته من دعم للصحافة الثقافية العربية ، والإبداعي الشبابي العربي، والدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي الأسبق، جمهورية مصر العربية، لمواقفه العروبية، وجهده البحثي الكبير، وهو رجل القانون والقضايا السياسية والمفاوض الأهم في القضايا القانونية، والمجلس العالمي للغة العربية ، جمهورية لبنان، لدوره في  حماية اللغة العربية من خلال مؤتمراته وأبحاثه، ومؤسسة أجا للثقافة والإعلام، كوريا الجنوبية، لدورها في تواصل الثقافات العربية والآسيوية، ومؤسسة مسرح الدولة، جمهورية تتارستان،  روسيا الاتحادية، لدورها في دعم ثقافات طريق الحرير، منذ إنشائه قبل نحو القرن والدكتور سيد جهانغير، أستاذ الأدب العربى بالجامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية، في حيدرآباد، الهند ولدوره في نشر اللغة العربية في بلاده، وحضوره الدائم في الملتقيات العربية، وكتاباته الرصينة باللغة العربية.

فيلم الافتتاح

وأشارت د. السبعان إلى فيلم الافتتاح (فن المقام الموسيقي على طريق الحرير)، وتم تصويره في مدينة قشغر وأورومتشي وما حولهما. وقد كانت مدينة (قَشْغَرْ) بوابة طريق الحرير من الصين إلى العالم. ولا تزال هذه المدينة، إلى يومنا هذا، تحتفظ بالفنون القديمة. هذه المدينة، الأشهر في إقليم (شِين جيَانجْ) وهي منطقة إسلامية تحظى بحكم ذاتي شمال غرب الصين، لا تزال تحتفظ بتقاليد فنون المقام الموسيقية. “في هذا الفيلم الأقل من 8 دقائق تقديم بعض أنواع هذا المقام، الذي تقترب نوتته الموسيقية من قوالبنا الموسيقية في الشرق العربي. الموسيقى لغة عالمية، ولذلك آثرنا أن تكون عنوان تواصلنا على طريق الحرير في فيلم الافتتاح”.

كما عرض أشرف أبو اليزيد للباحثين والمكرمين الآسيويين في الملتقى.

أسماء مقدمي الأبحاث

ويساهم في أبحاث الملتقى د. طارق عبدالله (رحلة ماركو بولو على طريق الحرير)، د. نايف الشمروخ ( قراءة في نصوص على طريق الحرير)، د. سعود العصفور ( المخطوطات.. جسر تواصل ثقافي في طريق الحرير)، د. ليلى خلف السبعان (مدينة الحرير في الكويت.. رؤية ثقافية لمشروع اقتصادي)، د. عبد الهادي التازي ( رحلات الأوربيين إلى الشرق العربي)، نوري الجراح (اتياد الآفاق: أدب الرحلة بوصفه فضاء للتواصل والتعارف عبر التجارة والعلم)، أشرف أبو اليزيد (مدونات الرحلة المصورة على طريق الحرير)، د. محمد بن سعد المقدم (العلاقات العمانية – الصينية التاريخية عبر طريق الحرير)، البروفيسورة تشانغ هونغيي  (المؤسسات التعليمية العربية في الصين)، د. سماء يحيى (التأثير والتأثر ما بين الفنون الإسلامية والبوذية عبر طريق الحرير)، رفعت يعقوبوف (الطريق إلى نفسي ـ شهادة عن 50 سنة في توثيق مصور)، د. خالد عزب (العمارة الإسلامية في مدينة بخارى)، بندر عبدالحميد (مغامرات الامير احمد السينما على طريق الحرير)، د. سيد جهانكير (حضور اللغة العربية في الهند)، د. أحمد درويش (“سندباد ألف ليلة وليلة” على طريق الحرير)، د. موسى أحمد بيدج (طريق الحرير بين الثقافتين العربية والفارسية)، بشير عياد (التواصل الثقافي تجسيداً في الشعر – الموسيقى: أم كلثوم ورباعيات الخيام نموذجاً)، كامل يوسف حسين (تجربة ترجمة الأدب الياباني)، د. شهاب غانم (ترجمة الأدب الهندي)، ثم تلقي د. السبعان البيان الختامي للملتقى.

البرنامج

تجدر الإشارة إلى أسماء رؤساء الجلسات (الاثنين) جلسة (1) أ. صلاح منصور المباركي    وكيل وزارة الاعلام، الكويت، جلسة (2): أ. عبدالعزيز سعود البابطين  رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، (الثلاثاء)، جلسة (3) د. هيلة المكيمي الوكيلة المساعدة لشؤون التخطيط والتنمية، وزارة الاعلام، الكويت، جلسة (4) أ. ماضي الخميس ، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، الكويت، جلسة (5) وأ. محمد الماضي  مدير قناة الثقافية، المملكة العربية السعودية، (الأربعاء) جلسة (6) أ. د. مفيد شهاب  استاذ القانون الدولي وزير الدولة للشئون النيابية الأسبق، مصر، وجلسة (7) أ. المنصف المزغني  ، شاعر من تونس، وتختتم بالجلسة (8) وترأسها أ. د. ليلى خلف السبعان     مقررة الملتقى.

 

One Response to د. ليلى السبعان: ملتقى الثقافة العربية على طريق الحرير يستلهم رسالة أمير الثقافة والسلام

  1. بشير عياد

    بالتوفيق إن شاء الله

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات